خبر داعش في سيناء: مطلوب جهد دولي -اسرائيل اليوم

الساعة 10:18 ص|09 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. عوفر يسرائيلي

مستشار للامن القومي

          (المضمون: على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مساعدة مصر في حربها ضد داعش خشية من انتقال ما حدث في سيناء الى دول اخرى في المنطقة - المصدر).

          في نهاية ولايته يواجه الرئيس براك اوباما أحد التحديات الأصعب. تنظيم داعش الذي عمل حتى الآن في مناطق الازمة والصراع مثل العراق وسوريا، ونقل لاول مرة نشاطه الى الدولة السيادية صاحبة الجيش القوي – مصر. العملية الارهابية الواسعة للتنظيم في الاسبوع الماضي ضد الجيش في سيناء تسببت في قتل عشرات الجنود. اضافة الى الاضرر الكبير بحياة الناس وبسمعة الجيش المصري. من شأن هذا الحادث أن يؤدي الى تغيير شامل في الشرق الاوسط القابل للاشتعال: توسيع نشاط التنظيم الى دول سيادية اخرى في المنطقة من اجل التسبب في انهيارها.

          إلا أن عملا شاملا ومصمما للمجتمع الدولي برئاسة الولايات المتحدة من شأنه اعادة الامور الى نصابها وكبح انتشار التنظيم. هذه الاستراتيجية ستخدم المصلحة المصرية لاعادة الهدوء وتعزيز السيادة في سيناء، والمصلحة الامريكية الشاملة في المنطقة ايضا، بكبح تنظيم داعش الى حين القضاء عليه.

          على هذه الاستراتيجية الشاملة أن تعتبر الاحداث في مصر مقياسا، والعمل في ثلاث جبهات. الاولى، اعطاء مظلة وتأييد كامل للصراع المصري ضد تنظيم داعش، ومنح شرعية كاملة لاعمال الجيش المصري في سيناء. وتصريحات لزعماء المجتمع الدولي وعلى رأسهم الرئيس الامريكي حول عدم شرعية افعال التنظيم، الى جانب تأييد حق القاهرة بالعمل ضده، ستخدم الهدف. ومع دعم كهذا سيتوجه الرئيس المصري للشعب المصري وللجماهير في الدول العربية من اجل الحصول على الدعم والتأييد. إن تأييدا كهذا سيعيد مصر من جديد الى احضان الغرب بعد أن كانت مؤخرا ترقص بين واشنطن وموسكو.

          الثانية، تقديم الدعم اللوجستي والعسكري الشامل للجيش المصري. على الولايات المتحدة الغاء القيود التي فرضتها في الماضي على بيع ونقل السلاح المتقدم للجيش المصري على اعتبار أن ذلك يمس بحقوق الانسان. الظروف الحالية تفرض وجود نقاش مؤقت وتعزيز قدرات الجيش المصري لمواجهة التحدي الاكبر الذي يفرضه التنظيم على سلامة الجمهورية. يستطيع الجيش الامريكي ايضا تقديم المعلومات الاستخبارية النوعية للجيش المصري، وتوجيه جوي واستخدام ادوات خاصة في الصراع ضد التنظيم. بتشجيع ودعم امريكي ستوسع اسرائيل المساعدة الاستخبارية للجيش المصري وتسمح بدخول القوات والسلاح الاضافي الى سيناء وتجاوز القيود التي ينص عليها اتفاق السلام بين الدول. تجدر الاشارة الى أن هذا التأييد والدعم يجب أن يكون سراً من اجل عدم تصوير السيسي ونظامه كمتعاونين مع « الصهاينة والامريكيين ».

          الثالثة، المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة يجب أن ينظرا الى حادثة سيناء كحادثة معيارية تستوجب اعطاء غطاء دفاعي شامل لدول المنطقة المستقرة في مواجهة داعش. ومن شأن التلعثم الامريكي أن يضع المغرب والاردن والمملكة العربية السعودية ودول اخرى في الخليج أمام تحدي مشابه، سيؤدي في نهاية الامر الى انهيارها. لذلك على واشنطن العمل أمام عواصم هذه الدول من اجل مواجهة الخطر المستقبلي الذي يشكله التنظيم على أنظمتها. السياسة الامريكية الفاشلة في الشرق الاوسط – من ليبيا مرورا بمصر وحتى سوريا والعراق – دفعت المنطقة الى حمام من الدماء. يجب ألا تكرر اخطاء الماضي حيث امتنعت عن التدخل في الاحداث الدموية وسمحت للقوات المحلية بأن تواجه السيطرة العليا للدول المتعددة. وعودة الامريكيين الى السلوك الفاشل سيكون لها ثمن باهظ تدفعه مصر واسرائيل والمجتمع الدولي ايضا.

          الاستراتيجية المقترحة تتلاءم مع الاستراتيجية الامريكية الشاملة ضد التنظيم والتي تهدف الى كبح التمدد في المرحلة الاولى وتقليص قوته الى أن يتم القضاء عليه.  نجاح الحالة المصرية سيقرب الهدف. والفشل سيؤدي بالضرورة الى توسع التنظيم. لذلك يجب أن لا تسمح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للقاهرة بأن تواجه هذه المسألة بقواها الذاتية فقط. ففي حال سقوط نظام السيسي سيكون الثمن باهظ جدا لمصر وللمنطقة كلها.