محدث خضر عدنان: انتصر الكف على المخرز

الساعة 03:43 م|12 يوليو 2015

فلسطين اليوم

قال الأسير المحرر، الشيخ خضر عدنان، إن قيام سلطات الاحتلال بالافراج عني في الساعة الواحدة ليلاً، فإنهم فعلوا كمن يريد تغطية الشمس بغربال الباطل الذي كشف جبنهم و باطلهم أكثر و أكثر، مضيفاً « اليوم انتصر الكف على المخرز ».

و أضاف عدنان خلال مهرجان جماهيري كبير بمناسبة انتصاره في معركة الكرامة، التي خاضها مضرباً عن الطعام: « إن المحتل حاول قضم و سرقة فرحة شعبنا و أحراره بحريتي، و لكن بحمد الله أنى له ذلك ».

و وجه عدنان التحية لأحرار العالم و الذين نصروه و تضامنوا معه في اضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال.

و تحدث الشيخ عدنان عن سوء المعاملة التي كان يلقاها من مصلحة السجون قائلاً: « منعوني من الصلاة الا مقيداً، و منعت من السجود و الركوع و القيام، و منعت من التحدث مع والدتي بعد تدهور حالتها الصحية، و منعت من زيارة الأهل بعد أن اضربت عن الطعام ».

و قال بأن أحد ضباط الاحتلال قال لي بالعبرية حينما جائني إنك لن تخرج من هنا، فقلت سأخرج بإذن الله، فأجابني: إن اله مشغول بسوريا« ، و ها أنا اتحرر بفضل الله ».

كما تحدث عن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال قائلاً: تركت خلفي في السجون معاناة لا توصف بين الأسرى، داعيًا السلطة و الفصائل للتحرك العاجل لانقاذ حياتهم، ومحاسبة الاحتلال في المحاكم الدولية« ، لافتاً الى هناك المئات من الأسرى يواجهون الموت المحقق على مدار اللحظة،و ترفض إدارة السجون التعامل مع قضيتهم أو توفير العلاج لهم.

من ناحيته أكد رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس أن انتصار خضر عدنان وضع الكل الفلسطيني امام استحقاقات جديدة، معتبرا الانتصار إضافة نوعية في تاريخ الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.

و قال: »وضعنا خضر عدنان امام استحفاق جديد فيه كثير من الدورس تفيد الكل الفلسطيني، اليوم امامنا تجربة وطنية نضالية نظيفة، لم تكسر الاحتلال للمرة الثانية بل مرات عديدة ففي المعركة الاخيرة كسرهم ثلاثة مرات متتالية من خلال رفض الافراج المشروط« .

ولفت ان الاسرى في سجون الاحتلال يعانون الامرين، وهو بحاجة الى بذل جهود اكبر لتحريرهم، مشيراً ان قرار الحرية يكون اوله من عند الاسير واهله.

بدوره، قال قدري ابو واصل من حركة ابناء البلد »عدنان وضعنا امام مفصلين هما قضية الانسان الفلسطيني المجاهد والثاني تعرية المفرطين بالثوابت الفلسطينية« .

واكد ان انتصار الشيخ خضر عدنان والذي يتزامن مع ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية في تموز، له دلالات كبيرة وهي ان الإرادة هي من تصنع الحرية.

من جانبه، قال وزير الاسرى السابق والاسير المحرر وصفي كبها »للمرة الثانية ينتزع الشيخ خضر عدنان حريته من بين انياب السجان الاسرائيلي، التقيت عدنان قبل البدء بالاضراب وكان يتحدث بلغة الواثق بنصر الله، وهو دليل واضح انه عندما تتجلى الارادة ينتصر المرء« .

واضاف كبها : تعرض الشيخ خضر عدنان لإحباط من اكثر من جهة قبل الخوض في اضرابه الثاني، وخاض معركة كسر العظم كما وصفت وكسر عظم السجان الاسرائيلي.

واوضح ان الشيخ خضر عدنان اخذ قرارين قبل البدء بالاضراب إما ان يذعن الاحتلال لمطالبه او الإضراب والشهادة.

