خبر عودة الى الارهاب: مفارقة الأسرى تتسع- اسرائيل اليوم

الساعة 10:23 ص|21 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. غابي افيطال

          (المضمون: منذ صفقة احمد جبريل انتهى الزمن الذي كانت اسرائيل تنقذ فيه مقاتليها مثلما حدث في عملية عنتيبة قبل اربعين سنة - المصدر).

 

          ثلاثة آلاف وسبعمائة سنة تفصل بين عمليتين بطوليتين لانقاذ أسرى. العملية الاولى تعود لابراهيم العبري، عم لوط، اثناء حرب الملوك الخمسة، حيث وقع في الأسر ملوك سدوم وعامورا، في حين أن لوط إبن أخ سيدنا ابراهيم تم أسره. الشخص البالغ 75 عاما جمع جنوده وطارد الآسرين مدة ليلة كاملة، وحرر لوط وممتلكاته وأتباعه. العملية الثانية هي عملية عنتيبة حيث هاجم جنود الجيش الاسرائيلي، بعيدا عن حدود الدولة وفي الليل، وما شمله ذلك من مخاطرة بالتعرض للاصابة، وعاد الأسرى الى البيت.

 

          مر نحو 40 عام، ويمكن القول إنه خلال فترة قصيرة تغير تفكير الدولة بشكل عام والشخصيات العامة بشكل خاص حول موضوع تبادل الأسرى. بدأ هذا في صفقة احمد جبريل في 1985، حيث عاد ثلاثة جنود من الأسر مقابل 1150 مخرب أُطلق سراحهم.

 

          صفقات ومبادرات حسن نية كثيرة حدثت منذ ذلك الحين، ويشمل ذلك صفقة شليط التي أدت الى اطلاق سراح الكثير من المخربين الذين عاد بعضهم الى الاعمال الارهابية، حيث يُقتل في هذه الاعمال مواطنون أبرياء.        

 

هل هناك طريق للعودة؟ أم أن العملية غير قابلة للتراجع ولا يمكن التفكير أكثر بعمليات انقاذ لمقاتلين سقطوا في أسر المخربين؟ هذا الوضع المعقد عرفته في حينه عضوة الكنيست السابقة غيئولا كوهين. في ذروة الجدل الصعب بين مؤيدي صفقة جبريل وبين المعارضين، قالت كوهين: لو كان إبني أحد الأسرى لكنت طرت حتى نهاية العالم من اجل انقاذه. لكن كوني شخصية عامة فأنا لا استطيع الخلط بين المشاعر والعقل.

 

          العقل يقول ما هي الفائدة من الصفقات اذا كانت دماء المقتولين أكثر من دماء الذين يتم انقاذهم؟ من الافضل أن يُقتل القتلة في عملية انقاذ بدلا من قتلهم في عملية دفاع بالسكين أو برصاصة في الظهر. المفارقة صعبة، وهي تتعاظم عندما تتشوش الحدود بين دولة معادية وبين منظمة ارهابية. وهي تتعاظم عندما يأتي النداء للقيادة احيانا من خلال اخلاق مزدوجة. لأنه لو كان هناك فحص شامل لهذا السؤال، نقاش جماهيري، لكان يمكن أن تعفى القيادة من المفارقة، والازمنة المتغيرة كانت ستضع هذه القيادة أمام خيارات صعبة.

 

          لا حاجة الى الفحص الاكاديمي من اجل الاشارة الى الفشل الاخلاقي في النقاش حول صفقات الأسرى: الضغط الاعلامي الصاخب والممول لصفقة شليط كان من اتجاه واحد فقط – اطلاق سراحه بأي ثمن، لذلك ارتفع ثمن شليط، والتركيز على المشاعر أعطى ثماره ومنع نقاشا أساسيا في هذا الموضوع المؤلم.

 

          لا يستطيع أحد ضمان عدم وجود جنود ومواطنين أسرى في المستقبل. لكن موضوع الثمن الصعب يجب طرحه الآن. صحيح أن لجنة شمغار قالت إنه يجب الحديث عن مقابل وليس عن ثمن، وعن واحد مقابل واحد، وفي الوقت الحالي يجب النظر بايجاب الى اقتراح القانون الذي يطالب باعادة المخربين الذين أطلق سراحهم الى السجن في ظروف أصعب.

 

          من الواضح للجميع أن الوضع الحالي لا يجب أن يستمر. بين طلب القضاء على المخربين في المعركة بأي ثمن وبين اطلاق سراح أسرى بأي ثمن فان مساحة الاحتمالات كبيرة جدا.