51 يوماً لم تشفع لهم

تقرير لا مخيمات صيفية بغزة !

الساعة 08:14 ص|09 يونيو 2015

فلسطين اليوم

عام مرَّ على مرارة وويلات العدوان على قطاع غزة، ولا يستطيع الناظر أن يكتشف مدى تعافي هذه المدينة من مدِّ النار الذي أكل روحها، غزة التي لم تعرف الراحة على مدار 51 يوماً، لن تعرف السكون على مدار سنوات قادمة جراء ما خلفه العدوان، ولكن يبقى السؤال أين دور الحكومة والمؤسسات والمساجد في التخفيف معاناة وآلام سكان غزة والترويح عنهم.

جرت العادة أن يكون الصيف في غزة حافلاً بالمخيمات الصيفية، والدورات المختصة بتعليم الأطفال والترويح عنهم أو تحفيظهم القرآن وتهذيب أخلاقهم، لكن هذا الصيف في غزة شاحبٌ خالي من أي فعاليات، في ظل حالة من الاستغراب من قِبل الأهالي، حيث أن غزة وأطفالها في أمس الحاجة لهذه المخيمات.

وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين « الأنروا » التي تأخرت في عقد « أسابيع المرح » التي كانت توفر فرص عمل لعدد كبير من الشباب العاطل عن العمل، بالإضافة إلى حجم الفرح الذي تضيفه لقلب الأطفال، تاركةً حالة من الاستغراب والسخط والتساؤل من قبل الأهالي عن دورها الحقيقي؟!، خاصة حين يحتاجها المواطن.

حيث أن « الأونروا » قد قررت عقد نشاطاتها الصيفية للأطفال تحت مسمى « أسابيع المرح » خلال الفترة ما بين  21/7 – 13/8 من العام الجاري، في تأخير واضح وفترة أقل مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تعقد فيها هذه المخيمات.

كذلك المساجد التي كانت عامرة بالأنشطة، حيث أن الصيف يبدأ مع نهاية الدوام المدرسي، وعلى خلاف الأعوام السابقة لم تعقد مساجد القطاع الفعاليات أو مجالس التحفيظ التي كان ينتظرها الأهالي بفارغ الصبر، حيث أن الطفل كان يرفه عن نفسه ويستفيد ويتثقف دينياً في نفس الوقت.

ومن الملاحظ كذلك أن الفصائل الفلسطينية كذلك لم تعقد هذا الصيف مخيمات صيفية لأشبالها كما جرت العادة كل عام، ويرجح المراقبون أن الأزمة المالية التي تعاني منها الفصائل الفلسطينية لربما تكون السبب الرئيس في افتقار هذا الصيف للفعاليات والأنشطة.



زقوت: المؤسسات الخاصة في قطاع غزة، تقدم دوراتها بتكلفة عالية جداً، إضافة للمدة القصيرة لهذه الدروات.

وفي هذا الإطار تقول المواطنة أم محمد زقوت أن ثلاثة أشهر مدة طويلة بالنسبة للأطفال، والمؤسسات الخاصة في قطاع غزة، تقدم دوراتها بتكلفة عالية جداً، إضافة للمدة القصيرة لهذه الدروات.

 وأشارت زقوت « بحثت عن أي من المؤسسات الأهلية توفر مخيمات صيفية ولم أجد، سألنا في المساجد عن غياب مخيمات التحفيظ هذا العام ولم نحصل على إجابة، كل ذلك في ظل خوفنا على أطفالنا وقلقنا عليهم من الترويح عن نفسهم بشكل خاطئ، أو ببقائهم في البيوت وتعرضهم للكبت والاختناق الذي يولد التصرفات السلبية ».

الطويل: لا أريد لأطفالي أن يبقوا في الشارع مدة طويلة، وافتقار القطاع للمخيمات الصيفية هذا العام أثر علينا بشكل كبير


وفي ذات الإطار تقول المواطنة وسام الطويل إن لديها 5 أطفال في أعمار متفرقة، وكانت المخيمات الصيفية تملأ صيفهم بالمتعة، بالإضافة إلى الفائدة التعليمية والثقافية التي تعود عليهم من هذه المخيمات.

وأوضحت الطويل « الأطفال يطالبون دوماً بالخروج واللعب وهذا حقهم خاصةً بعد عام دراسي طويل ومتعب، لكن مثلي مثل أي أم لا أريد لأطفالي أن يبقوا في الشارع مدة طويلة، وافتقار القطاع للمخيمات الصيفية هذا العام أثر علينا بشكل كبير ».



أبو خوصة: الحرب لم تنتهي بعد، فبعد عام كامل لا زال العائلات تعاني من التشرد والفقر والوجع، ولا زال الأطفال يعانون من أثار القصف والمشاهد المؤلمة

ومن جانبه أكد المواطن أبو هاني أبو خوصة أن الحرب لم تنتهي بعد، فبعد عام كامل لا زال العائلات تعاني من التشرد والفقر والوجع، ولا زال الأطفال يعانون من أثار القصف والمشاهد المؤلمة، لذلك كان من الضروري أن تنظر الحكومة و« الأنوروا » بعين العطف عليهم.

وأشار: « المخيمات الصيفية للأطفال هذا الصيف كانت توازي في الأهمية إعادة اعمار قطاع غزة، وتعويض الأسر المتضررة، فالانسان أهم بكثير من الحجر، وكان لا بد من التفريغ عنهم وأخذ ما عانوه بعين الحسبان ».

وفي محاولة من « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » في معرفة الجهة المسؤولة عن إقامة المخيمات الصيفية، وجدنا أن الأحزاب كانت تستحوذ على هذه النشاطات في الأعوام السابقة، ومع غياب نشاطات الأحزاب هذا الصيف، غابت صورة المخيمات الصيفية والفعاليات بشكل كبير من الساحة العزية. 

هذا وتبقى المطالب مستمرة بالنظر بمراعاة ظروف هذه المدينة المحاصرة المخنوقة، وسكانها الذين تعرضوا لكافة أنواع الألم، فالمخيمات الصيفية ومثيلها تعد من أبسط الحقوق التي يجب أن توفر لأطفالٍ رأوا ما لا يراه مسنين في بلاد أخر، وكالعادة يبقى شاطئ البحر الذي هو الآخر يعاني من التلوث في بعض مناطقه الملاذ الوحيد والملجأ للعائلات الغزيّة.