خبر نهاية الهيكل الثالث -هآرتس

الساعة 08:38 ص|04 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: نحميا شترسلر

          (المضمون: لا يكفي تنديد زعماء اليمين واليهود بعمليات القتل بل يجب القيام بخطوات عملية من اجل منع تكرار هذه العمليات - المصدر).

          إعتبر بنيامين نتنياهو القتل « جريمة كبيرة ». وكتب رؤوبين ريفلين « أبناء شعبي فقدوا انسانيتهم ». وقال موشيه يعلون إن هذه « عملية ارهابية ». وطلب نفتالي بينيت « معاقبة القتلة بأشد عقاب ». الحقيقة هي أنه لا يمكننا البقاء لامبالين أمام القتل الفظيع للطفل علي دوابشة – بطريقة فظيعة كهذه – الحرق.

          في السياق ندد زعماء الليكود واليمين بقتل الشابة شيرا بنكي في مسيرة الفخار. قال نتنياهو إن « شيرا قتلت على يد نذل ». واضاف بينيت أن « في هذا اليوم تحولت صورتنا الى ظلام لغير اليهود بدلا من النور لغير اليهود ».

          لكن ما العمل حينما تكون الكلمات فارغة من المضمون وليس وراءها شيء. ليس في هذا الاسبوع تحولنا من النور الى الظلام، يا سيد بينيت، فأعمال القتل لم تبدأ أمس، والحرق وتكسير العظام والقمع وسلب الاراضي في المناطق. تذكر احراق الفتى محمد أبو خضير على أيدي لابسي القبعات قبل سنة فقط.

          العملية البهيمية بدأت قبل 48 سنة، فورا بعد انتصار 1967، حينما سيطرت غوش ايمونيم على الدولة بحماسة مسيحانية، وتقديس الحجارة والقبور واهانة الانسان – الامر الغريب والذي يناقض اليهودية. مسيحا الكذب، موشيه لفنغر وحنان بورات هددا في حينه مصير اسرائيل كقبيلة، وعملا على تحويلنا من مدينة اخلاقية وطلائعية محبوبة في ارجاء العالم الى دولة مكروهة، وأمة قمعية وغير اخلاقية، تقمع شعب آخر – وفي الطريق تقوم بتصفية نفسها.

          عمليتا القتل في الضفة والقدس هما ذات الشيء. فهما تنبعان من نفس النبع القمعي للاحتلال، الذي يقضي على بقايا الاخلاق. في البداية يتم قمع عرب المناطق فقط وبعد ذلك يدخل القمع الى الداخل: الجنود، الشرطة، الوسط واليسار، قتل اميل غرينسبرغ، قتل اسحق رابين وقتل كل من هو مختلف.

          الخط الاخضر لا يستطيع كبح احتكاك الكراهية والعنف واللاانسانية. ما يحدث في المناطق يدخل على الفور الى دولة اسرائيل، بدءً من المعاملة القاسية للمسنين ومرورا بعنف الشباب وانتهاء بأعمال القتل. كل هذا ينبع من نفس النبع، وكل شيء هو ثمن الاحتلال الفظيع.

          الاحتلال قمعي بطبيعته. فهو عملية تؤدي الى فقدان القيود الاخلاقية للمحتل، وهذا هو السبب في اعمال القتل الفظيعة على جانبي الخط الاخضر، ونحن سنشهد اعمال كثيرة غيرها.

          وبسبب هذا لا يمكن تقبل اقوال « الزعزعة » لمن يؤججون النار ويخلدون الاحتلال ويمولون المستوطنات: نتنياهو، ريفلين، يعلون، بينيت وجميع وزراء الليكود واليمين، لا يمكنهم غسل أيديهم بالاقوال. فاستخدام الاقوال لن يفيد.

          منذ 2008 وحتى الآن تم تنفيذ 15 عملية حرق فظيعة لمنازل ومساجد في الضفة. الشرطة و« الشباك » لم يكتشفا المنفذين لأي واحدة منها، وهذا ليس صدفة، بل هو سياسة موجهة. لقد أعلن نتنياهو في الاسبوع الماضي أنه سيمنح رخص البناء لـ 300 وحدة سكنية في الضفة في أعقاب هدم بيوت دراينوف التي أقيمت كجريمة على اراض خاصة.

          يوجد للتاريخ طابع مختلف. فهو يكرر نفسه بطريقة ممنهجة. قبل ألفي عام تمردت مجموعة اصولية، مسيحانية وهستيرية، في روما الكبيرة، تسببت بالحرب الاهلية وباحراق القدس وهدم الهيكل ومحو مدن اسرائيل ودفع من بقوا الى الشتات الذي استمر ألفي سنة.

          الى هناك بالضبط تقودنا الآن مجموعة اصولية عصرية مسيحانية وهستيرية ايضا. ذات مرة كان اسمها « غوش ايمونيم » والآن هي توحد جميع متطرفي اليمين الذين يقودوننا الى نفس مسار تعميق الاحتلال، والتمرد على أمم العالم، وحرب يأجوج ومأجوج ونهاية الهيكل الثالث.