خبر صحيفة: «لقاء سري» بين مشعل وبلير ووعود بجملة تسهيلات

الساعة 05:47 ص|10 يونيو 2015

فلسطين اليوم

وسط معلومات تشير إلى نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقديم تسهيلات جديدة لسكان قطاع غزة خلال شهر رمضان، كشفت تقارير إعلامية عن «لقاء سري» جمع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مبعوث الرباعية السابق توني بلير، بحثت خلاله التهدئة والأعمار ومنع «انفجار غزة».

وأكد مسؤول في هيئة الشؤون المدنية لـ «القدس العربي»، أنهم لم يتلقوا سوى وعد إسرائيلي بزيادة عدد المصلين المسنين الراغبين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى إلى 800 شخص أسبوعيا.

وقال المسؤول ردا على استفسارها، عن جملة خدمات وعدت « إسرائيل » بتقديمها حسب ما ذكر تجار كبار، خلال شهر رمضان القادم، إن أي من هذه الأحاديث لم يتم بشكل رسمي. وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي فقط وافق على زيادة عدد المصلين من المسنين الراغبين في الصلاة في المسجد الأقصى من 200 مصلي أسبوعيا، إلى 800، إضافة إلى منح تسهيلات بسيطة لبعض التجار فقط.

وبخصوص تحسين عملية إدخال مواد البناء لقطاع غزة خلال شهر رمضان، من أجل استغلال الكميات الإضافية في عمليات إعادة الأعمار، أكد أنهم أيضا لم يتلقوا أي ردود إيجابية حتى اللحظة من الجانب الإسرائيلي. لكن في الوقت ذاته أشار إلى أن الجانب الفلسطيني ينتظر أن تحسن إسرائيل عملية إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، من خلال زيادة الكميات، من أجل البدء في عمليات الإعمار للمنازل المدمرة كليا.

جاء ذلك في الوقت الذي نقلت فيه تقارير إعلامية عن مصادر قولها إن السلطات الإسرائيلية تنوي خلال الأيام القادمة، تقديم العديد من التسهيلات لسكان قطاع غزة . ولم تكشف هذه المصادر طبيعة التسهيلات المقررة، لكنها قالت أنها تشمل كافة مناحي الحياة والسفر إلى الضفة وإسرائيل، وعملية إعادة الإعمار وإدخال المواد عبر المعابر. وذكرت أن جيش الاحتلال بات يدرك بأن آلية إعادة الإعمار لا تسير كما يجب وتشكل عبئا على سكان غزة، وانه يتم حاليا البحث عن حلول أخرى تجنبا لأي «تطورات سلبية»، في حال استمرار حالة الجمود الحالية للأوضاع في قطاع غزة.

وكثيرا ما حذر مسؤولون دوليون ومحليون من انفجار الأوضاع، إذا ما استمرت عملية تعطيل الإعمار، مع قرب مرور عام على الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل، وأحدثت خلالها دمارا هائلا في المباني والبنى التحتية.

ومنذ انتهاء الحرب في مطلع آب/ اغسطس من الصيف الماضي، ورغم انعقاد مؤتمر لإعمار غزة في العاصمة المصرية القاهرة، إلا أن عملية الإعمار الكلي لم تبدأ بعد، بسبب تفاعس المانحين عن دفع ما عليهم من التزامات، باستثناء دولة قطر، التي أعلنت عن بدئها عمليات الإعمار، عن طريق اللجنة القطرية التي تعمل في غزة.

وكثيرا ما تحجج المانحون بعدم سيطرة السلطة الفلسطينية على معابر قطاع غزة، من أجل دفع ما عليهم من التزامات قطعوها في مؤتمر القاهرة. وخلال ذلك المؤتمر تعهد المانحين بدفع 5.4 مليار دولار، لم يصل منها إلا القليل، حتى للمنظمات الدولية التي تقوم أيضا بمهام الإعمار مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

ودمرت إسرائيل منازل كثيرة في الحرب الأخيرة، يفوق عددها الـ 40 ألف منزل، علاوة أكثر من ضعف هذا العدد دمر بشكل جزئي، شرعت جهات مانحة في تقديم أموال لهم من أجل ترميم منازلهم.

وترافق ذلمك مع تأكيد مصادر فلسطينية ومصرية مطلعة لوكالة «سما» المحلية، على أن ملف الإعمار وأوضاع غزة الخطيرة، جرى مناقشتها قبل أسابيع، خلال لقاء سري عقد بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في العاصمة القطرية الدوحة. وحسب المصادر فإن بلير ومشعل، ناقشا إلى جانب أوضاع غزة الخطيرة «كيفية التعامل مع الأوضاع».

وأشارت المصادر أيضا إلى أن بلير الذي استقال مؤخرا من منصبه كمبعوث خاص للجنة الرباعية الدولية للسلام، ناقش مع مشعل التهدئة والحصار المفروض على قطاع غزة وعملية الإعمار وسيل منع تفجر الأوضاع المتدهورة.

ولم تفصح المصادر عن طبيعة المقترحات التي حملها بلير إلى مشعل خلال زيارته التي أحيطت بالسرية والكتمان.

وكان بلير غادر القاهرة أول من أمس بعد زيارة قصيرة، التقى خلالها وزير الخارجية سامح شكري، وجرى خلالها عرض قدمه بلير للوزير شكري، حول رؤيته للوضع في الأراضي الفلسطينية، وسبل إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، طبقًا للمرجعيات الدولية المتفق عليها.

وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في قطاع غزة وسبل دفع الجهود الدولية، لتنفيذ تعهدات مؤتمر المانحين لقطاع غزة، والذي عقد في القاهرة في أكتوبر 2014.