خبر كله يعود إلينا- معاريف

الساعة 10:29 ص|21 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: تشيلو روزنبرغ

في أثناء الحرب الثقافية الوهمية الجارية في إسرائيل، تدحر التطورات في المواضيع الهامة حقا الى الزاوية. مقال قصير ولكن جد هام نشر في « فورين بوليسي » في أعقاب فيلم إعلامي من وزارة الخارجية يتناول هجوما إسرائيليا على وسائل الإعلام في الغرب، التي تتهمها إسرائيل بالتحيز لصالح الفلسطينيين بل ولصالح حماس.

السلاح الذي تستخدمه إسرائيل هو اللاسامية. ينبغي القول انه في الغرب، ولا سيما في أوروبا، استخدام اللاسامية يلمس الأعصاب المكشوفة. فالمزيد والمزيد من المنظمات ووسائل الإعلام ترفض الدوافع الغريبة التي تعزوها اسرائيل لمنتقديها. وفي نهاية المقال كتب انه « هذا هو جوهر الدعاية: استبدال الحقائق بالسخرية ».

ان الهجوم الاسرائيلي على وسائل الاعلام في الغرب من شأنه أن يحقق العكس. فكلما هاجمت اسرائيل وسائل الاعلام، فان من شأن رد فعلها أن يجلب الى وعي الناس الذين لم يصابوا باللاسامية اسبابا جد وجيهة، من ناحيتهم، لكراهية، مقاطعة وشتم اسرائيل. من وضع الفكرة لتحويل وسائل الاعلام في الغرب الى اعداء اسرائيل، لاساميين والشيطان يعرف ماذا، ليس سوى كسول تام. فبدلا من تقريب وسائل الاعلام هذه، الشرح وعدم الانشغال بالدعاية الرخيصة، تقرر اسرائيل الصدام معها. هذا غباء تاما حقا، في افضل الاحوال، او انغلاق حس، يشير الى الانقطاع عن الواقع.

 

كلما اصبح الرأي العام في اوروبا أكثر فأكثر مناهضا لاسرائيل، هكذا ايضا لا يكون بوسع زعماء الغرب الوقوف جانبا. وفي اثناء كتابة هذه السطور، تعمل لجنة فحص في البرلمان الاوروبي على التحديد اذا كانت اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في اثناء حملة الجرف الصامد في السنة الماضي. تقرير مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، وهو الهيئة المناهضة لاسرائيل بوضوح، كفيل بان يقول ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة.

 

لا حاجة للشرح للاسرائيليين بان التقرير مغرض. السؤال هو ماذا سيكون تأثير التقرير على الرأي العام الغربي. موقف معظم الناس في العالم يتقرر في اعقاب تقارير وسائل الاعلام. ورجال الاعلام الذين تحقرهم اسرائيل لن يعرضوها في ضوء ايجابي. وعليه فالحكمة هي في العمل بالتعاون الوثيق مع وسائل الاعلام الغربية.

 

اصدق التقرير الاسرائيلي الذي اعد قبل نشر تقرير مجلس حقوق الانسان. وانا مستعد لان اصدق رئيس الوزراء الذي قال ان تقريرنا « يثبت بان الاعمال العسكرية تمت بالتوافق التام مع القانون الدولي، وأن اسرائيل حققت حقها الشرعي في الدفاع عن النفس. فحماس حددت لنفسها هدفا مواطنينا، وعن قصد تختبىء من خلف مواطنيها. هذه جريمة حرب مزدوجة وأعتقد أنها تشدد على ما في ذلك من سخف ».

 

اوقع على كل كلمة. المشكلة هي ان من يفترض ان يبث اقوال رئيس الوزراء في العالم هي ذات وسائل الاعلام التي يهاجمها، او تلك التي تعمل باسمه. يخطيء من يعتقد انه بسبب النقد الذي توجهه اسرائيل تجاه وسائل الاعلام في العالم، فان هذه ستمتنع عن اتهامها.

 

ان الاعلام الافضل هو الفعل السياسي. فبلا مبادرة سياسية، بلا تقدم نحو عقد مؤتمر اقليمي، يشارك فيه ممثلو الدول العربية المعتدلة، ممثلو اسرائيل وممثلو الفلسطينيين، بلا وقف السياسة الحماسية للزعماء الاسرائيليين الذين يهاجمون كل العالم – لن يكون ممكنا ازاحة التهديدات من فوق رأس اسرائيل.