خبر البردويل:لا نريد اتفاق سياسي مع « اسرائيل » وزيارة السعودية لم تلغ زيارة إيران

الساعة 07:00 ص|30 يوليو 2015

فلسطين اليوم

كشف الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن الوسطاء للتوصل إلى «تهدئة طويلة الأمد» مع إسرائيل، كانوا يطرحون الملف على شكل «اتفاق سياسي»، وأعلن رفض حركته لهذا الطرح، وتمسكها بتنفيذ كامل بنود وقف إطلاق النار الموقع برعاية مصرية، نافيا في ذات الوقت أن تكون الزيارة التي قام بها وفد حماس مؤخرا للسعودية، ألغت من حسابات الحركة زيارة العاصمة الإيرانية طهران.

وقال البردويل شارحا ما يجري في الاتصالات التي قامت بها العديد من الأطراف والمسؤولين الدوليين، لتثبيت «تهدئة طويلة الأمد» في غزة بين حماس و« إسرائيل »، إن حركته لا تريد التوصل كما يطرح الوسطاء إلى «اتفاق سياسي» مع إسرائيل.

وأضاف «نحن بحاجة إلى تطبيق كل ما ورد في قرار وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بحضور الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وأن تفي إسرائيل بكل شروطه، مثل رفع الحصار وتسهيل الإعمار، وبناء ميناء ومطار في غزة».

وأشار إلى أن الحديث الذي يجري عبر الوسطاء، هو «نوع من الاقتراب من اتفاق سياسي»، وعاد وأكد أن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل».

وأكد البردويل أن الاتفاقيات السياسية تكون مع «الكل الفلسطيني»، وأن حماس غير معنية بهذه الاتفاقيات كونها حركة مقاومة»، مشيرا من جديد إلى أن حركته تتحدث عن «وقف مؤقت لإطلاق النار مع العدو على أرضنا، مقابل التخفيف عن سكان قطاع غزة الذين يعانون الحصار».

ورفض البردويل الاتهامات التي توجهها حركة فتح والرئيس محمود عباس لحركة حماس، بخصوص دخولها في مفاوضات مع إسرائيل، من أجل فصل غزة عن الضفة الغربية وباقي الوطن، والموافقة على حلول لدولة ذات حدود مؤقتة. وأكد أن ما تريد التوصل إليه حركة حماس هو إلزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار، الذي وافقت عليه مع كل الفصائل، وأن الأمر ليست له علاقة بفصل غزة عن الضفة.

وقبل عدة أشهر كشف النقاب عن حمل مبعوثين دوليين أبرزهم روبرت سيري، المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة وكذلك السفير السويسري، أفكارا لحركة حماس تشمل التوصل إلى «تهدئة طويلة الأمد» مع إسرائيل، تشمل وقف كافة الأعمال العسكرية، بما فيها وقف حفر الإنفاق وتسلح المقاومة، على أن تقوم إسرائيل بإنهاء الحصار وتسهيل الإعمار، وفتح ممر مائي يربط غزة بالعالم.

وتواصلت زيارات المبعوثين الدوليين والدبلوماسيين الأوروبيين لغزة. وكان من أبرزهم وزير الخارجية الألماني، الذي قال أن أفكار التهدئة تدول حول «تنمية غزة مقابل أمن إسرائيل».

كما التقى المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توتي بلير في العاصمة القطرية الدوحة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وخلال شهر رمضان قال إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أن قطاع غزة سيشهد قريبا نهاية الحصار.

وأضاف إن «القوى التي أخذت قرار الحرب ضد غزة العام الماضي، قررت الانفتاح على حركته وقطاع غزة».

لكن القيادي البردويل حين سألته «القدس العربي» عن موعد التهدئة إن كان قريبا أم لا، عاد وأكد أن الحركة لا تبحث اتفاق تهدئة جديد، وأنها تريد التزام إسرائيل باتفاق القاهرة.

وكانت الفصائل الفلسطينية عبر وفد مشترك، قد وافقت على اتفاق تهدئة مع إسرائيل رعته مصر، وأوقف الحرب الأخيرة، وكان من المفترض أن يعود الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي للقاهرة بعد الحرب لمناقشة باقي الملفات مثل الميناء والأسرى، غير أن القاهرة أجلت من وقتها المفاوضات غير المباشرة إلى أجل غير مسمى.

وفي ملف آخر، سألت «القدس العربي» القيادي البردويل إن كانت الزيارة الأخيرة لوفد حركة حماس إلى السعودية، برئاسة خالد مشعل، وجرى خلاله لقاء الملك سلمان، قد ألغت زيارة الحركة إلى إيران، بمفهوم انضمامها لـ «المحور السني»، والابتعاد عن «المحور الشيعي».

ورد البردويل بالقول «هذه مغالطة كبيرة، وأن هذا الطرح هدفه تغييب وجهة نظر حماس». وأضاف «حماس ليس من سياستها الدخول في محاور، ولا تبني علاقاتها مع أي دولة، على حساب قطع علاقاتها مع دولة أخرى»، في إشارة إلى سعي حماس لإقامة علاقة قوية مع السعودية على حساب إيران.

وأشار إلى أن السعودية تمثل لحركة حماس دولة عربية وإسلامية، وأن من واجبها مساعدة الفلسطينيين، وأن حماس بحاجة لمساعدتها، وأن الأمر نفسه ينطبق نفسه على إيران. وأضاف «إيران لا يغضبها في هذا السياق دعم المقاومة»، وعبر عن أمله بأن يكون هناك دعن عربي وإسلامي للمقاومة الفلسطينية.

وزار وفد حماس السعودية في آخر أيام شهر رمضان، وأمضى اليوم الأول للعيد، ورغم أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، نفي في وقت سابق أن تكون زيارة وفد حماس «سياسية رسمية»، اذ قال أنها كانت «زيارة دينية» لأداء شعائر العمرة، وأنه لم يجر عقد أي لقاءات أو مباحثات سياسية ثنائية خلال الزيارة، إلا أن القيادي في حماس صلاح العاروري أكد أنها لم تكن معايدة «كما صورها البعض».

وكشف قبل أيام أن تلك الزيارة كانت «زيارة سياسية»، وأن هناك زيارة ثانية لقيادة الحركة خلال شهر. وأكد أن قيادة حماس التقت الملك وولي عهده وولي ولي عهده، وتم عقد اجتماع مغلق بينها ومحمد بن سلمان بإيعاز من الملك.

وعقب الزيارة أصدرت حماس بيانا أكدت فيها لقاء وفدها بالملك سلمان، لكن دون إعطاء أي تفاصيل إضافية، لكنها وصفت الزيارة بـ»المثمرة» خاصة وأنه تم خلالها إطلاق المملكة سراح معتقلين من حماس في سجونها.

وتلا ذلك أن أكد عضو وفد حماس الدكتور أبو مرزوق أن ما سمي بـ»تسريبات» حول زيارة وفد الحركة الرفيع قبل أيام إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء الملك سلمان، يعبر عن «جهل بطبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة». وقال أن حركة حماس «ستحافظ على علاقتها مع الجميع»، مشيرا في هذا السياق إلى أن بوصلة الحركة «متجهة نحو القدس».