خبر فتاة في عمر 19 دُفنت- هآرتس

الساعة 09:03 ص|09 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق ليئور

          (المضمون: اليسار تحول في الوقت الحالي، في أفضل الحالات، الى حركة لحقوق الانسان عن طريق الجمعيات التي بطبيعتها لا تحارب الاحتلال بل تشكو منه عن طريق نقاش حقوق الانسان في الغرب السخي - المصدر).

          ليست جميلة جدا، وبالتأكيد ليست كاملة، دُفنت في حزيران 1967. كان يمكن أن يحدث غير ذلك، لولا ضغط قائد الاركان على الحكومة، الذي وعد الولايات المتحدة ايضا بانتصار سريع. زأر الرئيس جونسون وضرب على الطاولة عند سماعه تردد حكومتنا، لكن حالة الهذيان بقيت: كنا في خطر وجودي، الامريكيون عارضوا الحرب، انتصرنا وميزانية الامن والجيش ازدادت فورا بمئات النسب المئوية. عما قريب سيأتي المُخلص، في الوقت الحالي حوطوبلي.

          « الصدمة » كانت خدعة عسكرية: أكياس الرمل وتهيئة حديقة مئير في تل ابيب كمقبرة مؤقتة. لقد عرف الجيش ميزان القوى الحقيقي. الجيش المصري بأغلبيته تركز في قلب سيناء وليس على الحدود. كان بالامكان تأخير تجنيد الاحتياط كليا. لكن التنازل عن توسيع الحدود؟.

          الجوع للاراضي حظي بصياغة قضائية: التعويض عن « حرب دفاعية مبررة ». إلا أن الدولة الوحيدة التي قامت بمهاجمتنا، وأخلّت بنزع السلاح من سيناء كانت مصر، واليها بالتحديد أُعيدت المناطق، حتى آخر حبة رمل، بأمر من الولايات المتحدة. القليلون الذين تجرأوا على الوقوف في وجه هذا الائتلاف بعد 1967 حُرموا من فرحة الانسحاب. لأن آلاف أخرى قد دُفنت في 1973، ضحايا رفض التوصل الى اتفاق قبل الحرب (خطة يارينغ التي قبل بها السادات ورفضتها غولدا مئير).

          قبل أن يتم طرده، بدأ اليسار الصهيوني بالتهليل. قسم منه شجع المستوطنات لمنع الاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين. والقسم الثاني اخترع « المناطق كضمانة للسلام »، وكأن اسرائيل وكيلة للامم المتحدة، وليس لديها اهتمام بالمياه والاراضي. باسم « الحق في تغيير الحدود » بقيت الاراضي الفلسطينية مثل عقار كبير ترفض اسرائيل التنازل عنه، وتحدثت عنه بصفته الوعد الالهي، من حبة تراب مسيحانية في اعلان الاستقلال وحتى عالم كامل في المدارس والجيش.

          بعد الاحتلال بعشر سنوات تشكلت حكومة بيغن، ونقلت الجيش من سيناء الى لبنان، ملأت المناطق بالمستوطنات. لم نشهد كارثة سياسية أكبر من هذه الحكومة، فقد دخل الابرتهايد من الباب الرئيسي ونما اليمين كرد على المقاومة الفلسطينية. حياة يومية من الاعتقالات الواسعة، التعذيب، الحواجز، مصادرة الاراضي، اقتلاع الاشجار والاهانة. اتحاد بين المستوطنين والجيش ضد الفلسطينيين. وغياب الجهاز القضائي.

          الحكومة هي حكومة اليمين المتطرف، ووزراؤها هم ممثلو المستوطنين، القوة السياسية الأخطر في الدولة. حلم اليمين بالقضاء على القومية الفلسطينية يخلق الاحتكاكات، وبالتالي تحدث حروب دموية، وأنتم، الوحدة الوطنية، كما أنتم الآن من اجل المقاطعة، من زهافا غلئون مرورا بيئير لبيد وبوجي هرتسوغ وانتهاء بـ أييلت شكيد. باختصار، الكولونيالية التي تحارب من يقاومها، لا يمكنها أن تكون حكومة يسار. ستنشأ حكومة كهذه عندما يمس الاحتلال بمواطني الابرتهايد وليس فقط الفلسطينيين.

          اليسار تحول في الوقت الحالي، في أفضل الحالات، الى حركة لحقوق الانسان عن طريق الجمعيات التي بطبيعتها لا تحارب الاحتلال بل تشكو منه عن طريق نقاش حقوق الانسان في الغرب السخي. هذه « ادارة للصراع » من اليسار. ما الغريب اذا في أن يقع هذا اليسار في شرك الدعاية الاسرائيلية: « هناك دول اسوأ منا في مجال حقوق الانسان ». هذا صحيح، لكن الاحتلال ليس « اخلال بحقوق الانسان »، بل هو مصادرة الحرية الوطنية للشعب الفلسطيني، ولا يوجد لهذا جواب آخر باستثناء مقاومة القمع والاضطهاد.

          وهناك الحالمون بـ « دولة واحدة للشعبين ». حسب التقليد الصهيوني، دون أن نسأل الفلسطينيين. نحن لم ننجح في أن نفرض على اسرائيل الانسحاب الى حدود 1948، فلنفرض عليها اذا ديمقراطية للجميع، اسرائيليين وفلسطينيين. من يقاوم؟ حركة يهودية عربية بالطبع. يا للهول، 7500 يهودي صوتوا للقائمة العربية المشتركة، و440 ألف عربي. أما الباقون – القبيلة البيضاء، غربيون وشرقيون – يعيشون كشعب حر، فيس بوك، مناسبات ذكرى، القدس. شلومو. بالطبع شلومو. وكيف لا؟.

