تقرير غزة: العيد يفرج عن الفكة..!

الساعة 07:36 م|17 يوليو 2015

فلسطين اليوم

ساعات قليلة على بدء عيد الفطر السعيد في قطاع غزة كانت كفيلة بإنهاء أزمة الفكة التي ظهرت على مدار أيام شهر رمضان المبارك الأمر الذي أظهر البسمة والفرحة بشكل خاص على وجوه السائقين المتضررين بشكل مباشر من إحداث الأزمة.

وقد عانى المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة بشكل عام والسائقين بشكل خاص من أزمة الفكة التي ظهرت خلال أيام شهر رمضان واشتدت قسوتها وحدتها قبل أسبوع من بداية عيد الفطر السعيد، وأرجع مختصون اقتصاديون السبب في إحداث الأزمة لعوامل نفسية لدى المواطنين تدفعهم لحجب النقود المعدنية عن بعضهم البعض كي يُسيرون معاملاتهم المالية فقط مع المشترين.

البهجة والسرور رسمت على وجه السائق « أسامة محمود »، ليس لقدوم عيد الفطر السعيد فقط بل لأنه قام بالسماح للمواطنين بالصعود إلى سيارته لأول مرة منذ أيامٍ عدة حينما سأله الراكب عن وجود فكة (50شيقل) فأجابه السائق أسامة « اصعد ولا تقلق ».

السائق أسامة قال لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية: « الحمد لله فرجت علينا وعلى جميع المواطنين وأصبحنا نُسير مركبتنا وفقاً لما يريد الراكب وليس لمن يوجد لديه عملة معدنية (الفكة) ».

ويُشير السائق إلى أنه حصل على نحو 400شيقل من الفكة بعد انتهاء البيع في سوق عمر المختار ما يُشير إلى انتهاء الأزمة.

واستذكر السائق أسامة حادثةٍ وقعت معه قبل انتهاء أزمة الفكة حيث قال: « كنت بحاجة إلى الأموال كثيراً بسبب اقتراب عيد الفطر السعيد كغيري من المواطنين لذلك كنت أسهر كثيراً في شوارع غزة للاسترزاق لكني أعود بأموال زهيدة لا تزيد عن 100شيقل فقط مقسمة إلى ثلاثة أقسام بيني وبين السيارة وصاحبها.

وأضاف: »الكثير من المواطنين لم أستطع أن أسمح لهم بالصعود إلى السيارة لعدم إيجاد فكة، لافتاً إلى أنه كان يختار خط سيره وفقاً لأول راكب إذا كان لديه فكة.

من جهته قال أحد التجار لمراسلنا: « لدي من الفكة الكثير وأبحث عمن يريدها لأحصل على أموال ورقية »، مبيناً أنه كان بحاجة ماسة إلى الفكة خلال الأيام الماضية كي يُنهي معاملته مع المواطنين الذين يمدون عليه الأموال الورقية البالغة من 100 إلى 200 شيقل لشراء ملابس أو أحذية تقدر ثمنها ما بين الـ30 إلى 45شيقل.

وكانت فلسطين اليوم الإخبارية، نشرت قبل أسابيع تقريراً عن أزمة الفكة التي أصبحت موسمية تبدأ مع بدء شهر رمضان وتنتهي مع بداية العيد.

وفي التقرير السابق قال الخبير الاقتصادي الدكتور معين رجب: « نلاحظ أزمة الفكة بشكل كبير مع اقتراب المواسم من شهر رمضان المبارك أو الأعياد، مرجعاً السبب لوجود عامل نفسي لدى المواطنين جميعاً يدفعهم لحجب النقود المعدنية عن بعضهم البعض.

وأضاف د. رجب: »لا يوجد مبرر لأزمة الفكة؛ لوجود كميات كبيرة من النقود المعدنية في القطاع مبيناً أن النقود تدخل القطاع من عام لأخر ولا تخرج منه لذلك فهي موجودة بكميات كبيرة، متسائلاً: أين تذهب؟« .

وأكد أن الأزمة يشترك فيها الجميع وليس التجار وحدهم، قائلاً: »المواطن عندما يريد أن ينجز معاملته يقوم باستعمال الفكة، وإذا أراد أن يصعد سيارة وتكون تسعيرة طريقه نحو شيقل واحد أو 2شيقل يقوم بدفع مبلغ كبير يصل إلى 10شيقل أو 20شيقل علماً بأنه يمتلك الفكة لكن العامل النفسي لديه يمنعه من استعمال الفكة، وهذا أحد مسببات الأزمة.