خبر هدف ذاتي- يديعوت

الساعة 10:16 ص|03 يونيو 2015

فلسطين اليوم

هدف ذاتي- يديعوت

 التصويت في الفيفا جعل جبريل الرجوب عدو العالم العربي

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: الرجوب عالق في رام الله، إذ لا يمكنه ان يترك السلطة الفلسطينية لا عبر مطار بن غوريون ولا عبر مطار عالية في عمان الذي يسمى كمفارقة على اسم الاميرة الفلسطينية الراحلة وأم الامير علي والاميرة هيا - المصدر).

          صباح يوم الجمعة فقط كان جبريل الرجوب هو رمز الكفاح الفلسطيني ضد اسرائيل. فقد وصل رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني الى مؤتمر الفيفا في سويسرا في محاولة للعمل على اقصاء اسرائيل من كل مباريات كرة القدم الدولية، وفي اللحظة الاخيرة فقط تحقق خلف الكواليس توافق منع التصويت على ذلك. أما الان، بعد خمسة ايام من ذلك، وبسبب ذاك اليوم المصيري في زيوريخ، يجد الرجوب نفسه يتعرض للهجوم من كل الاتجاهات.

          لقد بدأت مشاكل الرجوب فور الحل الوسط مع اسرائيل، يوم الجمعة، حين اتهموه في غزة بالاستسلام وانتقدوا موافقته على مصافحة رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلية عوفر عيني. اسرائيل هي الاخرى من جهتها، غضبت على الرجوب بسبب الحملة التي قادها ضدها في الفيفا، حتى وان كانت انتهت بتفاهمات وليس بالتصويت، فانها نجحت في احراجها – ولا سيما جعلت خطر المقاطعة تهديدا حاضرا تقريبا في كل هيئة دولية. وذلك بعد أن قبل سنتين فقط ملت القدس سلسلة التشهيرات من جانب الرجوب ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسحبت منه مكانة الشخصية الهامة جدا وحظرت عليه السفر الى الخارج عبر مطار بن غوريون.

اما الان فليست اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي اصبح فيها الرجوب شخصية غير مرغوب فيها في اراضيها – والسبب في ذلك هو تصويت آخر في مؤتمر الفيفا يوم الجمعة، والذي تم بالفعل. فقد وصل رئيس الاتحاد الفلسطيني الى زيوريخ مدعوما بريح اسناد من جانب الاتحاد الاردني، ومن جهته يعرب عن تأييده للامر الاردني علي – الاخ غير الشقيق للملك عبدالله – الذي تنافس على منصب رئيس الفيفا. ولم يفز علي في نهاية الامر بالمنصب، ورأى خصمه سب بلاتر ينتخب لولاية خامسة في المنصب، ولكن يبدو ان هذا لم يكن ذنب الرجوب – الذي حسب ادعائه في ذاك اليوم، منحه صوته. أما امس، مع ذلك، فقد انكشف بان هذه لم تكن الحقيقة – وان المندوب الفلسطيني صوت بالذات لبلاتر. في قيادة الفيفا اعربوا حتى عن العجب من اصرار الرجوب على الادعاء بانه صوت للامير الاردني، بعد أن وثقته كاميرات التلفزيون يحتفل بانتصار خصمه.

أما النفي القاطع الذي اطلقه الرجوب على مسمع من محرري الصحف في عمان فلم يجدِ نفعا. « كعادته، الرجوب يكذب بوقاحة »، كتب، وموقع الاخبار « المصدر » نشر سلسلة من الكاريكاتيرات المهينة بنجوميته.

وهكذا اصبح التصويت حادثة دبلوماسية، واضطر رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن الى الحجيج الى منزل الامير علي في عمان « للاعتذار على الخلل »، وهدد باطاحة الرجوب من رئاسة الاتحاد اذا ما اصر الدفاع علنا عن قراره. وهكذا عبر عمليا عن الغضب في السلطة الفلسطينية على خيانة رئيس اتحاد كرة القدم للامير علي – الغضب الذي لم يهدأ حتى بعد استقالة بلاتر أمس. وحتى سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل عرفات دعت الى احالته عن منصبه.

أما الرجوب من جهته، فاتهم اسرائيل وكبير فتح وعدوه اللدود محمد دحلان، بانهم « تآمروا، اثاروا الشقاق وروجوا الاكاذيب ». وطريقه عائدا الى رام  الله شقه بحذر: بداية سافر الى تونس؛ وبعد ذلك، فحص لدى السفير الاردني اذا كان سيسمح بدخوله الى المملكة؛ وبعد ان تلقى جوابا بدا له ايجابيا، طار الى عمان. غير أن في حينه، انتظرته مفاجأة: رجاله وهو ادخلوا الى السيارات المحصنة وارسلوا الى معبر الحدود في جسر اللنبي. وكانت الرسالة واضحة: لا تعود الى الاردن، ليس مرغوبا فيك هنا.

واذا لم يكن هذا بكاف، فقد نجح الرجوب في أن يتنازع ايضا مع إمارة دبي في الخليج الفارسي. فالاميرة هيا هي شقيقة الامير الاردني علي، وهي التي أدارت له حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا. وقد تابعت بغض كبير السلوك المتذبذب لرئيس الاتحاد الفلسطيني، فقررت هي ايضا ابعاده من بلادها.

أما الان فالرجوب عالق في رام الله، إذ لا يمكنه ان يترك السلطة الفلسطينية لا عبر مطار بن غوريون ولا عبر مطار عالية في عمان الذي يسمى كمفارقة على اسم الاميرة الفلسطينية الراحلة وأم الامير علي والاميرة هيا.