خبر لا توجد قنبلة -هآرتس

الساعة 08:49 ص|14 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ب. ميخائيل

 (المضمون: اذا تم التوقيع على الاتفاق مع ايران واختفت حجة نتنياهو لتخويف الناس، فانه سيضطر الى اعطاء الايرانيين قنبلة من القنابل الكثيرة التي لدينا كي يستطيع من جديد تهديد وتخويف الجميع - المصدر).

          الى بي – بي بيبي. بخطأ مطبعي بارد أخذوا منه اللعبة المحببة اليه، وبؤبؤ عينه وفرحة قلبه، صخرة وجوده ومصدر قوته – وأكثر من كل شيء مطبخه وملاذه: القنبلة الايرانية.

          يبدو أنه اليوم أو غدا سينتهي موضوع القنبلة الايرانية وستغيب عن العناوين وعن الوعي لدزينة من السنوات على الأقل. أما بيبي – فسيأتي يومه.

          بنظرة فاحصة يمكن رؤية ملامح الفوضى الأولية: الانكار، التغاضي، اهتزاز بسيط بتسريحة الشعر، التصميم على أنه لم يحدث شيء ولم يتغير شيء... لكن الحقيقة الصعبة آخذة في الوضوح. القنبلة ذهبت. ومنذ الآن فان نتنياهو مثل الطفل الذي أضاع مظلته الامنية، وأُرسل الدب المحبب اليه الى القمامة، ذلك الذي دفأ قلبه في الليالي الطويلة واستمد منه الاستقرار والراحة في الانتخابات والعواصف.

          بعد قليل سيبدو مكتب رئيس الحكومة مثل حديقة أُخذت منها الفزاعة، وتبدو مكشوفة للواقع الحقيقي، ومتروكة للصراصير اليومية المواظبة وبدون واقي. انتهت مخططات الكوماندو، انتهى نشر الخوف من السلاح النووي، لا مزيد من الفوضى، لا مزيد من تشرتشل... السكن فقط، غلاء المعيشة، الميزانية، الائتلاف، الفساد وعالم كامل من الذين يُهينون ويلدغون.

          القلب يتفطر. لكن الأمل لم يختف بعد. اذا لم يأت الخلاص من الخارج فسوف نحضره من الداخل. منا. من الرأس اليهودي. واليكم: كما هو معروف هناك لدولة اسرائيل – بالطبع حسب مصادر اجنبية وغريبة – تشكيلة محترمة من القنابل الذرية التي تجاوزت منذ زمن حدود الـ 200 قنبلة. وهذا يكفي لتدمير نصف العالم. هذا أكثر من اللزوم. لسنا بحاجة الى هذا العدد من القنابل. صحيح أن كل العالم ضدنا، لكن حسب الخبراء في الامن (وهم ايضا غرباء وغريبين احيانا) يكفي تدمير ربع العالم من اجل « ايجاد الردع »، كما يُقال في المكاتب الملائمة.

          أي أنه توجد لنا قنابل زائدة، وفي هذه القنابل يوجد الحل لمشكلة نتنياهو. يمكن ببساطة أخذ قنبلة واحدة من الـ 200. واذا اكتشف صحفي متطفل نقص الواحدة فلا بأس. فكما هو معروف في هذه الحالات فان اسرائيل ستكشف من هو المخطيء المناوب وتحوله الى الشماعة وينتهي الامر.

          هكذا يعود الجميع فرحون؛ الايرانيون لأن لديهم قنبلة. العالم لأنه توصل الى اتفاق مع الايرانيين. وبالتأكيد بنيامين نتنياهو – الذي يمكنه أن يعود ويتحدث عن القنبلة الايرانية، وتخويف الناس، والحلم بعمليات تعيده الى ايام صباه. وحينما يكون وحده في البيت يستطيع وضع سيجار في زاوية فمه وأن يقف أمام المرآة والقول بصوته: "لا يوجد لدي شيء أقترحه عليكم سوى الدم، العمل، الدموع والعرق (من اجل التغيير، هذه المرة سيقول ما هو صحيح).

          لماذا الانكار؟ أنا سأكون أكثر هدوءً. فمعرفة أن واحدة من ضمن الـ 200 التي لدينا توجد في أيدي أكثر عقلانية، ستسبب هدوء الأعصاب.