خبر هدية لكارهينا- معاريف

الساعة 10:23 ص|14 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

مشاهدة اولى للفيديو توضح بان الجنود لم يعملوا بشكل قانوني. يحتمل أن تكون هناك مظاهرة عنيفة. يحتمل أنهم كانوا تحت الضغط. يحتمل أن توجد معاذير. ولكن السخافة تصرخ الى السماء. لماذا؟

الفلسطيني، شادي الهباشي، لم يهجم ولم يبدو مهددا. لا شيء. هكذا بحيث أن الحديث يدور عن ظلم اخلاقي وربما جنائي ايضا. فهل هذا مجدٍ لاحد ما أو لشيء ما؟ وهل استخدام لا داعي له بهذا القدر سيحل أي مشكلة كانت؟ وهل هذا سيردع متظاهرين آخرين؟ واضافة الى ذلك، فان ضربا كهذا هو ايضا عملية مضادة دعائية. نحن يمكننا، ويجب علينا، ان نكافح ضد الدعاية الكاذبة لحركة الـ « بي.دي.اس » – ولكن فيلم فيديو واحد يساوي أكثر من الف مقال.

 

          يمكن أن نقدم معاذير. يمكن أن نذكر العال بان هذا يحصل تقريبا عشر مرات في اليوم. مقاطع فيديو مشابهة تعرض احداثا مشابهة في كوبنهاجن وباريس، ومشكوك أن تكون هناك مدينة غربية لم يعمل فيها لابسو البزات بشكل مشابه. لا حاجة لاي « احتلال » كي يحصل هذا، وهذا يحصل. ويمكن أن نروي بانه مع كل الاستنكار الذي يثيره مثل هذا الفيلم، فهذا لا يزال محدودا. فأحد لم يأخذ الفلسطيني الى السيارة كي يصفيه ضربا.

 

          ولكن كل هذه المعاذير لا تساوي شيئا. لان جيشا كاملا من الدعائيين ينتظرون كل كبوة تأتي من جهة اسرائيل. لا حاجة لالاف الجنود الذين يرتكبون سخافة من هذا النوع كل يوم. هناك حاجة لجندي واحد او جنود أفراد، يقومون بهذا مرة كل بضعة اسابيع أو شهور. هذا يكفي لتوفير الزيت لجهاز التحريض ضدنا.

 

          ينبغي القضاء على هذا الشر في اوساطنا، حتى لو لم يكن هذا الشهر مسألة يومية. اذا كان الجنود ارتكبوا مخالفة، واذا لم يكن مبرر للعنف، وهكذا يبدو الامر الان، فلا يمكن ان يمر مثل هذا الحدث دون تحقيق ينتهي بعقاب.

 

          المشكلة ليست فقط الجنود. واضح ان التعليمات تمنع مثل هذا العنف. ولكن يجب طرح اسئلة اخرى: هل يوجد نظام يوضح للجنود بانهم يعيشون في عصر تكاد تكون فيه كل حركة يد من جانبهم مصورة؟ هل وجههم احد ما على أن هذا ليس فقط غير اخلاقي – بل انه يلحق ضررا هائلا باسرائيل؟ لانه اذا لم يوضح احد في أي عصر نحن نعيش فيه، فان هذا قصور هائل.

 

          هذا الاسبوع سينشر تقرير غولدستون 2. وقد كتبت الاستنتاجات مسبقا. مرة اخرى سيوجه اصبع اتهام ضد اسرائيل. ومرة اخرى ستنشر في العالم الفرية في أن اسرائيل تمس عن عمد، وبنية مبيتة، بالابرياء. مرة اخرى سيكون تجاهل للطابع العنصري، اللاسامي والاجرامي لحماس. مرة اخرى سيستأنف مهرجان التحريض ضد اسرائيل. وبالضبط عندما تكون اسرائيل بحاجة لعرض امور تمنحها الحماية – يأتي الجنود الذين يقدمون هدية مجانية لكارهي اسرائيل.

 

          لا يكفي شجب الحدث والتحقيق مع الجنود. لا معنى لمئة مليون شيكل للاعلام، اذا وجد جنود الجيش الاسرائيلي صعوبة في الفهم بانهم في الخط الاول في جبهة الاعلام ايضا.