بالصور خريجو غزة يعتاشون من فُتَاتِ شاطئ البحر!

الساعة 11:35 ص|13 يونيو 2015

فلسطين اليوم

من رحمة الله بغزة أن حباها شواطئ بحرية على طول 40 كيلو متر، هذا المعطى الجميل حَرَكَ لسان الطفل علي ابن الخمسة عشر ربيعاً بالحمد والتسبيح لوجه الله الكريم مع تحزيمه « أدوات رزقه » ورزق عائلته التي تعاني من الفقر المدقع.

ويجدُ كثيراً ممن أصابهم داء الفقر والبطالة فسحة في شاطئ بحر قطاع غزة للتخفيف من واقعهم الاقتصادي السيئ، ويجنون من خلال بيع المأكولات والمشروبات الشعبية في أقصى ما يجمعون 30 شيكل أي ما يعادل ثمانية دولارات أمريكية.
 

حصيلة ما يجنونه لا يتجاوز 30 شيكل أي ما يعادل ثمانية دولارات أمريكية، في مقابل عملهم الذي يتعدى الـ  10 ساعات

وتعتبر مشكلة البطالة والفقر من أكبر المشاكل التي تواجه قطاع غزة والتي ترتفع بشكل ملحوظ؛ وفقاً لما يوثقه الجهاز المركزي للإحصاء؛ وذلك بسبب الممارسات التعسفية الإسرائيلية ضده.

علي -تحفظ على ذكر اسم عائلته لأسباب لديه- يوضح ان الدافع وراء ذهابه لشاطئ بحر غزة، ما تعانيه عائلته من أوضاع اقتصادية صعبة، الأمر الذي دفعه للعمل بشكلٍ يومي من الساعة الـ 9 صباحاً وحتى الساعة الـ 10 مساءً.

ويبيعُ علي البراد المثلج ويظل منذ بداية عمله وحتى نهايته يطوف في مجاميع المصطافين عله يسمعُ من ينادي « يا براد »، يقول وهي يحمل في يده اليسرى الصندوق الذي يحوي البراد « كاسة البراد قد تنقذ عائلتي من الجوع ».

وما حَفَزَ علي للنزول إلى شاطئ البحر –وهي التجربة الأولى له- انتهائه من العام الدراسي، ومشاهدته لأقرانه على شاطئ البحر بأعداد كبيرة ممن يعملون كباعة للمصطافين، فعلي لم يكن وحيداً فمثله أصدقائه « حسام وخالد (بائعا شاي)، وجلال وأحمد (يبيعان حلاوة عنبر)، ومحمد (يبع شعر البنات).

كما وفتح شاطئ بحر غزة يديه ليضم الخريجين والعاطلين عن العمل، أحمد (26 عاما)  خريج بكالوريوس تخرج من الجامعة عام 2012 لم يجد مكاناً للعمل غير البحر فقرر ان يشترى كانوناً كبيراً لشوي الذرة وبيعها للمصطافين على الشاطئ.

يقول احمد وهو يشعل الفحم في موقده الخاص : »في البداية كان لي طموح كباقي الشباب في أي بلد بالعالم، دراسة، ومن ثم عمل، وبعدها الاستقرار والزواج ولكن في غزة حتى الحلم أصبح ضرباً من ضروب الخيال فكبرى أمنياتي أصبحت ان أبيع ما لدي من ذرة« .

ويضيف بحرقة: »لم اترك مكاناً إلا ودخلت فيه للبحث عن وظيفة وإيجاد عمل، ولكن الوضع في قطاع غزة أسوأ من السيئ« .

وتابع: »الحمدلله أحوالي أفضل من ناس كتير، واللي بشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، وأستطيع من خلال المصطافين تأمين لقمة العيش لي ولعائلتي« .

كما ويبدع الباعة على شاطئ البحر في جذب المصطافين للشراء، فاحدهم يغني على »كورنيش البحر« باللهجة المصرية، وآخر يستخدم أضواء الزينة، وآخر يعرضُ بضاعته بطريقة جذابة.

اما خالد صلاح (22 عاماً) أستطاع ان يجد عملاً في إحدى الاستراحات على شاطئ بحر غزة براتب زهيد مقارنة بمتطلبات الحياة الأساسية.

ويشرفُ صلاح على تقديم الخدمة والطلبات لزبائن المحل، وما دفعه لذلك على الرغم من أنه طالب جامعي »شظف الحياة وواقعها الاقتصادي المرير« .

وتعاني عائلة صلاح من أوضاع اقتصادية ومرضية مريرة حيث لا دخل للعائلة سوى من أيدي أهل الخير، وهي لا تكفي لعلاج أخيه الذي يعاني من نوبات صرع حادة.

إحصائية: نسبة الفقر في قطاع غزة وصلت 90% والبطالة تجاوزت الـ65%

ولا يكترث صلاح لقلة مدخوله مقارنة بعمله الذي يتخطى حاجز الـ 10 ساعات متواصلة، حيث قال: »هو في حدا ملاقي شغل أفضل، بدنا نحاول نعيش بقدر المستطاع، ونصرف على عائلتنا أحسن ما نروح نشحت« . 

وكثيراً ما يتعرض الباعة على شاطئ قطاع غزة لآلام حادة في الرأس خاصة الفتية منهم؛ نظراً لتعرضهم الدائم لأشعة الشمس الحارقة، حيث يعانون غالباً من ضربات الشمس، والصداع النصفي، لكنهم يقولون أن ذلك ارحم من ضربات الفقر والعوز وسؤال الناس.

وكانت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أكدت أن نسبة الفقر في قطاع غزة وصلت 90% وخاصة بين فئة الشباب والخريجين الذين »يعيشون" تحت خط الفقر.

ولفتت اللجنة إلى تصاعد نسبة البطالة بشكل كبير تجاوزت الـ65%، في حين وصل معدل دخل الفرد اليومي نحو دولار واحد للفرد مع تدمير القطاعات الاقتصادية خلال العدوان واستمرار الحصار.



التقاط

باعة 2.

باعة

باعة متجولين