خبر ذَبحْنَاكَ يَا عَدْنَان بـ« السَيْفِ الذي كُنتَ تَخْشاه »! .. محمد السيقلي

الساعة 12:52 م|08 يونيو 2015

     على هامش إحدى محادثاتي الهاتفية لأغراضٍ صحفية مع الشيخ المجاهد خضر عدنان، والتي كانت في حينها تَهدِفُ لمناصرة الأسير المقدسي سامر العيساوي إبان إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال، احتجاجاً منه على إعادة اعتقاله؛ قال القيادي عدنان ابو عبدالرحمن بصريح العبارة لفظاً ومضموناً « إنَ أكثرَ ما يَذْبَح الأسير الفلسطيني المُضْرِب عن الطعامِ ضعف التضامن إلى جانبه, وتركه وحيداً في مقارعةِ مخرز الضابط والسجَان الإسرائيلي ».

للأسف ما كان يخشاه الشيخ عدنان في السابق على المضربين عن الطعام في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي، أصبح يتجرع مراراته عياناً بياناً، ولا يخفى على عاقل ولا حتى أعمى « ضُعفَ الفعل التضامني » إلى جانبه في معركتهِ التي يخوضها نيابةً عن الكل الفلسطيني وعن الإنسانية جمعاء، في محاولةٍ منه لكسر قانون الاعتقال الإداري العنصري الظالم.

للأسف ما كان يخشاه الشيخ عدنان في السابق على المضربين عن الطعام في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي، أصبح يتجرع مراراته عياناً بياناً، ولا يخفى على عاقل ولا حتى أعمى « ضُعفَ الفعل التضامني » إلى جانبه في معركتهِ التي يخوضها نيابةً عن الكل الفلسطيني

ولا يخفى على أحد قوة « الفعل التضامني » في التأثير على الرأي العام العالمي، وبالتالي تداعياته وتأثيراته على الجانب الإسرائيلي، كما له تأثير على نفسية الأسير المضرب عن الطعام خاصة، وعلى الأسرى بشكلٍ عام.

من غير مقبول وبدون أي مبرر يُتْركُ الشيخ المجاهد خضر عدنان لقمة سائغة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، القاعدة الأصولية في الدين والسياسة تقول إن لم نقف مع الحق فنحن نصطفُ إلى جانب الباطل، وبالقياس على تلك القاعدة في حالة عدنان نخرج بنتيجة أنه « إن لم نناصر عدنان في معركته مع الاحتلال وإن لم نقف إلى جانب ذلك المشروع الوطني الكبير الجامع المانع فسنكون بتلقائية مقيتة تقوي وتدعم الاحتلال عليه ».

على هامش حديث صحفي آخر مع مختص في شؤون الأسرى، أرجع ضعف التضامن الشعبي والرسمي والفصائلي إلى ثلاثةِ عوامل الأول « النظرة الحزبية للأسرى »، والثاني « فتور دخيل على الجسم الرسمي والشعبي والحزبي »، والثالث انشغال « الكل الفلسطيني بمنغصات الحالة اليومية المعيشية ».

الثلاثية المرفوضة إن كانت موجودة فينا فإننا نعيش مأزق وطني حقيقي وبصريح العبارة مُطالبينَ بمراجعةِ الذات والهوية النضالية الفلسطينية، حيثُ لا يوجد في التاريخ شاهد أو آية على أن أمة أو شعب نام ووهن وانكفأ عن معاناةِ أسير يُدَافِعُ عن كرامتهِ.

القاعدة الأصولية في الدين والسياسة تقول إن لم نقف مع الحق فنحن نصطفُ إلى جانب الباطل، وبالقياس على تلك القاعدة في حالة عدنان نخرج بنتيجة أنه « إن لم نناصر عدنان في معركته مع الاحتلال وإن لم نقف إلى جانب ذلك المشروع الوطني الكبير الجامع المانع فسنكون بتلقائية مقيتة تقوي وتدعم الاحتلال عليه

القاموس الثوري والنضالي والمقاومتي والجهادي لدى شعوب وأمم العالم على مدار التاريخ  يرفضُ ويَنْبُذُ أية مصطلحات أو ألفاظ هدامة والتي هي بمثابة مكابح لحريتها، كالحزبية، والملل الثوري، والانشغال بالخاص على العام، ركائز العمل النضالي مُتجدد، مُستمر، مُبدع، مُتحرك، العمل المقاومتي ليس بالرفاهية في زمانٍ أو مكانٍ ليبرر ضعف تحرُكِه وتضامنه بفتورهِ، الركون لا ينفع ولن يجدي ويؤخر ولن يقدم.

