خبر نفس عميق- يديعوت

الساعة 09:07 ص|15 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رعنان شكيد

المضمون: اعطوا لريغف الحد الادنى من الاحترام الغبي التي هي عطشى جدا له، وتعالوا نأخذ كلنا نفسا عميقا - المصدر).

ملزمون بان نقف متأثرين أمام – وكيف نقولها دون أن نهينها؟ سخافتها؟ تهورها؟ قصر فتيلها؟ - للوزيرة (معالي الوزيرة) ميري ريغف، التي تسلمت مهام منصبها الحساس بينما تحمل في يديها برميلي نفط وسارعت الى صبهما في كل أرجاء المبنى وهي تعلن، بكل صيغة ممكنة: جئت لاحرق النادي! بدءا من « مهمتكم أن توفروا للشعب الخبز والتسلية » عبر « نحن لسنا ملزمين بتمويلكم » وانتهاء بـ « نحن حصلنا على 30 مقعدا » – ريغف تثبت مرة اخرى بانه لن يجدي أي شيء نفعا؛ اعطوها ميكروفون، واذا بالمرأة – مئة في المئة محبة لاشعال الحرائق، صفر في المئة تبريد – تشنق نفسها بخيط وتطلب ان يصفقوا لها.

 

          ملزمون بان نقف متأثرين ايضا امام – كيف نقولها دون أن نسيء؟ سخافة، تفاهة وتسرع – عوديد كوتلر، الذي يجعله قول مثل « قطيع البهائم » أكثر ريغف من ريغف، أكثر « امسكوا بي » من « امسكوا بها »، اقل بكثير، أقل جدا.

 

          وهو ليس وحيدا؛ الرد الشرطي من كل المعسكر الفني الذي فتح نارا تلقائية بشدة (عفوا، كله الا بشدة!) ضد « الخطوات المناهضة للديمقراطية » يحقق، بالطبع، اثرا معاكسا لما سعى اليه: فالجمهور في معظمه (وانا استمد احصاءاتي من المعقبين، يبدو أن كميل فوكس يقدم عينة اكثر دقة) يتفهم ريغف أكثر.

 

          هذا ليس لان ريغف وبينيت لا يشكلان خطرا حقيقيا على الثقافة؛ فهما يشكلان حقا. فحملة نزع الشرعية التي انطلقا فيها مع التهديدات بالغاء التمويل للمؤسسات الثقافية التي لا تسير على الخط هي اضطهاد سياسي بكل معنى الكلمة. ولكن تعالوا نتذكر: فضلا عن الاقوال وتصريحات النوايا، لم يحصل أي شيء حقيقي حتى الان. قرابة لا شيء. وفي داخل هذا اللاشيء يغرق الطرفان حتى الرقبة بالهذر وكأنهما متصارعين يصرخان نحو الكاميرا قبل ان تبدأ الجولة الاولى: « أنا سأمزق أم أمك »، « أنا سألعن جد جدك » وغيرها من الاقوال التي لا يستطيعها الصمت. المدافع تصخب، والنار المضادة تنطلق.

 

          كله حكي. حكي ضار. حكي تحريضي. حكي آخذ بالابتعاد بسرعة شديدة عن كل تعريف هزيل لـ « الثقافة ».

 

          « اقترح على الجميع أن يهدأوا »، اقترحت امس ميري ريغف. « هذه هي اللحظة لان نقول للسيدة ريغف: هدئي »، قال امس عوديد كوتلر. هذا هو الوقت لان نأمر الجميع: هدئوا، هدئوا فورا. هذا انا قلته.

 

          تعالوا نحاول العودة الى التوازن. للمعسكر الفني لا حاجة لان يفقد صوابه في ضوء العلم الاحمر الذي تلوح به ريغف، تقريبا بلا تمويه، في كل تصريح علني. هذه هي المرأة، هكذا هي، دعوها تلوح. وهذا التراشق من الافضل ان يتم بحكمة وتحقيق النقاط عندما يكون الخصم يخرج الكرة من الملعب. فصحيح حتى يوم امس اخرج كوتلر الكرة ليس فقط من الملعب، بل ومن الفضاء نفسه. إذ أن العرائض والتنديدات المنتفخة بالاهمية الذاتية تخسر فقط النقاط في الملعب الجماهيري، وريغف هي التي تكاد لا تفعل شيئا – باستثناء اخراجكم عن التوازن في اقتباس مغيظ آخر وعديم المسؤولية – وتقطف النقاط لدى جمهورها الداخلي. سهل الانجرار وراءها ورد النار عليها – شالوم حانوخ بداية، كوتلر الان – ولكن لا يوجد في هذه المرحلة ما يمكن كسبه. دعوا اللاعبين انفسهم يبدأون. اعطوا لريغف الحد الادنى من الاحترام الغبي التي هي عطشى جدا له، وتعالوا نأخذ كلنا نفسا عميقا.

 

          لانه مع ذلك، انتم تعرفون، الوظيفة نفسها ستلزمها بان تجلس على مدى أربع ساعات من العمل المسرحي التجريبي لكتاب فالبك في احتفال شعري ما. هناك احتمال بان هي ايضا ستغو في الحراسة.