خبر الإمام الخميني مظهر وتجسيد عيني لحركة اطلقها الشعب الإيراني

الساعة 03:19 م|04 يونيو 2015

فلسطين اليوم

أكد قائد الثورة الإسلامية القائد علي خامنئي أن شخصية الإمام الخميني الراحل (قدس) لا ترتبط بمجرد كونه فقيها وفيلسوفا متميزا، موضحا أنه مظهر وتجسيد عيني لحركة اطلقها الشعب الايراني.

وقال قائد الثورة الاسلامية خلال خطابه في مراسم إحياء الذكرى الـ 26 لرحيل الإمام الخميني إن تحريف الشخصيات يأتي بسبب الجهل بها او تفسيرها بشكل خاطئ، وإن تحريف شخصية الإمام الخميني وآرائه يؤدي الى تكبد خسائر جسيمة.

وأضاف القائد الخامنئي ان الإمام الخميني مظهر وتجسيد عيني لحركة اطلقها الشعب الإيراني، وأنه لا ديمومة لطريق الإمام الخميني الا بالتعرف الصحيح على شخصيته، مؤكدا أنها لا ترتبط بمجرد كونه فقيها وفيلسوفا متميزا.

وأشار الى أن الإمام الخميني نهض بالجهاد في سبيل الله وأسس لهذه الحركة العظيمة، وقام بمبادرتين عظيمتين في ايران هما الاطاحة بالملكية الوراثية المنبوذة وتأسيس نظام حكم قائم على الإسلام، وأن الامام الخميني كان مصداقا للجهاد في الله حق الجهاد، وإنه إلتزم بالجهاد في سبيل الله بكل أشكاله.

وقال إن المنظومة الفكرية للإمام الخميني لها خصوصيات تعبر عن مدرسة متكاملة، وكانت تواكب العصر وتهتم بما تبتلي بها المجتمعات الاسلامية، موضحا أن طريق الإمام كان عمليا فحقق النصر والتقدم الى امام.

واضاف السيد خامنئي إن الشعب الإيراني كان تابعا وارادوا فرض ثقافتهم عليه لكن الإمام الخميني حوله الى شعب متحفز متطلع للأمل لتحقيق اهدافه الكبرى، وأن الشعب الايراني انتقل من حالة السبات والغفلة بفضل نهضة الامام الخميني، مبينا أن الشعب الايراني سيتلقى صفعة إذا اضاع طريق الامام الخميني او ابتعد عنه.

وحذر من أن الاستكبار العالمي لن يغض الطرف عن الشعب الايراني او الكف عن التآمر ضده، وقال إن الاعداء سيتراجعون اذا شعروا بأن الشعب الايراني قد بلغ مبلغ التقدم، معتبرا أن الأخطار المحدقة بالشعب الإيراني تكمن في تحريف شخصية الامام الخميني، مشددا على أن خطر تحريف شخصية الإمام يجب أن يكون ماثلا أمام انظار الجميع، وقال: سيأتي أناس يقدمون الإمام الخميني ويعرفونه بحسب أذواقهم.

وقال  السيد خامنئي إن معرفة شخصية الإمام تتم عبر قراءة مبادئه وأفكاره في حركته الثورية، وإن حياة الإمام الخميني كحياة سائر الناس فيها الكثير من التطورات والأحداث، وإن معرفة شخصية الامام الخميني تتم عبر مبدأ الايمان بالاسلام المحمدي الاصيل ونبذ الاسلام الاميركي، مشيرا الى أنه لا يمكن التعامل بانتقائية مع مبادئ الإمام الخميني وافكاره.

واضاف: التيار المنحرف لداعش والقاعدة وامثالهما مدعوم من اميركا و« اسرائيل »، والاسلام الاصيل هو الاسلام الذي يعتمد الكتاب والسنة والتحقيق العلمي، ويقوم على أساس الاستنباط وما تحتاجه المجتمعات، اما اسلام السلاطين واسلام داعش فهو الذي لا يهتم بجرائم الصهيونية.

وأوضح السيد علي خامنئي أن الامام الخميني كان حاسما وحازما في قراراته وجياشا في عواطفه، وكان صريحا لأنه كان يعتمد على الله، ولم يكن يجامل في القضايا، مؤكدا على أنه لم يكن يعول على وعود المستكبرين.

من يبث الفرقة بين المسلمين يعمل لصالح المخابرات الاميركية والبريطانية

وجدد قائد الثورة موقف ايران الداعم للقضية الفلسطينية والنابع من نهج الامام الخميني الراحل الداعم للمظلوم أمام الظالم، مشيرا الى ان القضية الفلسطينية ستبقى القضية الاهم للنظام في الجمهورية الاسلامية ولن تخرج من اولوياته.

وتابع كلامه بالقول، اننا بالقدر الذي نعارض الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني في غزة، نعارض ايضا قصف الناس الابرياء في اليمن، وكما نعارض الاجراءات القاسية بحق الشعب البحريني نعارض قصف الطائرات من دون طيار الاميركية للشعب الافغاني والباكستاني.

واعتبر القائد الخامنئي القضية الفلسطينية ساحة للجهاد الواجب والملزم اسلاميا، مؤكدا لا أمر سيبعد ايران ويفصلها عن هذه القضية بالرغم من وجود بعض الاشخاص المتقاعسين في فلسطين نفسها عن هذا الواجب، مضيفا ان ايران تأييد موقف الشعب الفلسطيني والمقاومين هناك.

وحول تمسك الامام الخميني باستقلال البلاد وعدم تبعيتها لقوى الهيمينة قال قائد الثورة الاسلامية ان احد ابرز صفات مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الراحل كانت مقارعته لهيمنة القوى الكبرى بهدف حفظ استقلال البلاد وسيادتها، واليوم فرض الحظر على ايران من قبل هذه القوى جاء ليستهدف استقلال البلاد وسيادتها ومن هنا نطالب الجميع باليقضة تجاه هذه الامر والعمل على تعزيز استقلال البلاد.

وحذر قائد الثورة الاسلامية من تحركات الاعداء الرامية الى استهداف الوحدة الوطنية في ايران وتحركهم من أجل بث روح الفرقة والفتنة بين المسلمين، مشيرا الى طرح الاعداء مصطلح لما يسمونه « بالهلال الشيعي » في هذا الاطار كنموذج من التحركات الفتنوية الرامية الى ضرب الوحدة الاسلامية، مؤكدا ان ايران بعيدة كل البعد عن اتخاذ مواقف طائفية لانها وقفت الى جانب المقاومة اللبنانية الشيعية مثلما ساندت المقاومة الفلسطينية السنية، وانها عملت على تجسيد مفهوم الامة الاسلامية على أرض الواقع.

وأكد ان من يبث الفتنة من الشيعة أو من السنة في صفوف المسلمين أنما هو يعمل لصالح المخابرات الاميركية والبريطانية وهو يستهدف الشيعة والسنة على حد سواء.