خبر ساركوزي يستكمل « معركة حياته »: الدفاع عن « إسرائيل »

الساعة 09:28 ص|11 يونيو 2015

فلسطين اليوم

سارع الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، للتوجّه إلى « إسرائيل » بعد أيام قليلة من ترؤسه مؤتمراً حاسماً، تم فيه تحويل حزب « الاتحاد من أجل حركة شعبية » إلى حزب « الجمهوريون »، في مبادرة تعكس تمسّكه الشديد بالدولة العبرية وولاءه التام لها. وفي اليوم الأول من زيارته، استقبله رئيس الوزراء « الإسرائيلي »، بنيامين نتنياهو، وعقدا لقاء مطولاً قبل أن يشارك في مؤتمر « هرتسليا » السنوي الذي يجمع، كل عام، النخب الإسرائيلية في مجالات الدفاع والسياسة والاقتصاد، وأيضاً أصدقاء إسرائيل من الشخصيات الدولية.«

أدى ساركوزي، منذ اليوم الأول من زيارته، دور المدافع الشرس عن إسرائيل وسياساتها التوسعية

وكما كان متوقعاً، فقد أدى ساركوزي، منذ اليوم الأول من زيارته، دور المدافع الشرس عن إسرائيل وسياساتها التوسعية، مهاجماً بعنف سياسة بلاده تجاه الدولة العبرية. وكانت بداية دفاع ساركوزي، انتقاداته اللاذعة لرئيس شركة »أورانج« الفرنسية للاتصالات، ستيفان ريشار، الذي كان لمح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة إلى احتمال سحب نشاط الشركة من »إسرائيل« ووقف ترخيصها لشركة »بارتنر« الإسرائيلية، قائلاً »لو كانت لدي القدرة لسحبت ابتداء من الغد نشاط شركة أورانج في إسرائيل« ، وهو الكلام الذي أثار زوبعة سياسية كبيرة في إسرائيل، وأيضا في فرنسا، حيث تحرك اللوبي اليهودي على كل الأصعدة، لممارسة الضغط على رئيس شركة »أورانج« وعلى الحكومة الفرنسية.

وعلى الرغم من أن رئيس شركة »أورانج« تراجع نسبياً عن تصريحاته، بعد تعرّضه لضغوطات شديدة من طرف الحكومة الفرنسية، وأعرب عن معارضته لفكرة المقاطعة وقبوله دعوة لزيارة إسرائيل قريباً، فإن ساركوزي أصرّ على انتهاز هذه الفرصة ليعلن أن »مقاطعة الشركة الفرنسية لإسرائيل لن تفيد في شيء السلام في المنطقة، وأن فكرة المقاطعة مرفوضة تماماً« .

والواقع أن ساركوزي على دراية تامة بالهلع الإسرائيلي من توسّع رقعة الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل، وأن مجرد حديث رئيس الشركة الفرنسية العالمية عن احتمال انسحابها من إسرائيل، قد يفتح الباب لمبادرات أخرى نتيجة للعمل التعبوي النشيط الذي تقوم به المنظمة العالمية لحملة مقاطعة إسرائيل المعروفة بـBDS.

غير أن تعلّق ساركوزي بالدولة العبرية برز بوضوح أكثر عندما بادر إلى مهاجمة دبلوماسية بلاده، وانتقد المشروع الفرنسي الذي يُحضّره وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، لعرضه قريباً على مجلس الأمن الدولي، بهدف الضغط على إسرائيل لإجبارها على إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين، ووقف سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. واعتبر ساركوزي أن »هذا المشروع غلطة فرنسية لها تداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل، وأن على فرنسا أن تترك الإسرائيليين والفلسطينيين يقررون وحدهم مسألة التفاوض، بدل أن تفرض ذلك عليهم"