خبر ما بعد حرق الرضيع.. ما هي سيناريوهات الميدان؟

الساعة 04:46 م|01 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

تصاعدت وتيرة المواجهات الميدانية مع الاحتلال « الإسرائيلي » في كل نقاط والمحاور في الضفة المحتلة بشكل ملحوظ، وذلك في ردٍ جماهيري على جريمة حرق الطفل علي دوابشة من قرية دوما بالقرب من نابلس، وأخذت المواجهات التي تشابه في دراماتكياتها أحداث الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000 شكلاً تصاعدياً ملحوظاً.

وأحرق مستوطنون صهاينة، فجر أمس الجمعة، منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، جنوب مدينة نابلس بالضفة المحتلة، فيما كانت الأسرة داخله، ما أسفر عن استشهاد الرضيع علي دوابشة، وإصابة شقيقه (4 سنوات) ووالديه، بحروق خطيرة.

وفي ظل المواجهات الميدانية في الضفة، دعت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك إلى تصعيد المقاومة في الضفة المحتلة؛ رداً على جريمة حرق الطفل الرضيع دوابشة، محملةً الاحتلال المسؤولية المباشرة عن ذلك، معتبرةً أن استمرار أجهزة السلطة في التنسيق الأمني، وتوفيرها الحماية للمستوطنين، ساهم في وقوع الجريمة.

كما ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبدالله شلح « ابو عبدالله » فصائل المقاومة الفلسطينية وأجنحتها العسكرية وفي مقدمتها « سرايا القدس » الجناح العسكرية لحركته إلى تصعيد المقاومة والرد على جريمة قتل الطفل الرضيع دوابشة.

الفصائل الفلسطينية تتوعد بالرد وتدعو لتصعيد المواجهات في الضفة المحتلة

وقال :« الجريمة تضعنا كشعب وفصائل وقيادات أمام مسؤولياتنا التاريخية في حقنا بالدفاع عن أنفسنا وحماية أهلنا ومقدساتنا ».

كما وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة « حماس »، ان « المقاومة لن تسكت » على « جريمة » قتل طفل فلسطيني عمره عام ونصف العام عندما اشغل مستوطنون النار في منزل عائلته فجر اليوم الجمعة.

وقال ابو عبيدة، الناطق باسم القسام في بيان صحافي « مقتل الطفل جريمة بشعة يتحمل قادة العدو مسؤوليتها ولن يسكت شعبنا ومقاومتنا عليها »، مضيفاً ان « العدو لا يفهم سوى لغة المقاومة والقوة ».

المواجهات تستعر في الضفة في كل نقطة تماس مع العدو الإسرائيلي

واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور مختلفة بالضفة الغربية المحتلة والقدس، بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد الرضيع علي دوابشة والشهيد ليث الخالدي الذي أستشهد في مواجهات مع الاحتلال.

واشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمالي القدس المحتلة، ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة، وسط هتافات غاضبة، منددة بجريمة الحرق.

وبالتوازي اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، عقب قمع الاحتلال مسيرة خرجت احتجاجا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

كما شهدت منطقة جنوب مدينة نابلس ظهر الجمعة انتشارا كثيفا لقوات الاحتلال تحسبا لاندلاع مواجهات، كما واندلعت مواجهات في نلعين غرب رام الله وقرية النبي صالح شمال غرب رام الله وعلى حاجز الجلزون في نابلس.

كما واستنفر الاحتلال الإسرائيلي طواقمه العسكرية في الضفة المحتلة تخوفاً من ردٍ فلسطيني محتمل على الجريمة النكراء، كما ونشر الاحتلال أعداد كبيرة من منظومة القبة الحديدة تخوفاً من ردٍ الفصائل الفلسطينية في غزة.

« فلسطين اليوم » تحدثت إلى خبير في الشؤون السياسية وآخر في الشؤون الأمنية والعسكرية، للوقوف حول سيناريوهات الميدان في أعقاب المواجهات الميدانية المستعرة، وتصريحات المقاومة التي توعدت بالرد.

 

خبير امني وعسكري: المرحلة القادمة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي اقتربت وستكون بأدوات نضالية جديدة تجمع أكثر من خيار تحتها

 

الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي يرى أن حادثة حرق الطفل الرضيع علي الدوابشة وسياسة مصادرة الأراضي والصلف الإسرائيلي القائم أحدث تحول في الرأي العام الفلسطيني في الضفة المحتلة لصالح إشعال انتفاضة عارمة، ستجرف معها خيارات النضال « الغير مجدية » على حد تعبيره.

وأوضح الخبير الشرقاوي أن المرحلة القادمة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي -والتي يرى أنها قريبة- ستكون بأدوات نضالية جديدة تجمع أكثر من خيار تحتها، مشيراً ان الخيار العسكري سيكون أبرزها على حساب أنصاف الحلول السلمية والتطبيعية.

ولفت الشرقاوي ان محاولات « إسرائيل » لتطويق الأحداث الأخيرة ومنع نشوب انتفاضة ثالثة ستفشل، معتبراً ان إدانة النظام السياسي الإسرائيلي لعمليات المستوطنين ولا سيما حرق الرضيع « ذر للرماد في العيون »، مبيناً أن الدلائل تشير أن الحكومة الإسرائيلية هي من يقف وراء جرائم المستوطنين.

كما وأوضح أن قطاع غزة لن يكون بمنأى عن الأحداث الميدانية القادمة في الضفة المحتلة، متوقعاً أن يأخذ التصعيد الميداني شكل تصاعدي وصولاً للانتفاضة الشاملة.

 

محلل سياسي: نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة مستبعد في الواقع المنظور وذلك لغياب مقومات الانتفاضة والتي أولها تحقيق الوحدة

 

المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله أستبعد نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، وذلك لغياب مقومات الانتفاضة والتي من وجهة نظره أولها تحقيق الوحدة، والاتفاق على إستراتيجية موحدة لتأجيج انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال.

وأوضح عطالله ان غياب الوحدة الفلسطينية، وضعف الثقة بين الفصائل الفلسطينية يؤخر من نشوب انتفاضة ثالثة.

ويرى عطالله ان السيناريو المحتمل سيكون في ميدان الضفة المحتلة، وانه سيتمثل في مواجهات فردية في نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي أو فعل انتقامي فلسطيني فردي، مشيراً انه لن يكون هناك مواجهات جماعية منظمة لغياب المقومات اللازمة لتفجير انتفاضة.

وقال « الحالة الفلسطينية المشتتة، وعدم إنجاز الوحدة، وضعف الثقة القائمة بين الفصائل الفلسطينية، وتعويل غزة على الضفة لتفجير انتفاضة والعكس يؤخر نشوء انتفاضة ويترك العمل الميداني للحالات الفردية ».