فتاة في عمر 19 دُفنت- هآرتس

بقلم: اسحق ليئور

          (المضمون: اليسار تحول في الوقت الحالي، في أفضل الحالات، الى حركة لحقوق الانسان عن طريق الجمعيات التي بطبيعتها لا تحارب الاحتلال بل تشكو منه عن طريق نقاش حقوق الانسان في الغرب السخي - المصدر).

          ليست جميلة جدا، وبالتأكيد ليست كاملة، دُفنت في حزيران 1967. كان يمكن أن يحدث غير ذلك، لولا ضغط قائد الاركان على الحكومة، الذي وعد الولايات المتحدة ايضا بانتصار سريع. زأر الرئيس جونسون وضرب على الطاولة عند سماعه تردد حكومتنا، لكن حالة الهذيان بقيت: كنا في خطر وجودي، الامريكيون عارضوا الحرب، انتصرنا وميزانية الامن والجيش ازدادت فورا بمئات النسب المئوية. عما قريب سيأتي المُخلص، في الوقت الحالي حوطوبلي.

          « الصدمة » كانت خدعة عسكرية: أكياس الرمل وتهيئة حديقة مئير في تل ابيب كمقبرة مؤقتة. لقد عرف الجيش ميزان القوى الحقيقي. الجيش المصري بأغلبيته تركز في قلب سيناء وليس على الحدود. كان بالامكان تأخير تجنيد الاحتياط كليا. لكن التنازل عن توسيع الحدود؟.

          الجوع للاراضي حظي بصياغة قضائية: التعويض عن « حرب دفاعية مبررة ». إلا أن الدولة الوحيدة التي قامت بمهاجمتنا، وأخلّت بنزع السلاح من سيناء كانت مصر، واليها بالتحديد أُعيدت المناطق، حتى آخر حبة رمل، بأمر من الولايات المتحدة. القليلون الذين تجرأوا على الوقوف في وجه هذا الائتلاف بعد 1967 حُرموا من فرحة الانسحاب. لأن آلاف أخرى قد دُفنت في 1973، ضحايا رفض التوصل الى اتفاق قبل الحرب (خطة يارينغ التي قبل بها السادات ورفضتها غولدا مئير).

          قبل أن يتم طرده، بدأ اليسار الصهيوني بالتهليل. قسم منه شجع المستوطنات لمنع الاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين. والقسم الثاني اخترع « المناطق كضمانة للسلام »، وكأن اسرائيل وكيلة للامم المتحدة، وليس لديها اهتمام بالمياه والاراضي. باسم « الحق في تغيير الحدود » بقيت الاراضي الفلسطينية مثل عقار كبير ترفض اسرائيل التنازل عنه، وتحدثت عنه بصفته الوعد الالهي، من حبة تراب مسيحانية في اعلان الاستقلال وحتى عالم كامل في المدارس والجيش.

          بعد الاحتلال بعشر سنوات تشكلت حكومة بيغن، ونقلت الجيش من سيناء الى لبنان، ملأت المناطق بالمستوطنات. لم نشهد كارثة سياسية أكبر من هذه الحكومة، فقد دخل الابرتهايد من الباب الرئيسي ونما اليمين كرد على المقاومة الفلسطينية. حياة يومية من الاعتقالات الواسعة، التعذيب، الحواجز، مصادرة الاراضي، اقتلاع الاشجار والاهانة. اتحاد بين المستوطنين والجيش ضد الفلسطينيين. وغياب الجهاز القضائي.

          الحكومة هي حكومة اليمين المتطرف، ووزراؤها هم ممثلو المستوطنين، القوة السياسية الأخطر في الدولة. حلم اليمين بالقضاء على القومية الفلسطينية يخلق الاحتكاكات، وبالتالي تحدث حروب دموية، وأنتم، الوحدة الوطنية، كما أنتم الآن من اجل المقاطعة، من زهافا غلئون مرورا بيئير لبيد وبوجي هرتسوغ وانتهاء بـ أييلت شكيد. باختصار، الكولونيالية التي تحارب من يقاومها، لا يمكنها أن تكون حكومة يسار. ستنشأ حكومة كهذه عندما يمس الاحتلال بمواطني الابرتهايد وليس فقط الفلسطينيين.

          اليسار تحول في الوقت الحالي، في أفضل الحالات، الى حركة لحقوق الانسان عن طريق الجمعيات التي بطبيعتها لا تحارب الاحتلال بل تشكو منه عن طريق نقاش حقوق الانسان في الغرب السخي. هذه « ادارة للصراع » من اليسار. ما الغريب اذا في أن يقع هذا اليسار في شرك الدعاية الاسرائيلية: « هناك دول اسوأ منا في مجال حقوق الانسان ». هذا صحيح، لكن الاحتلال ليس « اخلال بحقوق الانسان »، بل هو مصادرة الحرية الوطنية للشعب الفلسطيني، ولا يوجد لهذا جواب آخر باستثناء مقاومة القمع والاضطهاد.

          وهناك الحالمون بـ « دولة واحدة للشعبين ». حسب التقليد الصهيوني، دون أن نسأل الفلسطينيين. نحن لم ننجح في أن نفرض على اسرائيل الانسحاب الى حدود 1948، فلنفرض عليها اذا ديمقراطية للجميع، اسرائيليين وفلسطينيين. من يقاوم؟ حركة يهودية عربية بالطبع. يا للهول، 7500 يهودي صوتوا للقائمة العربية المشتركة، و440 ألف عربي. أما الباقون – القبيلة البيضاء، غربيون وشرقيون – يعيشون كشعب حر، فيس بوك، مناسبات ذكرى، القدس. شلومو. بالطبع شلومو. وكيف لا؟.