خبر المخاطر مقابل الفرص - يديعوت

الساعة 10:06 ص|07 يونيو 2015

فلسطين اليوم

لنفكر بمسار سياسي جديد

بقلم: جدعون ساعر

وزير الداخلية السابق وزميل كبير في معهد بحوث الامن القومي حاليا

تستدعي التغييرات الدراماتيكية في الشرق الاوسط من اسرائيل اعادة التفكير بالمسار السياسي لتحدد، الى جانب المخاطر، الفرص ايضا. فاعادة التفكير واجب. مبادرة سياسية اسرائيلية، تأتي في اعقابها، ستساعد اسرائيل على تحقيق مصالحنا الوطنية في الساحة الدولية.

أن المفاهيم السياسية الاساس التي تبنتها حكومات اسرائيل في الماضي في السياق الفلسطيني ايضا، لم تعد بالضرورة ذات صلة او سارية المفعول اليوم. هكذا مثلا، مفهوم تبادلية، الذي قدس المفاوضات المباشرة (في السياق الفلسطيني وبشكل عام) بصفتها الطريق الوحيد الذي يمكن أن يحقق التقدم او النتائج، يبدو اليوم منقطعا عن الواقع.

 

          في كتابه الاخير « نظام عالمي » يقف د. هنري كيسنجر على الضعف الفلسطيني، ويستخلص منه الحاجة الى اطار اوسع للمسيرة السياسية، لغرض الحصول على دعم فاعل من حكومات اخرى في المنطقة، ولكن ايضا لان الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي هو عنصر واحد فقط في النظام الاقليمي.

 

          في الماضي عارضت اسرائيل مرات عديدة وجود سياقات سياسية تخرج عن النطاق التبادلي في ضوء الخوف من أن يعظم الصوت العربي الموحد الضغط عليها ويثقل على قدرتها الوصول الى نتائج. اما التطورات في المنطقة، وعلى رأسها سعي ايران الى الهيمنة الاقليمية والى السلاح النووي، وكذا صعود داعش، فانها تخلق تطابقا واسعا في المصالح بين اسرائيل وانظمة العربية البراغماتية، بما فيها السعودية، مصر والاردن. والشراكة الاقليمية الموحدة حول صد الاسلام المتطرف في المنطقة ضرورية اليوم لهذه الانظمة بقدر لا يقل عن ضرورتها لاسرائيل.

 

          والى ذلك مطلوب اعادة تفكير ايضا في طيف الامكانيات لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فجمود اوسلو وفكرة الدولتين في الارض المحددة التي بين البحر والنهر اوصلتنا مرة تلو الاخرى الى المأزق. وليس هذا فقط: هناك أكثر من شك في أن يكون بوسع مثل هذا الحل أن يوفر الامن للدولة اليهودية، ويوفر دولة قابلة للعيش للفلسطينيين.

 

          في حينه اقترح اللواء احتياط غيورا ايلند سرق الاوراق في الفكرة الجريئة المتمثلة بتبادل الاراضي في السياق الاقليمي، بما في ذلك دول اخرى كمصر والاردن. هناك مجال لاستيضاح امكانية تحقيق هذه الفكرة على اساس المصالح المشتركة. في مثل هذا النموذج تكمن فضائل لكل الاطراف، وهو يمنع المساس بالمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة.

 

          ولكن في الوقت الذي لا توجد فيه أي ضمانة في أنه من الصحيح لنا أن نقفز « قفزة رأس » كهذه مباشرة نحو التسوية الدائمة، فان شراكة اقليمة كهذه مع الانظمة البراغماتية يمكنها أن تحقق اهدافا اكثر تواضعا ولكنها هامة. هدف واحد كهذا هو اعمار قطاع غزة، الذي يعكس مصلحة مشتركة وفي وسعه أن يؤجل المواجهة التالية.