خبر انتصارنا في الفيفا أشبه بانتصارنا في حرب غزة... هآرتس

الساعة 08:40 ص|05 يونيو 2015

بقلم

(المضمون: لا يمكن ان يطردونا من الفيفا، نحن بحاجة لاخراج كراهيتنا، على الاعداء، الفرنسيين والالمان والهولنديين. وانتصارنا في الفيفا اشبه بانتصارنا في حرب غزة - المصدر).

في الحقيقة، قال ع.، أسفت لأنهم لم يطردونا، أردت أن يحدث هذا، أردت أن أرى في التلفاز وجه ايلي غوتمان عندما يحدث ذلك، أردت أن أسمع مشجعي بيتار عندما يحدث ذلك. نعم. قال ع. أردت أن يطردوهم. إنتبه، أنا أقول « هم » عن قصد وليس « نحن ». الفريق ليس نحن، ومكابي تل ابيب ليس نحن، والسياسيون الذين يقولون لا توجد سياسة في الرياضة ليسوا نحن. أنا لا أتضامن معهم وهم لا يمثلوني. لا تنظر لي هكذا، أنا أدفع الضرائب وأقف دقيقة صمت عند اطلاق الصافرة، لكن تضامن؟ هذا لن يحصلوا عليه، لست مدينا لهم بأي شيء، أليس كذلك؟.

حذّرت ع. من أن اقواله قريبة من تجاوز الحدود الفاصلة بين الرأي والخيانة. وسألته مع من يتضامن، من يمثله. الجواب كان ذكر فريق كرة قدم لن أذكر اسمه حفاظا على احترامه. لكني أستطيع فقط القول إنه فريق ثانوي يصعد ويهبط بين الفرق مثل النملة التي تحاول الصعود في الحمام. سألت ع. اذا كان التضامن مع الفريق الهامشي سيدوم الى الأبد. إجابته كانت نعم، لكن بنوع من الأسف. الى أبد الآبدين، وسبب حبي هو صلة الدم. عندما ولدت كانت هناك، وماذا كان باستطاعتي أن أفعل؟ كنت سأكون مسرورا لو كنت ولدت في برشلونة. لكن هذا لم يحدث.

أشرت له أن الفريق ليس بالضبط ملك له، بل يعود الى مليونير يشعر بالملل وقام بشرائه. عندها انتفض وقال: مليونير يذهب ومليونير يأتي. لكن الفريق يبقى له. هذا الفريق، قال ع، يعود لي، للماضي الخاص بي، لبناتي ولكل ما أتذكر منهم، المكان الذي ولدت فيه تغير ولم أعد أعرفه. لكن ما أهمية ذلك؟ فذاكرتي لا تتغير، إنها ترافقني وكذلك الفريق، هل يستطيع أحد أن يأخذهما مني؟.

يجدر أن أذكر هنا أن كرة القدم لا تهمني ولا تهم اصدقائي. بالنسبة الينا كرة القدم هي تسلية متدنية للرعاع. ع. هو دجاجة غريبة بيننا، يحب القراءة والموسيقى، وقد أخفى على مدى السنين علاقته بالفريق. وقد كان مثلا يمضي ساعات أمام الانترنت باحثا عن المدافع من جهة اليمين، ووصل الى مواقع لم تطأها قدم أي انسان من قبل.

السؤال هو كيف أدمن على هذا الشيء الصبياني رغم أنه رجل كتاب. ع. أجاب أن الحكومة هي المسؤولة عن ذلك. الحكومة وسياستها؟ سألت

واجاب نعم. أنا بحاجة الى شيء اتضامن معه، شيء اتمسك به ويصبح جزءا مني. مع هذه الدولة لا أتضامن وانا لا اعرفها، لا اريد التمسك بها او التحول الى جزء منها، والفريق الان هو دولتي، انتظر، انتظر، قلت له، ستدفع غاليا ثمن هذا الكلام، واشرت ان رئيس الحكومة نفى وجود اية صلة بين السياسة والرياضة. واجاب ع على هذه الملاحظة بانفعال شديد، وكلمات من نوع « كاذب » و « متصنع » كانت الاقل صعوبة في كلامه.

ليقل ذلك لبيتار التي لا تشرك العرب، ليقل ذلك لميري ريغف، التي تعتقد انه لولا الدهاء لما بقينا في الفيفا. وسألته هل انتصرنا هناك؟ فقال لم لا؟ اذا انتصرنا في « الجرف الصامد » لم لا ننتصر في جنيف.

قلت له ان هذا كلام من يكره شعبه وبلده، فقال فليكن، واضاف، كيف ارتجف في الاسبوع الماضي لمجرد التفكير انهم سيطردونا. نحن مرتبطون بالعالم، ولا نستطيع بدونه. ولكن ننسى ذلك دائما، نتصور اننا نستطيع عمل كل شيء لوحدنا، نقول جيد، « الفيكسيز » لن يعرضوا هنا ولن يشتروا فلافل منا في اوروبا، لا بأس، نستمع الى كوبي اوز ونأكل فلافل، ولكن كرة قدم؟ كيف يمكن اخذها منا. لقد شعرنا بالوحدة والضياع في جنيف، فلا يمكن ان تلعب كرة قدم مع نفسك. انت بحاجة لاحد كي تلعب معه. صحيح؟؟ واذا كنت تلعب انت تريد الفوز؟ ويقول ع ستوافقني الرأي انه من الافضل ان تنتصر على حد تكرهه. هذه هي النقطة. نحن لا نستطيع بدون هؤلاء غير اليهود، ولن نسمح لاية فيفا ان تأخذ اعدائنا. ماذا سنفعل بالكراهية التي لدينا. بدون الفرنسيين والالمان اللاساميين، والهولنديين الذين سلموا آنا فرانك. على من ستخرج كراهيتنا – على العرب مرة اخرى؟