خبر الجبهة العربية تتفكك- هآرتس

الساعة 09:13 ص|13 يوليو 2015

فلسطين اليوم

الجبهة العربية تتفكك- هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

          (المضمون: كلما ازدادت قوة ايران والفوضى في العالم العربي فان الدول العربية ستبتعد أكثر فأكثر عن القضية الفلسطينية - المصدر).

          ما يسمى « الصراع الاسرائيلي الفلسطيني » كان على مدى السنين صراعا ثلاثيا، حيث أنه لم يقتصر على الفلسطينيين بل ايضا شمل العالم العربي والعالم الاسلامي. العداء لاسرائيل كان عاملا موحدا وبمساعدته فقد تغلب العالم العربي والاسلامي على الخلافات التي تتعلق بأمور اخرى.

          منذ اقامة م.ت.ف في 1964 كان الموضوع الفلسطيني هو الخط المركزي الذي تبلور حوله العداء لاسرائيل وتم الحفاظ على الوحدة. اسرائيل واجهت الخطر الوجودي ثلاث مرات – في 1948 و1967 و1973 – بسبب الهجوم المشترك للجيوش العربية، الذي حظي بتأييد العالم الاسلامي. انتصار الجيش الاسرائيلي اللامع في حرب يوم الغفران ردع الجيوش العربية عن محاولة الهجوم مرة اخرى – إلا أن تأييد العمليات الارهابية ضد اسرائيل ودعم قرارات ضد اسرائيل في المؤسسات الدولية يثبت أن العداء لاسرائيل ما زال موجود في العالم العربي والاسلامي.

          مؤخرا بدأت الرياح في تغيير اتجاهها في العالم العربي الذي يقف عدد من زعمائه في السنوات الاخيرة في مواجهة أعداء أكبر من اسرائيل – ايران التي تطمح الى الحصول على السلاح النووي؛ القاعدة؛ داعش؛ حماس وتنظيمات ارهابية عربية تسعى الى القضاء على النظم الحاكمة في السعودية والاردن ومصر. وهذه تهدد وجودهم في حين أن اسرائيل لم تهدد وجودهم أبدا. إن كبح هذا الخطر أكثر أهمية من تأييد الفلسطينيين. وحسب النظرة الجديدة فان اسرائيل تنظر الى هؤلاء الزعماء العرب ليس على اعتبارهم أعداء بل كشركاء محتملين.

          قنبلة نووية ايرانية تخيفهم حتى الموت. واحتمالات بقاءهم في الشرق الاوسط الذي تسيطر عليه ايران نووية، ضئيلة جدا. الانظمة الحاكمة في السعودية هي الأكثر تعرضا للتهديد وستكون أول من يسقط اذا زاد التأثير الايراني. المعارضة الاسرائيلية انتقدت بنيامين نتنياهو عندما ألقى خطابه ضد الاتفاق مع ايران في الكونغرس، ولكن بدون شك أن السعوديين أيدوه سراً.

          في نفس الوقت داعش موجود على ابواب الاردن من الشمال، وليس من الصعب التنبؤ رأس من سيقطع أولا اذا نجح في الوصول الى عمان. لا يجب الاستغراب اذا كان عبد الله الثاني يريد من اسرائيل أن تساعده اذا حصل الاسوأ. ورغم أن عبد الله يؤيد اقامة الدولة الفلسطينية في يهودا والسامرة غير أنه يعرف جيدا أنه بعد اقامة هذه الدولة فانها ستسقط في أيدي داعش أو حماس، وفي حينه سيكتشف أن العدو يوجد على الأبواب ايضا من الغرب. لذلك يمكن القول إنه لا يريد بالفعل قيام الدولة الفلسطينية على حدوده الغربية.

          حسب رأي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فان اولويته هي مكافحة التنظيمات الاسلامية والارهاب وليس تأييد النضال الفلسطيني. موافقة اسرائيل على دخول الجيش المصري الى سيناء – بخلاف اتفاق السلام الاسرائيلي المصري – تشير الى المصالح المشتركة للدولتين.

          الجبهة المعادية لاسرائيل، التي استمرت 60 سنة، تتفكك اليوم. زعماء الدول العربية المهمة يكتشفون أن بينهم وبين اسرائيل مصالح مشتركة، وفكرة اقامة الدولة الفلسطينية قد تستمر بالحصول على تأييد واشنطن وبروكسل والامم المتحدة والمعارضة الاسرائيلية، لكنها تفقد التأييد في قسم كبير من العالم العربي. يوجد لاسرائيل أعداء في الشرق الاوسط، لكنها تحظى في المقابل باصدقاء. وقد يفضلون الالتقاء مع الاسرائيليين في أزقة خلفية. عليكم أن تثقوا أن لقاءات كهذه تحدث بشكل دائم وهي في ازدياد.

*     *    *