»النظرةُ الحزبية« للأسرى للأسف موجودة في الواقع السياسي التنظيمي الفلسطيني ولا يُنْكِرها إلا أعمى مُكَابِر أو جاهل عنيد، تأطير قضية الأسرى يؤذي المشروع الوطني برمته في الصميم، ومن حق الجميع ان يسأل ما المبرر لصحفٍ ومواقع وفضائيات وإذاعات حزبية تنظيمية أن لا تذكر الشيخ الأسير خضر عدنان إلا على استحياء لرفع العتب فقط؟!، ما المبرر لصحفي حزبي أن لا يعرف كَمْ بَلَغَ عدد أيام إضراب الشيخ خضر عدنان على التوالي؟!، ماذا لو أضْربَ ابن تنظيم فلان؟! هل سيكون الموقف مشابه للحالة الإعلامية المقيتة تلك؟!، ام أنها ستُجَيشُ الصُحُف، وتُفْتَتَحُ الحلقات والموجات المباشرة والمفتوحة عبر المنابر والصروح لنصرة فلان؟ والمطلوب في حالة الشيخ عدنان وكل حالات الأسرى أن نتحلى ويتجلى فينا قوله تعالى: »إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ« .

أما التبرير بالانشغالِ بالهمومِ الداخليةِ على حسابِ الهمومِ والثوابت الوطنية، فمثل أولئك كمن يهتم بالفُروعِ على حسابِ الأصولِ، والسُنَن على حسابِ الفروض، ومثله كمثل من بَاتَ يُصَلِّي فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ عن الفَجر، من يريد للشعب الفلسطيني أن ينشغلَ بهمومهِ اليوميةِ والمعيشيةِ عن ثوابتهِ هو الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من تلك الحالة.

»النظرةُ الحزبية« للأسرى للأسف موجودة في الواقع السياسي التنظيمي الفلسطيني ولا يُنْكِرها إلا أعمى مُكَابِر أو جاهل عنيد، تأطير قضية الأسرى يؤذي المشروع الوطني برمته في الصميم، ومن حق الجميع ان يسأل ما المبرر لصحفٍ ومواقع وفضائيات وإذاعات حزبية تنظيمية أن لا تذكر الشيخ الأسير خضر عدنان إلا على استحياء لرفع العتب فقط؟!

الجانب الرسمي الفلسطيني لا شكَ أنه مُقَصِر بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ فلا فعاليات على المستوى المحلي الداخلي لإثارة الرأي العام الداخلي ليتبعه الخارجي، ولا نشاطات خارجية عبر بعثاته الدبلوماسية ومكاتبه التمثيلية المنتشرة في أكثر من 151 دولة في العالم.

في تلك الحالة لسنا في موضع جلد الذات بقدر أنها محاولة لتعديل المسار الوطني والوقوف والعودة إلى جادة الصواب والحق في مشروعنا الكبير، ولنتعلم من أعداءنا –وليس عيباً أو فيه محدثة أو بدعة- فَهُم يجندون المال والإعلام والسلاح والسياسة والأشخاص داخلياً وخارجياً في حال تاه فرد منهم في الشارع المقابل لبيته؛ وهم بذلك وللأسف وفي ظل واقعنا المرير بتلك النقطة أفضل منا نحنُ أصحاب الحق والمشروع الأصيل.

من وجهة نظري الشخصية والمتواضعة الشيخ عدنان لا يُعلِقُ آمالاً على الجانب الرسمي الفلسطيني -وإن كان مطلوباً-، بقدر ما يُعَولُ على سواعد الشباب، والهامات والقامات الشعبية، والتنظيمات الفلسطينية، وليس هناك مبرر للركون والتعذر، فلا مشكلة ولا حرج إن شاركنا –في اقل الواجب- شعبياً في الفعاليات الميدانية المناصرة للشيخ عدنان، ولا يُضِيْرُنَا تغيير صورة »البروفايل" وتنظيم هاشتاج موحد في مواقع التواصل الاجتماعي المنوعة، وأقمنا الحملات الإبداعية على غرار ما أُنْجزَ شعبياً خلال إضراب الشيخ عدنان الأول أواخر عام 2011م وبداية عام 2012.

معركة عدنان فردية أَصيلة ذات أهدافٍ جماعيةٍ كبيرة، والأصل أن نكون على قدرِ أهدافِ المعركة وتداعياتها، وأن تُجَيَش لها الطاقات بعيداً عن الحزبية المقيتة والتبريرات العفنة فإنَ خير المعركة وريعها سيصيب الكل الفلسطيني، وبعدُ أتساءل ومن خلالكم ماذا لو فَشَلَ عدنان في معركته؟! -والفشل وارد في ظل حالة اللامبالاة والسبات العميق لدى الكل بلا استثناء- من يغفر لنا تلك الخطيئة الدينية والسياسية والوطنية إن بِعْنَا عدنان بتقصيرنا؟!، هل سَيثقُ الكل الفلسطيني في نضاله بعدها؟!، إن لَمْ نصطفْ إلى جانب عدنان في معركته ومعركتنا هل سيَقْدِم أسير آخر على خطواتٍ مماثلة؟!، ومن يتحمل في حال الفشل –لا قدر الله- تداعيات العودة للوراء في إنجازات الحركة الأسيرة وقادمها المجهول؟!

#‏كلنا_خضر_عدنان