خبر لله درّك من فارسٍ ما أعظمك!

الساعة 08:05 م|04 يونيو 2015

فلسطين اليوم

كتب / عبد الله الشاعر

ثمة عظماء لا يملّ المرء الحديث عنهم.. يمنحونك طاقة الإبداع ، وتكتسي لغتك في حضورهم بالشموخ والصلابة، ويصير لكلماتك ألقها وفاعليتها

هؤلاء هم القلة في زمن الغثاء..

لكنهم إذا ما حضروا ملأوا كل الفراغ، وأعطوا للوقت معناه، وللغة جاذبيتها، وللكرامة قداستها

يكتوون بنار الواجب ولا يصرخون... وتئن قلوبهم تحت وطأة الحزن ولا يستسلمون..

يمنحونك أعينهم لتبصر بها ، ويمنحونك قلوبهم لتحمل همومك ، ويمنحونك كاهلهم لتلقي عليها بكل متاعبك .

حضورهم حياة، وغيابهم فقدٌ ويُتمٌ وتيه..

يجوعون لنشبع عزة وكرامة... وينزفون أعمارهم ليمنحونا أعماراً لا يُكدّرها القيد ولا تبتلعها المنافي والسجون.

يصنعون بأيديهم خبزنا....يُضمدون بصمودهم أرواحنا ، ويَعْصِبون بأمعائهم جراحاتنا النازفة .

هؤلاء هم العظماء في هذا الزمن المشبع بالبؤس

وهؤلاء هم العظماء الذين لا نملّ الكتابة عنهم.

نتقرّب إلى الله من خلالهم ... ونعلن انحيازنا للحق بالانتصار لمظلوميتهم وجهادهم العظيم، وثباتهم رغم المحيط الذي يُروّج للانهيارات ، ويمنحها وسام العقلانية والفضيلة.

هؤلاء هم الذين يستحقون أن تُعلن أقلامنا ولاءها لهم... للبطولات التي يجترحونها... وللكرامة التي يصنعونها رغم أنف الطغاة والمستكبرين

خضر عدنان، أيها المعجون من طهرٍ وإباءٍ وشهادة

ها أنت تعيدنا إلى مربّع الشموخ ، لنرمّم أرواحنا من آثار الوهن ، ونزيل ما علق بها من خذلان

 وعلى توقيت جوعك  نضبطُ  خطانا... ندركُ سرّ الإرادة إذا ما أرادت الانتصار للواجب، وانتزاع الحياة الكريمة من براثن الموت .

أينما ولّيتَ في محاريب الكرامة والإباء وجهك

فثمَّ وجهُ الخضر العدنان، ويقينهُ المُشهرُ في وجه الموت!

لله درّك من فارسٍ ما أعظمك !

خضر عدنان ، سر حيث شاء لك الحق، فأنت المنتصر، والطغاة هم المهزومون.