خبر معارضة مسؤولة- هآرتس

الساعة 09:48 ص|06 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

  (المضمون: المعارضة المسؤولة هي التي تناضل وتسعى لاسقاط الحكومة وليست التي تقدم لها الغطاء مثلما يحدث في موضوع الاسطول المتجه الى غزة - المصدر).

جمل كثيرة يتم اطلاقها في الهواء، معظمها تزامن كلمات معروفة. وتشعر احيانا بالتضامن معها، مثل « دولة يهودية ديمقراطية »، واحيانا تشعر بالتحفظ منها مثل التعبير « شعب يسكن وحده »، الذي يسعى الى القول إننا لسنا مثل باقي الشعوب، والمعايير التي تنطبق علينا مختلفة. 

  كمواطن منفتح أنا أدرك اللغة والتشديدات، ولا توجد جملة يمكنها اخراجي عن طوري. وأنا أدرك عمق الاختلافات في المجتمع الديمقراطي، لذلك اذا قمت بتبني جملة فان هذا قد يخلق تحفظا عميقا عند الآخرين. لكني لاحظت مؤخرا تزامن كلمات يخرجني عن طوري ويسبب لي عدم الراحة والاحباط. المقصود هنا تعبير « معارضة مسؤولة ».

 

          من يقول إنه معارض مسؤول يحظى بالتصفيق من البعض وببضعة « لايكات » في الفيس بوك: اليكم شخص، رغم اعتراضه على السلطة القائمة، فانه يتصرف بشكل معتدل مقصود، وبالطبع – بمسؤولية.

 

          لكني اعتقد أن رؤساء احزاب المعارضة الذين يعلنون أنهم معارضة مسؤولة، يعطون الحكومة قوة كبيرة، ويزيدون من فترة سيطرتها.

 

          عدم موافقة المعارضة على الموضوع الاجرائي الذي وقف وراء صيغة الغاز، أثبت أنه ليس في موضوع صيغة الغاز بل على هامش هذا الموضوع، يمكن جمع اطياف المعارضة من اجل الهدف الوحيد الذي يجب أن يقف أمامها – اسقاط الحكومة الحالية. صحيح أن افيغدور ليبرمان وحزبه هم رائحة كريهة زائدة في المعارضة، وليسوا جزءً حقيقيا منها. إلا أن ليبرمان بالتحديد، القريب في روحه الى البينيتيين والالكيين والليفينيين، لا يلبس القناع ولا يزعم أنه يتصرف بمسؤولية. إنه يريد اسقاط حكومة نتنياهو لاسباب غير صحيحة بتاتا.

 

          ما الذي يفعله الباقون؟ اسحق هرتسوغ ويئير لبيد يتنافسان حول من هو الاكثر مسؤولية، لدرجة أنهما يقفان وهما خائفين دقيقة صمت وتضامن مع جنود الجيش الاسرائيلي الذين يقاتلون الاسطول المتجه الى غزة. وعندما ينتهي كل شيء يصفقون بقوة. معروف أن المعارضة المسؤولة لا تكون لعبة في يد الحكومة، بل هي تؤثر على الشباب والشعب. ومعروف أن الصراع ضد المستوطنات التي هي المشكلة الاكثر عمقا والاكثر تأثيرا في مكانة اسرائيل في العالم، سيكون صراع ضد البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة. وكأن هناك شخص يعرف التمييز. المعارضة المسؤولة لا تكشف عن مشكلاتنا الحقيقية التي يجب النضال من اجل حلها، بل هي تتفهم وتتصرف بشكل معتدل وبقانونية.

 

          أنا ما زلت أمتحن نفسي: لماذا تسبب لي كلمات « المعارضة المسؤولة » حساسية متواصلة. وأفهم أن المعارضة لديها استطلاعات، وأن هناك اوقات تفرض علينا أن نتوحد، وهناك اوقات تستوجب النضال من اجل التغيير. الجواب هو أنه لا مكان لمعارضة مسؤولة عندما تكون الحكومة حكومة يمين صهيونية، تقوم بارسال تسيبي حوطوبلي الى وزارة الخارجية عمداً، من اجل افشال الحملة الدولية التي تتم ضدنا، وعندما لا يكلف رئيس الحكومة نفسه عناء التنديد بكلمات نائب وزير الداخلية ضد المواطنين العرب.

 

          يوجد غياب كامل للمسؤولية عن كونها « معارضة مسؤولة » لحكومة غير مسؤولة عن القيم الاساسية في وثيقة الاستقلال، وتستخف بالنضال ضد الاحتلال. وفي نشرة عن نتنياهو تم ذكر أنه فوق الاحتلال.

 

          المعارضة التي تتابع كل هذا ستكون مسؤولة جدا جدا.