خبر أشد على يديه - هآرتس

الساعة 10:28 ص|14 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

يستحق بنيامين نتنياهو الثناء. بدون تهكم وبدون سخرية. فالصراع السياسي الذي يديره حول طريقة انتخاب اعضاء الكنيست، صحيح وحكيم. في الوقت الذي يحذر فيه زعماء الليكود ويحافظون على أنفسهم من احتمالية خسارة رئيس الحكومة، فان نتنياهو يُدخل يديه الى الوحل ويناضل ضد فكرة اعادة القوة في تحديد من سيكون اعضاء الكنيست، الى مركز الليكود.

هل في الحقيقة يجب التذكير كم أفسد مركز الليكود البنية السياسية عموما والليكود خصوصا؟ هل نسي أحد منكم ملف نعومي بلومنتال؟ هل تذكرون ما قلنا في حينه؟ إنها تصرفت بعدم حكمة، بينما وجد اصدقاءها في القائمة مليون طريقة لاغراء اعضاء مركز الليكود، دون أن يضطروا الى دفع ثمن ليلة واحدة في فندق فاخر. كان بعض اعضاء مركز الليكود في تلك الايام يشعرون بالقوة وليس لهم حدود. أحدهم طلب من وزير الاتصالات التدخل من اجله لدى شركات الهواتف المحمولة، حيث أراد أن يكون كل رقم هاتفه مكون من نفس الرقم (الرقم 7). لم يلقوا به عن الدرج في حينه، ويمكن أنه ما يزال يحتفظ بنفس الرقم ويمكنكم الاتصال به. كل هذا قبل التحدث عن التعيينات، التدخلات في دائرة اراضي اسرائيل ومركز الاستثمارات وغيرها.

 

          يفترض أن نتحدث قليلا عن المبادر الرئيس الى هذه الفكرة المجنونة. عضو الكنيست دودي أمسلم، الذي تم تعيينه رئيسا للجنة الداخلية في الكنيست. أمسلم يراكم منذ عشرات السنين قوة سياسية كبيرة في القدس. والشاهد الملكي في ملف هولي لاند، شموئيل داكنر، زعم أنه تدخل لدى رئيس بلدية القدس، أوري لبوليانسكي، من اجل انهاء اجراء انضباطي ضد أمسلم. لبوليانسكي تدخل وانتهى الأمر كما رغب أمسلم. في المقابل، قال دانكنر، تدخل أمسلم لصالح مشروع هولي لاند وخفف مطالب البلدية بهذا الشأن. في نهاية المطاف لم يتم تقديم لائحة اتهام ضد أمسلم، لكن يجدر قراءة شهادته. لقد اعترف أنه لولا اهود اولمرت، رئيس البلدية في حينه، لما كان حصل على الوظيفة الرفيعة في بلدية القدس في 2001. ردا على سؤال للمحققين حول علاقته مع مئير رابين، الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية هولي لاند بتهمة اعطاء رشوة بـ 1.2 مليون شيكل، أجاب أمسلم أن رابين هو صديقه المقرب منذ 25 سنة. وتم سؤال أمسلم عما فعله في أروقة بلدية القدس، وأجاب أنه لا يعرف. يتبين أن الصديق الأكثر قربا لم يقل له أبدا إنه يمثل مشروع هولي لاند. وصديق جيد مثل أمسلم كان يحترم خصوصية رابين ولم يسأل.

 

          بعد ذلك أصبح أمسلم رقم 2 في قائمة موشيه ليئون لرئاسة بلدية القدس. من هذه التجربة ايضا انبثق شعور « لا نعمل حسابا لأي أحد ». الجمهور في الأصل غبي، وعن طريق صفقات الغرف الخلفية يمكن أن نفرض عليه رئيس بلدية. أصبح أمسلم الآن سخي جدا، حيث لم يقبل اقتراح حل الوسط الذي وافق عليه نتنياهو. انتخاب اعضاء الكنيست من الرقم 17 فما دون ذلك يعتبر بالنسبة له أمر يقلل الاحترام. إنه يريد التأثير على الوزراء لأساسيين، وعلى الجميع.

 

          يسهل فهم سبب عدم معارضة سلفان شالوم واسرائيل كاتس لهذه المبادرة. اذا تم قبولها سيكون هذا الامر بالنسبة اليهما مثل التثبيت في العمل. ليس مهما ما يقوله الجمهور عنهم، بل المهم أن يعرفوا كيف يعملون بين اعضاء المركز. لكن أين باقي زعماء الليكود؟ لماذا يلتصقون بجدار الرسمية بصمت، « نحن نؤيد رئيس الحكومة »؟ لماذا لا توجد لديهم الجرأة للخروج علنا وبكل القوة ضد هذه الهستيريا؟ اذا لم تكن الجرأة عند اشخاص مثل بوغي يعلون وتساحي هنغبي، اللذان يفهمان أكثر من أي شخص آخر ماذا يعني ذلك، فلماذا اذا نعطيهم صفة القيادة؟.

 

          هذا لا يحدث دائما. لكنني الليلة سأشد على أيدي نتنياهو.