وتابع :انتصار الشيخ خضر عدنان إمتدادا لإنتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي تمكنت من اسر جنود صهاينة وهنا نزف البشرى الى كل الاسرى والقادة العظام مروان البرغوثي واحمد سعدات وعباس السيد وجمال ابو الهيجا.

وفي كلمة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة قال الشيخ هاني جرادات: » الشيخ خضر عدنان رفع هامة الأمة وهامة الأحرار في كل العالم، وأنتصر في شهر الصبر على الاحتلال، ورفع رايه جهاد الأمة الحقيقي، وعلا بها قامة كل أحرار الأمة« .

خضر اليوم رد عمن يسئ للجهاد ويشوهه ويحرف بوصلته، ورفع رايه الجهاد نحو القدس والأقصى، وأثبت بالعمل أنه بالإمكان كسر إرادة السجان ولو كنت ضعيفا إلا بهذا الإيمان الساكن في قلبه ».

وتابع جرادات:« هناك أحرار في كل العالم جعلوا من خضر عدنان رمزا من رموزهم للحرية والكرامة الإنسانية، على مستوى الكوكب الذي نعيش عليه ».

قدورة فارس رئس نادي الأسير الفلسطيني قال مرة أخرى وضعنا خضر عدنان أمام استحقاقات جديدة ونحن نحتفل ببطل بطل فلسطيني حي.

وتابع قدورة نحن:« أمام تجربة نضاليه رائعة وهو يكسر الاحتلال ليس للمرة الثانية وإنما مرات ومرات ».

وقال فارس أنه لو تمثل الشعب الفلسطيني بهذه التجربة وخاض هذه التجربة موحدا على برنامج واحد وبإيمان الشعب الفلسطيني بقدرته على الانتصار على الاحتلال الفلسطيني لاستطاع أن ينتصر خلال سنوات، فكان خضر كلما كان يقترب من الموت يتمسك بالنصر أكثر ويرفض الانكسار أكثر« وتابع قدورة مخاطبا الشيخ: »شكرا لك يا خضر وأنت تؤكد لنا أننا شعب قوي« .

وتوجه قدورة برسالة للأسرى قائلا: » أتوجه إلى الأسرى المناضلين الذين يحتاجون وقفتهم ولنا أخوين يخوضان أضرابا عن الطعام محمد علان وعدي ستيتيه، ونقول لهم الشعب الفلسطيني سيكون معكم حتى تخرجوا ونراكم أحرارا كما الشيخ خضر« .

وفي كلمة قدري أبو واصل حركة أبناء البلد بالداخل المحتل الفلسطيني قال إن خضر عدنان بانتصاره وضع الفلسطينيين جميعا أمام مفصلين الأول قضية الموقف الإنساني للفلسطيني الذي يستحق الفخار والمجد، والقضية الثانية التضليل لشعبنا الفلسطيني.

وصفي كبها، وزير الأسرى السابق، الذي واكب إضراب الشيخ خضر منذ الإفراج عنه، قال: » هنيئا لنا انتصار الشيخ خضر وهو يعود إلينا منتصرا محققا انتصار على السجان وينتزع حريته من خلال إرادته وعزيمته وآلام جوعه، وهو في حقيقة الأمر الانتصار المستحيل.

وقال كبها، عندما تتجلى الإرادة الفلسطينية والحق للشعب الفلسطيني وإيمانه بإن الله سيكون إلى جانب لينتزع حريته كما أنتزعها أول مرة بالرغم من معارضه البعض بضرورة التأني.

وأستذكر وصفي حوارا دار بينه وبين الشيخ في سجن هداريم قبل خوضه الإضراب حين وضع نصب عينيه أمرين وكيف أصر الشيخ على المضي بالإضراب قائلا: « إما أن أنتزع حريتي وأمام الشهادة وعندها سيكون دمي لعنه عليهم ».

وخلال المهرجان وصلت رسالة من اللجنة العليا للتنسيق الفصائلي في السجون والذين أرسلوا تهانيهم للشيخ، وداعين إلى الوحدة وراء الأسرى وقضيتهم.