خبر تطبيق جديد لمساعدة الأطباء في تشخيص الحالات المرضية !

الساعة 06:28 م|12 يونيو 2015

فلسطين اليوم

إلى أين يتجه الأطباء عندما يعجزون عن معرفة علة المريض؟ هل يلجأون إلى زملائهم أم إلى الكتب أم إلى الإنترنت؟ يبدو أن الإجابة ستكون قريباً إنستغرام الأطباء، حيث تسعى شركة كندية ناشئة إلى جعل تطبيق يدعى (Figure 1)، وهو تطبيق يسمح لمالكي أجهزة (الأي فون) و(الأندرويد) من الأطباء بتبادل الصور عن الأمراض والإصابات وأي شيء يمت لذلك بصلة، هو الملاذ الأول للتعرف على الحالات المرضية المستعصية.

ولد التطبيق من فكرة أن تبادل صور الأشياء التي يمكن أن تحيّر الأطباء مع الأطباء الآخرين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يساعد في توجيههم باتجاه الإجابة الصحيحة، وتم إطلاقه في عام 2013.

وفقا للدكتور (جوشوا لاندي)، وهو المؤسس المشارك في تطبيق (Figure 1)، فإن الأطباء يقومون بفعل مثل هذا الشيء بالفعل، حيث أن هناك أكثر من 10.000 رسالة نصية ورسالة (WhatsApps) ورسائل بريد إلكتروني يتم إرسالها يومياً في الولايات المتحدة وتكون كل منها مرفقة بصور لحالات غريبة أو كلاسيكية، ولكن هذا التطبيق يسعى لتوفير بديل أكثر أمناً وإفادة.

يشير (لاندي) إلى أن الأطباء دائماً ما كانوا يستخدمون وسائل الاتصالات غير المتزامنة مثل أجهزة النداء الآلي أو الهواتف، والهدف الرئيسي من وراء هذا التطبيق هو مساعدة الأطباء على تبادل الصور، مما يتيح للمزيد من الأطباء رؤية المزيد من الحالات.

يعمل تطبيق (Figure 1) بذات الطريقة التي يعمل بها الإنستغرام، حيث يتم تحميل الصور إلى البرنامج، ويمكن عندها وضع التعليقات عليها أو حتى وسمها، وهذا الوسم لا يشبه الإعجاب، بل هو أقرب لأن يكون بمثابة وضع إشارة مرجعية على الصورة حتى يستطيع الشخص العودة إليها لاحقاً، كما ويمكن للأطباء استخدام أسمائهم الحقيقية أو المستعارة، وبهذا يمكن أن يكون هناك زميلين يتعاونان على تشخيص حالة ما باستخدام التطبيق وهما واقفين إلى جانب بعضهما دون أن يعلما بذلك.

يمكن لأي شخص الانضمام إلى الخدمة وإلقاء نظرة على الصور، ولكن أفراد الطاقم الطبي – أي الأطباء والممرضين أو أفراد الموظفين الطبيبين الذين ما يزالون تحت التدريب- يمكنهم تعريف البرنامج على أنفسهم بذات الطريقة التي يتحقق فيها التويتر أو الفيسبوك من خلال العلامة الزرقاء من صحة عائدية الملف الشخصي إلى الشخص الحقيقي، وسيقوم (Figure 1) بالتحقق من أن المستخدم هو طبيب حقاً من خلال الاتصال بالمستشفيات التي يعملون بها أو عن طريق قاعدة بيانات السلطات المناسبة.

تقوم الشركة بالتحقق من حوالي 1,000 طبيب أسبوعياً في حوالي 40 دولة، وفي مرحلة ما يتوقع (لاندي) أن يتم التحقق من كافة المستخدمين الذين ينضمون إلى التطبيق، ولكن ليس في الوقت الحالي.

من ناحية أخرى، فإن تحميل الصور على التطبيق لا يتم بالسهولة التي يتم فيها تحميل الصور على الإنستغرام، حيث يتعين على المستخدم إتباع مبادئ توجيهية صارمة حول ما هو مقبول وما هو غير مقبول في هذا السياق، فوجه المريض أو أي نص أو رقم أو علامات مميزة لا ينبغي أن تظهر في الصور، كما ويمكن استخدام الأدوات المدمجة في الخيارات للتعديل على الصور قبل تحميلها، وبذلك يمكن حذف أجزاء من الصورة لضمان خصوصية المرضى، كما ويتوجب على الأطباء أخذ موافقة المرضى على نشر صورهم إما من خلال التوقيع على استمارة رقمية على الشاشة باستخدام بصمة الإصبع أو عن طريق التوقيع على نسخ ورقية، ويتم تصميم كل نموذج استمارة وفقاً للبلد الذي يكون فيه المريض، كما ويتم الاحتفاظ بها من قبل الطبيب، وليس من قبل تطبيق (Figure 1).

بمجرد تحميل الصور، يتم وضعها على قائمة الانتظار ليتم مراجعتها يدوياً، وكل صورة تحمل علامات تعريفية مميزة، أو ليست ذات قيمة تعليمية، أو تخرق شروط الخدمة يتم رفضها، كما ويتم تجريد الصور أيضاً من جميع البيانات الوصفية التي يمكن أن يكون قد تم استخدامها للتعرف على المريض، والجدير بالذكر أن ملكية الصورة تعود للشخص الذي قام برفعها وبذلك يمكنه إزالتها في أي وقت، دون تبيان السبب.

حالما يتم تحميل الصور، تبدأ التعليقات والإجابات بالظهور في غضون دقائق، ويمكن أيضاً للأشخاص أن يقوموا بسؤال الأطباء حول استفسارات محددة، ولكن لا يتم توجيه الأسئلة سوى للأطباء الذين تم التحقق منهم، حيث يتم إرسال إشعار بالاستفسار أو صورة عن الحالة التي يراد أخذ رأيهم فيها من قبل المرضى.

على الرغم من أن تطبيق (Figure 1) لم يحظ بانتشار واسع بعد، إلّا أن الأشخاص الذين قاموا باستعماله يقولون بأنه يوفر منصة مثالية للتعلم عندما يتم دمجه مع غيره من الأدوات، حيث يقول الدكتور (فيكاس شاه)، وهو طبيب أشعة استشاري في مستشفيات جامعة ليستر، بأن الاستخدام الرئيسي لتطبيق (Figure 1) بالنسبة له هو التعليم، فقد أشار إلى أنه يقوم بتحميل صور الاشعة مرفقة بسؤال أو اثنين، ويستخدم ميزة التعليق لتعليم الأشخاص حول العلامات المحددة في الأشعة السينية، وبما أن هناك العديد من الأشخاص الذين يستخدمون هذه المنصة فإن هذا يعني أن باستطاعته أن يعلم العديد من الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا متواجدين في مناطق زمنية وحدودية مختلفة، ومن مختلف التخصصات والدرجات الطبية.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن هذا التطبيق أصبح منتشراً بشكل خاص بين طلاب الطب، وأصبح يشكل جزءاً من اعتمادهم على وسائل الإعلام الاجتماعية والهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية والأدوات الجديدة التي أصبح استخدامها يتزايد في المستشفيات في الآونة الأخيرة.