خبر « إسرائيل » حائرة في كيفية إحباط الاتفاق الإيراني

الساعة 05:52 ص|22 يوليو 2015

فلسطين اليوم

على الرغم من تصريحاته المتكررة بأنّه سيبذل كل جهد ممكن لإحباط الاتفاق النووي مع إيران وضمان تصويت الكونغرس الأميركي ضدّ الاتفاق، وتجنيد أصوات عشرات النواب الأميركيين من الحزب الديمقراطي لإفشال الفيتو الرئاسي في حال استخدمه الرئيس باراك أوباما، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يقرر بعد الخط الذي سينتهجه لتحقيق هذه الغاية.

وكشفت صحيفة « هآرتس » في عددها الصادر أمس أن « الكابينيت » السياسي الأمني الذي اجتمع أمس لمناقشة سبل إحباط الاتفاق النووي مع إيران، لم يتخذ قراراً رسمياً بهذا الخصوص.

وكان المدير العام لوزارة الخارجية، دوري جولد، المقرب من نتنياهو، قد أبلغ موقع صحيفة « معاريف » أن الخارجية الإسرائيلية لم تحدّد بعد سبل العمل لمواجهة الاتفاق وإسقاطه في الكونغرس، على الرغم من أن نتنياهو شنّ في الأيام الأخيرة حملةً إعلامية عبر شبكات التلفزة الأميركية ضدّ الاتفاق، مدعياً أنه كان بالإمكان التوصّل إلى اتفاق أفضل منه.

وفي ظل التخبّط الرسمي لحكومة نتنياهو، أطلق اللوبي الصهيوني المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة « إيباك » أواخر الأسبوع الماضي حملةً دعائية ضد الاتفاق رصد لها مبلغ 20 مليون دولار.

وبحسب صحيفة « هآرتس »، فإن نتنياهو يخشى من أن يقدم أوباما على اتخاذ خطوات عقابية ضدّ إسرائيل في حال تمكّنت من إسقاط الاتفاق في الكونغرس، بما أن هذا النشاط من شأنه أن يؤكّد أنّ إسرائيل تتدخّل بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة.

ولعل ما يعزّز هذه المخاوف هو رفض نتنياهو، على الرغم من توجيهات أوباما له، بالدخول في محادثات حول المساعدات الأميركية لإسرائيل وسبل تعويضها عن الاتفاق بما يضمن، بحسب ما جاء في تصريحات وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، لدى زيارته إلى تل أبيب أمس، التفوق العسكري الإسرائيلي.

وتخشى إسرائيل في هذا السياق (وبالتحديد الجهات الأمنية والعسكرية) من أن يؤثّر موقف نتنياهو الرافض للاتفاق على أي إمكانية للتأثير في طبيعة ومنظومة المراقبة التي ستفرض على المشروع النووي الإيراني.

وفي وقت أعلن فيه غولد أن تحديد الموقف الإسرائيلي من الولايات المتحدة على خلفية الملف الإيراني لا يزال مبكراً، أشارت « هآرتس » إلى أن نتنياهو أوعز لوزير العلوم داني دانون، بعدم التطرق في المقابلات مع الشبكات الأجنبية إلى موضوع الكونغرس والموقف منه.

يأتي ذلك في ظلّ رهان نتنياهو، على الأقل حالياً، على قرار من الكونغرس بعدم رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، علَّ ذلك يدفع إيران إلى التنصّل من الاتفاق الدولي.

وكان نتنياهو قد أعلن أمس خلال جلسة كتلة « الليكود » في الكنيست أنه في حال لم يرفع الكونغرس العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فإن من شأن ذلك أن يشكّل ضغطاً قد يضطر إيران إلى تقديم تنازلات إضافية.

بموازاة ذلك، فإن إسرائيل خففت من وتيرة نشاطها الدبلوماسي والسياسي في الولايات المتحدة، عبر التركيز على إجراء « اتصالات ومحادثات » هادئة مع الجهات المختلفة الناشطة في السياسة الأميركية. ويجري السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون ديرمير، والذي سبق له أن تورّط في حرب كلامية ضدّ أوباما، بصمت، اتصالات مع نواب ديمقراطيين من دون الزجّ بالخلاف الحزبي بين الجمهوريين والديمقراطيين حالياً.

وذكرت « هآرتس » أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن تستعد حالياً للانتقال إلى نشاط مكثّف، ولذلك قامت بتقليص وإلغاء الإجازات للعاملين فيها. ونقلت عن دبلوماسي إسرائيلي قوله « نحن نستعد للحرب لكننا لم نتلق بعد أمراً ببدء الهجوم ».

لكن هذا « الهجوم المرتقب » هو ما يقلق راحة وزارة الخارجية الإسرائيلية وطاقمها المهني، إلى جانب إثارة القلق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تخشى من مواجهة شديدة توسّع من رقعة الخلاف والشرخ بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقد تجلّى هذا الأمر في تصريحات بعض العاملين في وزارة الخارجية خلال جلسة رسمية عقدتها الوزارة برئاسة نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطيبيلي. فقد أشار « موظف رفيع المستوى » إلى قلق كبير في أوساط المهنيين في وزارة الخارجية، والذين أبلغوا حوطيبيلي بأنه « يتعيّن العمل بحذر شديد والتفكير وحساب إلى أي مدى يمكن الذهاب في الكونغرس؛ فهذا صراع نعرف كيف سندخل إليه لكننا لا نعرف كيف سنخرج منه، وكل عمل سنقوم به سيكون له ثمن ».

أما أكثر ما يخيف رجال الخارجية الإسرائيلية فهو نجاح التحرّك الإسرائيلي في الكونغرس وإهانة أوباما، لأن ذلك سيجرّ ردّاً قد يصل حد عدم استخدام إدارة أوباما حق النقض « الفيتو » عند بحث الموضوع الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي.