خبر أخطاء بيبي- يديعوت

الساعة 09:06 ص|27 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حاييم رامون

          (المضمون: حتى اذا ما « نجح » بيبي بالصدفة والكونغرس الامريكي لم يقر الاتفاق، فان ايران ستتمتع بكل العوالم. فكل العالم – من الصين وروسيا وحتى دول اوروبا – سينفذ قرارات مجلس الامن ومجلس الاتحاد الاوروبي وسيرفع العقوبات - المصدر).

       في جلسة للجنة وزارية ضيقة شاركت فيها في 2007 في عهد حكومة اولمرت، بحث التهديد النووي الايراني. في نهايتها قلت لاحد كبار رجالات جهاز الامن: « انظر الى خريطة ايران. هل يمكن ان نضمن هذه الدولة الواسعة التي تبلغ مساحتها 80 ضعف مساحة اسرائيل، الا تنجح في ان تخفي جزءا هاما على الاقل من مساعي التعاظم النووي لديها وتنثره في اماكن مختلفة؟ » ذكرته بانه لم تكن لدى اسرائيل أي فكرة عن تفاصيل البرنامج النووي للقذافي، الى ان انكشف الاتفاق مع الولايات المتحدة وفي اطاره تخلت ليبيا عن البرنامج. كما ذكرته انه حسب مصادر اجنبية لم تعرف أي دولة غربية على مدى سنين بأمر اقامة المفاعل السوري، الى أن كشفت اسرائيل أمر وجوده في موعد قريب من تحوله الى مفاعل تنفيذي.

          لقد كان رئيسا الوزراء شارون واولمرت على علم بهذا الواقع ودروسه. وقد فهما بان هناك امور « كبيرة على اسرائيل » واننا لا يمكننا ان نعمل، لا وحدنا ولا علنا، لانه سيكلفنا ثمنا باهظا، غير معقول، من الدماء وسينتهي باليأس والقنوط. وعليه، فقد قررا بان البرنامج النووي الايراني هو مشكلة عالمية، وان على القوى العظمى برئاسة الولايات المتحدة ان تعالجه. وبالطبع ستساهم اسرائيل بنصيبها ايضا.

          وبالفعل، في ذاك الوقت روت مصادر اجنبية عن تعاون عملياتي وتكنولوجي شوش الانظمة الايرانية، وأخر بعدد من السنين تطوير القدرة النووية. اضافة الى ذلك جرت مداولات عن تعويضات استراتيجية، عسكرية وسياسية بين اسرائيل والولايات المتحدة، اذا تحولت ايران الى دولة حافة نووية.

          في 2009 جاء نتنياهو وغير السياسة الحكيمة لسلفيه. وبدأت مسيرة العبث النووية لبيبي، والتي انتهت هذه الايام بفشل ذريع. فور انتخابه عين نفسه على رأس الكفاح العالمي ضد ايران واعلن بان اسرائيل وحدها يمكنه أن تحبط البرنامج النووي الايراني. هذه تبجحات هزيلة وعديمة الاساس. ونيته قصف المنشآت النووية في ايران اصطدمت بمعارضة كل قادة جهاز الامن تقريبا.

          كان واضحا أن قصف المنشآت في ايران لن يصفي البرنامج النووي، مثلما كان في العراق وفي سوريا (مرة اخرى، حسب مصادر اجنبية)، بل العكس. حتى لو كان هذا هجوما ناجحا من ناحية عسكرية، فانه سيعيق تقدم البرنامج الايراني لسنة أو سنة ونصف. ولكن عندها ستشعر ايران بانها حرة في أن تعلم على الملأ بانها تطور قنبلة نووية كي تدافع عن نفسها في وجه التهديد الاسرائيلي. ولكن بيبي بقي على حاله. استثمر نحو 11 مليار شيكل في الاعداد للقصف في ايران، والذي بالطبع لم يخرج الى حيز التنفيذ، وضاع معظم المبلغ هباء.

          يتبجح نتنياهو حتى اليوم في أن اعماله جلبت العقوبات ضد ايران. بالفعل، مست العقوبات بالاقتصاد الايراني، ولكنها ليس فقط لم تبطيء السباق الايراني، بل جعلته اكثر تصميما. في 2009 ايران لم تكن دولة حافة نووية بوضوح؛ في 2015 باتت بعيدة شهرين او ثلاثة اشهر فقط عن القنبلة النووية الاولى.

          ان سياسة بيبي النووية جلبت مصيبة استراتيجية، عسكرية، اقتصادية، سياسية واجتماعية. لشدة الاسف، سلوكه بعد « اتفاق فيينا » يضيف الخطيئة على الخطيئة. الاتفاق هو حقيقة قائمة، وحتى اذا ما « نجح » بيبي بالصدفة والكونغرس الامريكي لم يقر الاتفاق، فان ايران ستتمتع بكل العوالم. فكل العالم – من الصين وروسيا وحتى دول اوروبا – سينفذ قرارات مجلس الامن ومجلس الاتحاد الاوروبي وسيرفع العقوبات. القيود على ايران، حسب اتفاق فيينا، لن تطبق – واسرائيل لن تتمكن من التمتع « برزمة تعويض » كاملة من الادارة الامريكية. كما أن الوهم الذي يحاول بيبي ورجاله ان يبيعوه، وبموجبه حتى لو فشل الصراع ضد الرئيس اوباما واقر الاتفاق في الكونغرس فان اسرائيل ستحصل على رزمة تعويض هامة – سيتبدد.

          هنا المكان لتخصيص بضع كلمات لرئيس المعارضة اسحق هرتسوغ، الذي سلوكه في الموضوع غريب. بداية عليه ان يخرج بحزم وبقطع ضد المحاولة البائسة لتجنيد الكونغرس الامريكي ضد الاتفاق وضد استمرار المواجهة مع الادارة الامريكية. ثانيا، عليه ان يحاول اقناع اوباما وادارته بمنح اسرائيل رزمة تعويض استراتيجية وامنية، ولا سيما في موضوع الحرب ضد الارهاب بكل فروعه، بما في ذلك الارهاب الايراني. الى بوجي أن يوقف سباق العبث الكارثي لبيبي والا يكون جزءا منه.

          بعد قصور حرب يوم الغفران خرج رئيس المعارضة في حينه مناحيم بيغن، في هجوم حاد ومركز ضد حكومة غولدا. هكذا يجب أن يتصرف رئيس المعارضة. هرتسوغ ملزم بان يدير بثبات، بجدية وبوضوح حملة واحدة ووحيدة: يا بيبي استقيل.