خبر الى شفا الخوف- هآرتس

الساعة 10:03 ص|17 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          تتحول وزارة الثقافة بسرعة مدوية لتصبح وزارة الرقابة. وحلت أمس مرحلة الافعال: بعد أن تقرر تجميد تحويل الدعم لمسرح الميدان في حيفا، تراجع مهرجان القدس ايضا عن النية لان يبث في اطاره الفيلم الوثائقي الذي يعنى بيغئال عمير، « الى شفا الخوف ».

          ولتبرير العمل العدواني ضد الميدان، اصدرت ميري ريغف بيانا يعد قدوة للسلوك البشع والمرفوض من وزارة حكومية. فحسب البيان، اكتشف رئيس دائرة المسرح، د. حاييم برلوق « اموالا يديرها المسرح لم يعرفوا كيف يشرحوا مصدرها ». كما اشير الى ان مدير عام المسرح، عدنان طرابشة قال له ان المسرح « سياسي » وأن بشار مرقص الذي كتب مسرحية « الزمن الموازي » يتماثل مع وليد دقة، الذي ادين بالمشاركة في اختطاف وقتل الجندي موشيه تمام، وهو مصدر الهامه.

          ان الهدف الحقيقي لبيان من هذا النوع هو نزعة الشرعية عن الميدان. فالتساؤلات بشأن « المصادر الاقتصادية » ليست اكثر من تلميح فظ على أنه توجد امكانية لان يكون المسرح يتلقى اموالا من جهات غير شرعية، ربما حتى من اعداء اسرائيل. وبكلمات اخرى، فان هذه خيانة للدولة. والادعاء بان الحديث يدور عن مسرح سياسي هو ادعاء سخيف في افضل الاحوال، وبالاساس يدل على الروح الستالينية التي تسيطر على وزارة الثقافة.

          ذات الروح الستالينية تسود ايضا قرار ريغف عدم السماح ببث الفيلم عن يغئال عمير في اطار مهرجان القدس. وأمس حددت الوزيرة انذارا لمنظمي المهرجان، بموجبه اذا ما بث « الى شفا الخوف » فان وزارة الثقافة لن تدعم المهرجان. وفي اعقاب ذلك تقرر بث الفيلم قبل المهرجان بعدة ايام.

          « الى شفا الخوف »، الذي انتجه مخرج الافلام الوثائقية هيرتس فرانك، الذي هاجر الى اسرائيل من روسيا في 1993 وتوفي في 2013، اختارته للبث لجنة المهرجان في اطار مسابقة الافلام الوثائقية، انطلاقا من التقدير للفيلم ولمشروع المخرج الذي لم يستوعبه المجتمع الاسرائيلي. ولكن، رغم ان دور المهرجان السينمائي هو الكشف عن أفلام هامة ونوعية للجمهور، لا أن يشكل رقيبا من وزارة حكومية ما، خضع مسؤولوه للضغط الاقتصادي الذي مارسته ريغف.

          وحصلت ريغف على ريح اسناد ممن يسمون « قادة المعارضة ». اسحق هرتسوغ، الرجل الذي يفترض أن يقاتل ضد رقابة ريغف، ادعى بانه « مؤسف ومحرج أن يحصل الفيلم على زمن شاشة »؛ امين سر حزبه، حيليك بار، شرح بان « العرض الثقافي الذي يبدي عطفا على قاتل رئيس الوزراء لا يوجد له مكان في الثقافة »؛ اما الرئيس السابق شمعون بيرس فقال ان « هذا مشروع يستهدف تأهيل وتشريع قاتل شنيع ». ولم يتمكن أي منهم من أن يفصل بين القتل وبين العمل الابداعي الفني الذي يعنى بالقاتل وبابناء عائلته.

          حين تكون هذه هي الاصوات التي تصدر عن المعسكر الذي يفترض أن يحمي حرية الابداع في اسرائيل، يخيل أن بوسع ريغف أن تواصل حملتها التدميرية دون خوف.