خبر محظور على اوروبا أن تتراخى -هآرتس

الساعة 09:06 ص|09 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          التصريحات الهامة في موضوع القرار الاوروبي المحتمل بالتأشير على البضائع من المستوطنات، قالها بالذات داني دايان مدير عام مجلس يشع للمستوطنين سابقا، والذي يعنى اليوم ايضا بالدفع الى الامام بمشروع الاستيطان في المناطق المحتلة. ففي حديث مع نير عام (« الحيطان رقيقة جدا لدولتين »، « هآرتس »، 4/6)، روى دايان بان موظفا في وزارة الخارجية الامريكية قال له: « لسنوات اعتقدنا أنكم وكلاء لسياسة حكومة اسرائيل. وفجأة فهمنا أنكم مستقلون وأن الحكومة هي وكيلة لسياستكم ».

          وبالفعل، فقد نجح المشروع الاستيطاني في السيطرة على السياسة الاسرائيلية. كما شرح دايان لماذا هو ليس قلقا من مقاطعة اوروبية على منتجات المستوطنات: « هذا لن يغير كثيرا من الامر، فمشروع الاستيطان لم يبنَ على المناطق الصناعية، بل على عدد السكان، وهذا العدد يزداد كل الوقت. تذكر، بعد كل هذه الاقوال هذا هو الميل الثابت الوحيد ».

          من يعتقد أن مشروع الاستيطان ليس شرعيا، ويتسبب لاسرائيل أن تفقد شرعيتها، عليه أن يكون راضيا من أن اسرائيل اضطرت الى الموافقة على تشكيل اللجنة من الفيفا. فهذه ستبحث، ضمن أمور اخرى، في مسألة اذا كانت مشاركة فرق كرة القدم من المستوطنات في الدوري الاسرائيلي شرعية. كما أن نية المفاوضية الاوروبية لنشر التعليمات للتأشير على البضائع من المستوطنات ينبغي أن ينظر اليها بالايجاب. كل خطوة في العالم، توضح لاسرائيل، بان « الميل الثابت الوحيد » في زيادة عدد المستوطنين هدام لها – يعزز الامل في أن في النهاية ستكون لها حكومة تفهم ذلك. محظور على الاتحاد الاوروبي أن يتراخى. فلديه قوة لا بأس بها، إذ هو الذي يمول بتبرعاته السلطة الفلسطينية، ولعله اقترب الوقت الذي سيتعين عليه أن يقرر، إذ أن هذا التمويل يسمح عمليا بالرفض السياسي الاسرائيلي.

          مريح لليمين ان يدعي بان الضغوط لمقاطعة اسرائيل تنبع من اللاسامية، وليس من الاعتراض على اصرارها على مواصلة مشروع الاستيطان ورفضها التقدم بنية طيبة نحو التسوية مع الفلسطينيين. هذه في أساسها حجة كاذبة ترمي الى تجنيد الاسرائيليين للدفاع عن المستوطنات. صحيح أن احد أهداف حركة المقاطعة الـ « بي.دي.اس » هو اعادة اللاجئين الى اسرائيل، ولكن واضح أن هذا ليس هو هدف الجهات الجدية في العالم، والتي بدأت تفقد صبرها في ضوء الخداع الاسرائيلي: من جهة الرغبة في الانتماء الى الديمقراطيات المتقدمة في العالم، ومن جهة اخرى الاصرار على ابقاء الفلسطينيين في نظام الابرتهايد.

          مخيب للامل على نحو خاص رد فعل قادة المعارضة. فبدلا من الوقوف خلف الحجة التي تقول ان ليس هناك يسار ويمين في كل ما يتعلق بالمقاطعة – ينبغي لاسحق هرتسوغ، تسيبي لفني ويئير لبيد ان يشرحوا للجمهور بان سياسة رئيس الوزراء على مدى سنوات ولايته هي التي توجه الكثيرين في العالم ضد اسرائيل، وتؤدي باسرائيل نفسها – الى المصيبة.