خبر التحريض الفلسطيني -يديعوت

الساعة 09:44 ص|29 يونيو 2015

فلسطين اليوم

كلمات تقتل

بقلم: الياكيم هعتسني

(المضمون:  النازيون العرب يتحملون عندنا مسؤولية سياسية وجنائية اقل – ومصدر هذا التعالي العنصري هو في اليسار، حامل علم « التقدمية » - المصدر).

لو كانت نشرت شبكة تلفزيونة المانية نبأ يقول ان اسرائيل « ادخلت السم الى مصادر مياه مركزية في القطاع »، وصحيفة المانية كانت كتبت ان « رب اليهود يطلب منهم ان يقدموا له القرابين في الفصح في شكل فطائر من دم اطفالنا » – لكنا أحدثنا صخبا عالميا ضد فريات الدم وقلنا ان النازيين عادوا. ولكن عندما تظهر هذه الكلمات في تلفزيون السلطة الفلسطينية وفي صحيفتها الرسمية « الحياة الجديدة » فاننا لا نقول ولا نفعل شيئا« . النازيون العرب يتحملون عندنا مسؤولية سياسية وجنائية اقل – ومصدر هذا التعالي العنصري هو في اليسار، حامل علم »التقدمية« .

بعد بضعة ايام من عملية الدهس في القدس والتي قتل فيها اثنان ومحاولة قتل يهودا غليك، انفلت عقال في التلفزيون الفلسطيني الرسمي القاضي الشرعي الاعلى محمود الهباش: »نحن نقبل كل قدم تنفذ الجهاد في المسجد الاقصى وفي القدس« . تصوروا ان شخصية عامة يهودية كانت تحدثت هكذا، بعد حرق الطفل العربي مثلا – لاعتقال المحرض في غضون ساعات حتى انتهاء الاجراءات القانونية ضده وحكم عليه بشدة. ولكن عندما يكون المحرض عربيا، فان قواعد مقدسة مثل »سلطة القانون« و »المساواة امام القانون« تكون لاغية وملغية.

نموذج واحد آخر من عشرات الالاف هو بث جبريل الرجوب في شبكة »العودة« الفلسطينية، والذي في اطاره قال: »يا اخواني، هل امنعكم من ذبح مستوطنة؟ احد لا يعتقل احدا« . وتجاهلت اسرائيل السياسية وعلى هذا التسيب دفعنا ثمنا في قضية الفيفا. وعلى التجاهل الذي لا يتوقف من جانب أسرة القانون والقضاء – برئاسة المستشار القانوني والنائب العام للدولة – يدفع »المنفذ الفرد« كذاك الذي اطلق النار على حاجز في الغور أو ذاك الذي يبدو انه قتل مزارعا ابن سبعين. كلهم »افراد« في افعالهم، ولكنهم محركون ومتأثرون بالتحريض الجماهيري، المنهاجي، النازي.

تحب وسائل الاعلام ان تلقي لليمين شعار »كلمات قاتلة« . وبالفعل، ولكن افلا ينطبق ذات الحكم ايضا على كلمات العرب التي تقتل يهودا؟ هل يقصر فهمنا من أن نرى العلاقة السببية التي بين الدعوة للقتل وفعلة القتل؟

المانيا لم تفعل تقريبا شيئا كي تعاقب النازيين، ولكن النازية انقضت فيها. فكيف فعلت ذلك؟ بوسائل غير ديمقراطية او ما سمي ايضا »الديمقراطية المدافعة عن نفسها« : فقد أغلقت الصحف النازية، دمرت واخرجت عن القانون كل نشر، كتاب تعليم، رمز، علم او شعار ذي طابع نازي بل ومنعت الاقوال او حركات اليد المشابهة. وبدلا منها ادخلت – كرها – مواد ذات طابع ديمقراطي، ليبرالي، حر وتقدمي. وقد طبقت الممنوعات بمنهاجية وبيد من حديد، ولهذا فما العجب في أن الجيل الشاب الذي حرصوا على الا يعرف جوزيف (غوبلز) خرج عن حق وحقيق مناهضا للنازية؟

العكس في مهندسي اوسلو. فقد اقاموا في رام الله حكما يعرضا عن قصد جيلا بعد جيل لتحريض نازي اجرامي. وتصور المهندسون أنهم يعملون من أجل  »السلام« وخرجوا منتصرين من الحرب.

ونذكر وزير التعليم ووزيرة العدل بانه منذ »السور الواقي" يدخل الجيش الاسرائيلي الى كل مكان في السلطة الفلسطينية، يعتقل المشبوهين باعمال الارهاب والمحاكم تحاكمهم. في مجال مسؤوليتكم هذا ما ينبغي أن يجرى ايضا للمحرضين، إذ منهم يخرج الدافع لمنفذ العملية الفرد.