تقرير « موشيه ديان » واللئيمة زوجته.. « حرامية » تراث غزة!

الساعة 03:19 م|15 يونيو 2015

فلسطين اليوم

يعتبر « التراث الفلسطيني » من أهم القضايا في معركة الحفاظ على الوجود, ولا شك أن التراث يشكل جبهة مهمة في هذه المعركة مع الاحتلال الساعي إلى سحق هذا التراث وإزالته بشكل كامل, لإنكار التاريخ الفلسطيني على هذه الأرض, وإدعاء أحقيته بالوجود في فلسطين.

وعكفت « إسرائيل » منذ احتلالها فلسطين عام 1948م على محاولة طمس الوجود الفلسطيني, وإخفاء الآثار التي تدل عليه في كل منطقة يسيطر عليها, وجعلها كأنها قطع ومناطق « إسرائيلية » خالصة خالية من الوجود الفلسطيني.

ومن لصوص « إسرائيل » الذين برعوا في سرقة التراث الفلسطيني, موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلي السابق المتهم الأبرز في سرقة آلاف القطع التراثية من داخل قطاع غزة, وعرضها في متاحف « إسرائيلية ».

المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض وثق أن الاحتلال الإسرائيلي دخل في عام 1956 لشهور قليلة واحتل القطاع، وأول ما فعله البحث عن الآثار وسرقتها، وبعد عام 1967أصبحت هذه السرقات سياسة ينتهجها الاحتلال.

مؤرخ: صور الأكفان الفخارية الاثرية المسروقة من غزة نشرت في مجلة التايمز الأمريكية وظهر ديان واقفا بينها


سليم المبيض

واعتبر المبيض في حديثه لـ« فلسطين اليوم » قطاع غزة « متحفا مفتوحا لحضارات العالم وبهذه المدينة ترعرع الوثنيون والمسيحيون والمسلمون وعليه نلاحظ أنها غنية بالآثار، لكن نجد أن نصيبها من عمليات اكتشاف الآثار لا يتلاءم مع عراقتها التاريخية، فهي لم تحظ بدراسة لآثارها أو اكتشافها فما خفي من هذه الآثار كان أعظم ».

ولفت أن أبرز ما سرق كان على يد « موشيه ديان » الذي أخذ آلاف القطع منها أربعة أكفان فخارية فرعونية من منطقة دير البلح في القطاع رفح ودير البلح والشيخ عجلين وحتى صحراء سيناء, وقد اشتركت في هذه العملية زوجته « روت ديان ».

وأشار المبيض الأكفان الفخارية نشرت في مجلة التايمز الأمريكية وظهر ديان واقفا بينها، وحالياً تعرض هذه الأكفان في متحف القدس الجديد في « إسرائيل » بعد شرائها من زوجة موشيه.

وحول المواقع الأثرية التي يعكف على فتحها الاحتلال الإسرائيلي قال المبيض: « الجامعات العبرية أيضا فتحت المواقع الأثرية، ونقبت فيها ونقلت العديد من الآثار الفرعونية والكنعانية والبيزنطية من حلي وأواني فخارية إلى إسرائيل وتم نشر صورها في مجلة ناشونال جغرافيك، وكان هذا النهب المنظم، الخسارة الأكبر بالنسبة لآثار غزة ».

وشغل دايان العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948 وعمل على قيادة العمليات العسكرية الحربية في سهل الأردن، وأعجب به رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون أشد الإعجاب واختاره وشيمون بيريز لحمايته الشخصية.

 وترقّى بالمناصب العسكرية بعد حرب 1948 بين الفترة 1955 - 1958 إلى أن وصل لمنصب رئيس الأركان لجيش الاحتلال.

وفي عام 1959، وبعد عام من تقاعد دايان من السلك العسكري، انضم دايان إلى تيار « مابي » السياسي اليساري بزعامة بن غوريون وعمل كوزير للزراعة حتى عام 1964. وبعد تسلم ليفي أشكول لرئاسة الوزراء، وتنامي الموقف المتأزّم بين العرب و« إسرائيل » في عام 1967، عين أشكول موشيه دايان وزيراً للحرب رغم عدم محبّة أشكول له.

ويعود الاهتمام الإسرائيلي بـ« سرقة التراث »؛ نظراً لأن الاحتلال يحاول طمس الهوية الفلسطينية, وإثبات يهودية دولة فلسطين, وأن الاعتداء الإسرائيلي على التراث هو اعتداء منظم منذ سنوات طويلة

وبخصوص الآلية التي يجب أن نتبعها لإعادة التراث إلى أهله, أكد المؤرخ المبيض أن الحل الأمثل للمطالبة بتراثنا المنهوب هو أن يكون لنا دولة ذات سيادة, وتمثيل دولي, لمخاطبة الجهات الدولية بكل قوة من أجل إرجاع تراثنا المسروق, والعمل على إنشاء المتاحف التي تعرض تراثنا, ومحاولة الاهتمام بها.

ومن المحاولات الموجودة من قبل المواطنين لإقامة متاحف من أجل المحافظة على التراث في قطاع غزة متحف العقاد الواقع في خان يونس الذي يوجد به أثار يعود تاريخها إلي أكثر من ربع قرن ليصبح رافداً يصب في عبق التاريخ، وعمق الثقافة، ويثبت حق الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين, وهناك متحف شهوان الكائن بمدينة خان يونس الذي يوجد فيه العديد من  المقتنيات الأثرية والفنية التي تعود إلى عقود من الزمن.

 

 احصائية: 12,216 ألف موقع أثري في فلسطين، دُمر ونُهب منها الآلاف بسبب الاحتلال

 

وكانت وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية قد كشفت في وقت سابق, أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على 53% من الآثار في الضفة المحتلة، فضلا عن استيلائه على متعلقات التراث الأخرى من فنون وأثواب ومأكولات وغيرها.

وحسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بحث لها بعنوان« آثار فلسطين بين النهب والإنقاذ » فإن هناك حوالي 12,216 ألف موقع أثري في فلسطين، دُمر ونُهب منها الآلاف بسبب الاحتلال.