خبر كشف الحقيقة مقابل المقاطعة- اسرائيل اليوم

الساعة 10:24 ص|08 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. أودي لابال

 (المضمون: ردا على المقاطعة فان على اسرائيل أن تكشف ما لديها من صور وبروتوكولات وأسرار عن القيادة الفلسطينية لكي يتعرّف العالم والفلسطينيون بالذات على قيادتهم الحقيقية - المصدر).

 

          تهديدات المقاطعة الدولية تثبت أنه لا يوجد وقت لبناء رواية أو تاريخ. الايديولوجيا تتطور بسرعة، مثل الموضة، مع قابلية كبيرة للتحول. بنفس السرعة التي يحبون فيها جهاز نقال، وفي اليوم التالي يلقى في سلة المهملات من اجل الجهاز الجديد. في القريب سنحتاج الى نقاش طرق التعليم للمراحل المتوسطة والاكاديمية التي أخذت في التلاشي أمام جيل غير مستعد لأن يستمع لساعات متواصلة لمحاضرة اكاديمية والانفصال عن الجهاز النقال. وستكون هناك حاجة الى تحويل المشكلة الى حل (محاضرات في الانترنت، تمارين من خلال الاتصال عن بعد)، وبنفس القدر، في العالم الدبلوماسي والمعلومات الدولية يجب التفكير بطرق جديدة نضيفها الى أدواتنا الموجودة.

 

          ركزت اسرائيل حتى الآن على المواجهة العسكرية، وتمت ملاءمة المعلومات بطريقة تلائم الجهود العسكرية، لكن التفكير العسكري والأمني هو بالتحديد ما يُفشل ويمنع النجاح في المجال الدبلوماسي والسياسي. يجب تغيير الأساس التكنولوجي والاستخباري والمنطق العسكري لصالح الجهد الدعائي في بضعة مجالات:

 

          التكنولوجيا العسكرية تُمكننا من متابعة من يريد تنفيذ العمليات. بعد كل احباط لعملية من خلال القصف، يؤكد سلاح الجو مصداقية القتل من خلال الصورة لحاملي الحزام الناسف. تلك التكنولوجيا تستطيع ايضا تصوير العنف ضد النساء، أو معارضي النظام وغيرها. العالم يهتم جدا بخرق حقوق الانسان والمس بالنساء. ليشاهد العالم يوميا، ببث مباشر، ما يحدث في البيوت وفي المحاكم الاسلامية وفي شوارع غزة: في المستشفيات وفي المقابر في رفح. لقد شكل انسحاب اسرائيل من غزة كارثة بالنسبة للمرأة الفلسطينية، وعلمانيون آخرون تم اعدامهم في الاسبوع الاول لسلطة حماس، وبعضهم تم رميه من فوق الأسطح وآخرون تم رجمهم في الشوارع حتى الموت. ليشاهد العالم الحقوق التي « تدوسها اسرائيل » والحرية الممنوعة من « الاحتلال ».

 

          توجد للموساد طرق للكشف عن الارهابيين الكبار في الخارج، والأوكار الارهابية ومخططي العمليات. في لقاءات « تجارية »، وبتجنيد الاموال وبانشاء الخلايا – كلها موثقة ومصورة، واحيانا يتم تسليمهم أو اعتقالهم. لتشكل هذه أدوات لدى وزارة الخارجية – الكشف عن الحسابات البنكية والخزنات التي توضع فيها المليارات التي تصل كمساعدة ودعم. ليوثق المخربون ومن معهم في النوادي الليلية والفنادق الفخمة، ولتُبث بشكل حي ومباشر « الخدمات الخاصة » التي تصل الى غرفهم. بعد سنوات من سقوط الجدار تم نشر مذكرات رئيس جهاز الاستخبارات في رومانيا، الذي تحدث عن سلوك ياسر عرفات في الغرف المغلقة. ليشاهد الجمهور الفلسطيني ومن يؤيده في العالم كيف يطبق كل « محارب حرية » قوانين الاسلام، وأين يتم استثمار اموال الثورة الفلسطينية التي وضعت تحت عنوان « انقاذ المقهورين ».

 

          أرشيف الدولة وأرشيف الجيش يعملان حسب « التوقيت العسكري » ويمنعان نشر المواد عشرات السنين من اجل عدم الحاق الضرر بأمن الدولة. لكن ما هو صحيح في المنطق العسكري عكس ما هو في المنطق الدبلوماسي. ليتم كشف جميع الاتفاقات، والمفاوضات والبروتوكولات: اوسلو، اتفاقات واي، كامب ديفيد وأنابوليس. لن يكون لهذا الأمر تأثير ايجابي على الثقافة السياسية الاسرائيلية فقط: لا توجد أساطير بعد الآن ولا دعاية، بل قدرة حقيقية على رؤية ما اقترحته القيادة الاسرائيلية.

 

          ليشاهد العالم، والفلسطينيون بالذات، كم مرة كان يمكنهم الحصول على دولة. في الحقبة العسكرية السرية كانت الدبلوماسية السرية مطلوبة. التحدي الذي أمامنا يستوجب دبلوماسية شفافة، حيث لا مكان للتحليل والتفسير حول من هو المسؤول عن الاحتلال والعنف.

 

          اذا كان هنا أسود وهناك أبيض – يجب الغاء التعلق بالوساطة الدولية. لأن هذا لن يلغي المقاطعة، لكنه بالتأكيد سيساعد على كشف الحقيقة. واذا كانت الحقيقة موجودة فعليا – فليس هناك سبب أن لا تكون موثقة.