خبر تحدي « الذئب المنفرد »- اسرائيل اليوم

الساعة 10:37 ص|21 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوآف ليمور

في نهاية المطاف ستنجح قوات الامن في القبض على المخرب الذي قتل أول أمس داني غونين واصاب اسرائيليا آخر. واذا كانت بالفعل صحيحة     التقديرات بان الحديث يدور عن مخرب عمل وحده، فان المطاردة كفيلة بان تستغرق زمنا أطول مما يؤمل، مما من شأنه ان يزيد الخطر في أن يعود ليعمل من جديد.

ان تحدي « الذئب المنفرد » – ذاك المخرب الذي يعمل وحده، دون مؤشرات دالة وفي الغالب دون أن يبلغ احدا – يشغل بال جهاز الامن في السنوات الاخيرة، ولكن رغم كل الجهود لم تنجح المخابرات والجيش بعد في ايجاد الطريقة الناجعة التي تسمح بتوقع واحباط مخططات شخص منفرد، يعمل فجأة بشكل مختلف. يحتمل أن هذا ما حصل ايضا يوم الجمعة؛ في الماضي سبق ان كانت حالات خرج فيها فلسطينيون من صلاة رمضان « معززين » دينيا فتوجهوا لتنفيذ العمليات.

 

          من تحليل العملية يمكن التقدير بان المخرب كان يعرف المنطقة، يعرف بان الاسرائيليين اعتادوا على النزول الى النبع وانتظرهم. وفي السنوات الاخيرة تطورت جدا السياحة الاسرائيلية في المناطق، فيما يكثر الشباب من زيارة الينابيع (والامر بارز على نحو خاص في الفترة الحالية التي يدخل فيها السبت متاخرا)، وفي الغالب دون تبليغ او تنسيق مسبقين. مثل هؤلاء المتنزهين هم هدف سهل نسبيا للاصابة؛ في الماضي نفذت عمليات مشابهة اساسا من قبل خلايا ارهابية، اما الان، كما اسلفنا، تميل اوساط جهاز الامن الى استبعاد امكانية أن تكون حماس هي المسؤولة، وهي التي تعاني من ضعف واضح في البنى التحتية في معظم مناطق الضفة.

 

          غونين هو القتيل الاسرائيلي الثاني هذه السنة في عمليات في القدس وفي المناطق (الاول كان يوحاي شالوم شركي الذي قتل قبل نحو شهرين في القدس)، وذلك مقارنة بـ 19 قتيلا في السنة الماضية، منهم ستة في عمليات اطلاق نار. ولكن في الاشهر الاخيرة يلاحظ جهاز الامن ارتفاعا تدريجيا في حجم الارهاب، مع التشديد على عمل المخربين الافراد ورشق الحجارة والزجاجات الحارقة.

 

          في اسرائيل يعتقدون بان هذا الارتفاع ليس منظما، ولهذا فانهم يعارضون تشديد الاجراءات الامنية في الضفة، مثلما طالب بعض قادة المستوطنين بعد العملية أول أمس. وعلى خلفية غياب الاخطارات بعمليات قاسية، فالتخوف هو ان نشاطا أمنيا متصلبا – وبالتأكيد مثل ذاك الذي سيتم في شهر رمضان – سيعصف بالخواطر في اوساط السكان، ومن شأنه ان يؤدي بالذات الى تصعيد امني. ومع ذلك، فان الاحداث الاخيرة تستدعي من الجيش الاسرائيلي على الاقل ان يزيد « احساس الامن » لدى السكان، ومن المخابرات ان تلقي القبض في اقرب وقت ممكن على منفذ العملية – كي تعاقب وبالاساس كي تحبط.