خبر العلماء يكتشفون أول دواء حقيقي يقاوم الزهايمر

الساعة 08:23 م|01 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

مرضى الزهايمر يتعاملون مع المرض كما يتعاملون مع الموت، كقدر لا يمكن صده أو التفكير في مقاومته، إذا كان لديك في محيطك شخص كبير في السن مصاب به، فلابد أنك شاهدت العجز والأسى الذي يصيبه وهو يراقب نفسه وهو ينسى أولاده وزوجته وبيته.

 لكن، يبدو أن العلماء قد كسروا الدائرة المغلقة في الحرب ضد مرض الزهايمر بعد أن أعلنوا عن نتائج تجاربهم على اول دواء يستطيع إبطاء هذا المرض.

الدواء المسمى “سولاني زوماب” أظهر قدرته على إبطاء فقد الذاكرة في المرضى المصابين بالزهايمر المعتدل على مدى سنوات عديدة من العلاج،  لكن الآثارة كانت ملحوظة بالكاد للمرضى وأسرهم، وهذا ليس علاجاً. لكن هذ التأثير البسيط، وصف من قبل العلماء بالـ”عظيم”، لأن هذه كانت المرة الأولى التي يستطيع فيها دواء إبطاء معدل تدمير المرض للمخ.

وقال الدكتور لإيريك كاران مدير الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة أن أول دواء يثبت أنه يستطيع تحقيق تغيير، وتاريخ الطب يقول أنه إذا استطعت أن تعبر الباب، فقد أصبحت على عتبة اكتشافات دوائية أقوى وأفضل بكثير.

الأدوية الموجودة بالفعل للزهايمر تساعد في تخفيف الأعراض لكنها لا تؤثر على المرض نفسه، أما هذا الدواء التي طورته الشركة الأمريكية “إيلي ليلي” تم اختباره على مجموعة أكبر من المرضى المصابين بالخرف المتوسط او الشديد، وبدا أن التجارب فشلت في عام 2012.

لكن، عندما قام العلماء بتحليل البيانات بشكل أدق، اكتشفوا أن 1300 من مرضى الخرف المتوسط، الذين تم إعطاؤهم الدواء، قد شهدوا إبطاء في فقد الذاكرة بحوالي 30% عن المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي “البلاسيبو” في فترة الثمانية عشرة شهراً التجريبية للدواء، النتائج كان محصورة بالذين يعانون من المرض بشكل خفيف، ما دل العلماء على أن الدواء يعمل إذا تم إعطاؤه في أبكر وقت ممكن.

لكن الأسئلة حيرت العلماء بعدها، فهل هذا الدواء قام بتخفيف الأعراض فقط مثل الأدوية السابقة، أما قام بتأخير تدمير فقدان الخلايا العصبية في الدماغ وفقدان الذاكرة نفسه؟ ولكي تتأكد الشركة قامت بإعطاء مرضى الدواء الوهمي الذين يبلغ عددهم 1300، الدواء الحقيقي لمدة سنتين.

وإذا كان الدواء يعالج الأعراض فقط، فكان من المفترض بمرضى الدواء الوهمي أن يلحقوا المجموعة الأخرى ويشبهونها في النتائج، لكن الفرق بين المجموعتين بقي موجوداً.

يرجح العلماء حتى الآن أن السبب في مرض الزهايمر هو ترسب رقائق لزجة في المخ على الخلايا العصبية، ما يسبب تدهور الذاكرة، هذا الدواء هو عبارة عن أجسام مضادة تعمل من خلال تفكيك الوحدات البنائية للرقائق ببطء، لكن الأدوية الأخرى التي تستهدف هذه الرقائق لم تقم بنفس التأثير، ما جعل العلماء يعتقدون أن تأثيرها العلاجي يحدث بواسطة عملية بيولوجية أخرى.