خبر استمرار التحذير: هذا واجب وطني- اسرائيل اليوم

الساعة 09:10 ص|27 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بوعز بسموت

          (المضمون: لا يجب التراجع عن التحريض ضد الاتفاق حتى وإن كان ذلك سيؤثر على العلاقات بين الادارة الامريكية واسرائيل - المصدر).

          وزير الخارجية الامريكي كيري، من قادة الاتفاق النووي مع ايران، لم يتردد في نهاية الاسبوع في توجيه إصبع التهديد لاسرائيل: « اذا فشل الاتفاق في الكونغرس فسيتهمونها ». سيد كيري، هذا استخفاف بتقدير المنتخبين الامريكيين، ألا توجد خلافات في الرأي بين المنتخبين والادارة؟ هل امريكا هي ديمقراطية أو ديمقراطية؟.

          في المقابل بدأ محللون اسرائيليون يقولون لنا إن سلوك اسرائيل بعد التوقيع على الاتفاق في فيينا – بغض النظر اذا كان الاتفاق جيدا أو سيئا – غير مسؤول (وليس لا سمح الله توقيع الاتفاق المسؤول جدا مع الايرانيين)، وسيؤدي الى تأثيرات دراماتيكية في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. بكلمات اخرى، الآن عندما تم توقيع الاتفاق لا يجب على الحكومة في القدس أن تدافع عن مصالح اسرائيل على حساب إرث اوباما. وهم يحذروننا ايضا من حرب لا سابقة لها. ونُذكر فقط أنه لو استمعنا دائما لصديقنا في البيت الابيض لما كنا أعلنا عن الدولة في 1948 ولما قصفنا المفاعل العراقي في 1981 ولما كانت القدس عاصمة لنا. كنيدي ايضا لم يكن ليسمح لنا بفتح مصنع نسيج في الجنوب، ووزير الخارجية جيمس بيكر لم يكن ليعطينا رقم الهاتف كي نتصل به عندما نكون جاهزين... وكأنه الى حين الاتفاق النووي الايراني لم نكن على خلاف أبدا.

          ولم ننسَ ايضا « جي ستريت » (المنظمة التي تختص في فهم الاجواء في اسرائيل) التي لم تفوت أي فرصة للتصعيب على القدس. وتقول لكل من يريد أن يسمع إن اشخاصا رفيعي المستوى في جهاز الامن الاسرائيلي (أقلية) أعربوا عن موقف ايجابي من الاتفاق. يمكن الافتراض أن « جي ستريت » ستفعل كل شيء من اجل المصادقة على الاتفاق.

          لكن هذا مسموح، وهو يلائم سياسة اوباما. والمأساوي في هذا الاتفاق هو أن اسرائيل هي التي يتم تصويرها في الولايات المتحدة أنها « الولد السيء » الذي يجب ضبطه. لكن لحظة: من قال إن امريكا تتحدث في الموضوع الايراني بصوت واحد؟ امريكا هي الادارة، لكنها ايضا هي الكونغرس والرأي العام. وهناك الكثير ممن يقلقون من الاتفاق، ليس فقط من اجل اسرائيل بل من اجل امريكا والمباديء المشتركة للدولتين.

          لا يجب على القدس الخجل من سلوكها ضد الاتفاق. فهذا واجبها الوطني. يصعب القول إن نتنياهو قد أخفى سياسته فيما يتعلق بالموضوع الايراني في حملته الانتخابية، وقد تم انتخابه بفضلها.

          الادعاءات ضد اسرائيل تعيدنا الى الليلة بين 29 – 30 ايلول 1938 حيث تم التوقيع على اتفاق ميونيخ الذي أجبر تشيكوسلوفاكيا على التنازل عن منطقة السودات. وقد انتهى ذلك بالحرب العالمية الثانية، لكن قبل ذلك تفكيك تشيكوسلوفاكيا. لنفرض أنه كانت هناك فرصة لحكومة براغ للاحتجاج ضد البرلمان البريطاني والغاء الاتفاق، فهل كانت ستجلس مكتوفة الأيدي؟ أم أن التشيك كانوا سيتبنون طريق كيري و« جي ستريت » والمحللين الذين يحتجون في شوارع براغ ويرسلون الورود الى تشمبرلين؟.

          هناك شبه كبير بين ميونيخ وفيينا: حين ذلك ايضا رفضوا الاعتراف بشيطنة النازيين مثلما يتجاهلون الآن شيطنة الخامنئيين. في حينه ايضا مثل اليوم، اختاروا المصالحة وأملوا حدوث الجيد. وفي حينه وعدت بريطانيا وفرنسا الحفاظ على الحدود الجديدة لاوروبا، تماما كما تعهدت القوى العظمى في هذا الوقت بأمن السلاح النووي الايراني. بعد ذلك هناك من يتفاجأ من أن القدس ترفض منح الادارة الخد الثاني؟ هذه فضيحة بالفعل.