خبر تحذيرات من « كارثية » رهان نتنياهو على الجمهوريين لإفشال « النووي »

الساعة 05:31 ص|26 يوليو 2015

فلسطين اليوم

حذّرت أوساط إسرائيلية يمينية بارزة من التداعيات « الكارثية » للاستراتيجية التي يعكف عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإحباط الاتفاق النووي مع إيران، من خلال تجنيد الأغلبية الجمهورية في الكونغرس.

وشدّدت الأوساط على أن إسرائيل ستكون الطرف الخاسر، سواء نجح نتنياهو في إحباط الاتفاق أو فشل. وقال القائد السابق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية « أمان »، الجنرال عاموس جلبوع، إن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً في حال واصل نتنياهو تحركه داخل الحلبة الأميركية ضد الاتفاق.

وفي مقال نشرته صحيفة « معاريف » في عددها الصادر في 20 يوليو/ تموز الحالي، حذّر جلبوع، أحد رموز اليمين الإسرائيلي الفكرية، من أن نتنياهو يرتكب « خطأ عمره » في حال واصل الاعتراض على الاتفاق بعد التوقيع عليه، مشيراً إلى أن هذا السلوك يضع إسرائيل في مواجهة كل الدول العظمى، وليس فقط الإدارة الأميركية.

كما نبّه جلبوع إلى أنّ نجاح رهان نتنياهو على الجمهوريين في إحباط الاتفاق، يعني منح إيران هامش حرية مطلقا بموافقة الدول العظمى. وشدد على أن نتنياهو مطالب بالتعاون مع إدارة أوباما واستغلال الاتفاق في الحصول على رزمة المساعدات العسكرية غير المسبوقة التي تبدي واشنطن استعداداً لمنحها لإسرائيل. وأبدى جلبوع تشاؤمه إزاء فرص « تعقّل » نتنياهو، منوهاً إلى أن كل المؤشرات تدل على أنه يقود إسرائيل بشكل مأساوي إلى مصير بالغ الصعوبة.

من جهته، قال الكاتب تسفي ستبيك إن « الرهان على الخلافات الحزبية داخل الولايات المتحدة، سيترتب عليه نتائج بالغة الصعوبة بالنسبة لإسرائيل ».

وفي مقال نشرته صحيفة « ميكور ريشون »، ذات التوجه اليميني، في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي، نوّه ستبيك إلى أنه في حال فشل نتنياهو في إحباط تمرير الاتفاق، يكون قد أسهم فقط بالمسّ بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، « وهي العلاقات التي تمثّل ذخراً استراتيجياً لإسرائيل ». وأضاف أنه في حال نجح نتنياهو في إحباط الاتفاق، فإن القوى العظمى الأخرى ستواصل الالتزام بالاتفاق، وستستفيد إيران من كل بنود الاتفاق، مع العلم أن هذا سيفضي إلى إضعاف مكانة الولايات المتحدة الدولية، وسيمس بهيبة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وهذا يعني أن إسرائيل تدفع ثمن « نجاح » نتنياهو.

وفي السياق، قال الكاتب اليميني شلومو شامير، إنّ الأوضاع الداخلية « البائسة » للحزب الجمهوري ستدل على أن نتنياهو قد ارتكب خطأ كبيراً، عندما راهن على هذا الحزب في إحباط الاتفاق. وفي مقال نشرته صحيفة « معاريف »، في عددها الصادر يوم الجمعة، نوّه شامير إلى أن قادة الحزب الذين يتنافسون على الترشح للانتخابات الرئاسية، قد حوّلوه إلى « مهزلة ممّا مس بالحزب أمام الرأي العام بشكل غير مسبوق ». وشدد شامير على أن رهانات نتنياهو على أن يخلف رئيس جمهوري أوباما في البيت الأبيض، تبدو غير واقعية بالمطلق في ظل الأوضاع البائسة التي يمر بها الحزب الجمهوري.

من ناحيته، حذّر المعلق الإسرائيلي المتواجد في نيويورك، حامي شليف، من خطورة التواطؤ بين نتنياهو وقادة الحزب الجمهوري، مؤكّداً أنّ هذا التواطؤ سيفضي إلى بلورة جبهة أميركية واسعة ضد إسرائيل. وفي مقال نشرته صحيفة « هآرتس » في عددها الصادر قي 20 يوليو/ تموز الحالي، أوضح شليف أن سلوك نتنياهو سيفضي إلى توحيد الديمقراطيين والأوساط التي تؤيدهم خلف أوباما.

إلى ذلك، أوضحت إسرائيل أنه في حال فشلت في إحباط الاتفاق، فإنها ستعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة، تضمن تحقيق مكاسب جيوــ استراتيجية لتل أبيب. وزعم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يغآل أردان، أن « قبول السيادة الإسرائيلية » على هضبة الجولان المحتلة، « يجب أن يكون من النتائج التي سيتمخض عنها الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل »، الذي سيتلو تمرير الاتفاق في الكونغرس. وفي تغريدات على حسابه عبر موقع « تويتر »، في 23 يوليو/ تموز، أوضح أردان، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، أنّ إسرائيل « لن تكتفي بالحصول على سلاح نوعي وطائرات، بل ستحصل أيضاً على تفاهمات استراتيجية شاملة، لم يكشف عن طابعها ». ويتضح من تغريدات أردان أن إسرائيل ستواصل حربها على الاتفاق داخل الولايات المتحدة، وستمضي قدماً في توظيفها للكونغرس من أجل إحباط الاتفاق ومنع تمريره، مشيراً إلى أن الحوار الاستراتيجي سيبدأ فقط بعد أن يتمكن أوباما من تمرير الاتفاق.