خبر انزعوا فكرة طرد « إسرائيل » من رؤوسكم!!

الساعة 10:18 ص|02 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم : أمجد الضابوس

حين يتبارز المتبارزون في المعارك، تُقاس نتائج المعركة، من حيث النصر أو الهزيمة، النجاح أو الفشل، بمدى تحقيق كل طرف، للأهداف التي وضعها قبل خوض المعركة.. وما خاضه اتحادنا الكروي، في مسعاه لتعليق عضوية اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، في كونغرس الفيفا الأخير، أشبه بالمعركة، المنتصر فيها هو الطرف، الذي تمكّن من تحقيق أهدافه.

ولكي نُحدد، من هو الطرف المنتصر، من الطرف المهزوم، يجب أن نقيس ذلك، من خلال تحديد الأهداف الموضوعة، خاصة من قِبل اتحادنا الكروي، الذي رصد عدة أهداف، وتحرك على أكثر من صعيد، وفي أكثر من اتجاه، وتعرض لضغوطات من أجل ثنيه، عن المضي قُدماً في تحركاته الهادفة، إلى تعليق عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية للعبة الشعبية الأولى في العالم.

وفق هذه الرؤية، يحق لأي مهتم بمتابعة تفاصيل القضية، وما آلت إليه من نتائج، بعد اختتام أعمال كونغرس الفيفا، وسواء كان مع شخص رئيس الاتحاد، اللواء جبريل الرجوب، أو ضده، الحُكم بنجاح المسعى الفلسطيني، أو فشله، بدون أي تجريح أو اتهام، وبدون أي تصنيفات، من تلك النوعية، التي أدمنّا على رمي المخالفين بها، ووضعهم في خانة، إما وطني أو عميل، خائن أو أمين.

هذا هو بيت القصيد، في تقييم الحراك الفلسطيني، لمن أراد أن يلامس الحقيقة، بدون خداع أو تضليل، أو دغدغة لعواطف الجماهير.

والآن، دعونا نفكر بعقلانية، هل فعلاً بإمكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أو أي جهة فلسطينية، أو غير فلسطينية، طرد إسرائيل من الفيفا؟

قدّم اتحادنا الفلسطيني من الأدلة، ما يكفي لإدانة إسرائيل، ويعرضها للعقاب، بسبب مخالفتها للمواثيق الدولية الرياضية، بل ووجد تعاطفاً غير مسبوق، من أجل نيل حقوقه، التي كفلتها هذه المواثيق، ولكن، عندما دقّت ساعة الحقيقة، وجدنا أن كثيراً من المتعاطفين مع معاناة الكرة الفلسطينية، الأشقاء قبل الأصدقاء، هم أول من بدأوا بممارسة الضغوط على اتحادنا الكروي، وهذا ثابت بشهادة اللواء الرجوب، الذي أكد أن رؤساء الاتحادات القارية، التمسوا سحب الطلب الفلسطيني بتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا.

ومادام هذا هو حال، مَن كنّا نُعوِّل عليهم، في دعم الطلب الفلسطيني، وهؤلاء باقون في مناصبهم، ومن المستحيل أن تتغير مواقفهم من مطلبنا العادل، ازداد يقيني، بأن اتحاد الكيان، سيبقى دائم العضوية في الفيفا، ولن يجرؤ أحد، على مس عضويته، لا بالطرد، أو التعليق، لا في الحاضر، ولا في المستقبل. لذلك أدعوكم جميعاً، سواء كنتم مع، أو ضد، موقف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: انزعوا من رؤوسكم، حكاية طرد إسرائيل من الفيفا.

هذه ليست دعوة لليأس، ولكنها الحقيقة، التي يدركها الجميع، فصراعنا الرياضي مع دولة فوق القانون، ويخشى من مواجهتها، غالبية المنضوين، تحت مظلة المؤسسات الرسمية العالمية، والفيفا ليست استثناء من هذه القاعدة.

 إن هذه المعطيات، تثبت شجاعة التحرك الفلسطيني، في تصديه لجبروت الاحتلال، لكن هذه الشجاعة، لا تنفي، أن الثقة بمكانة الاتحاد اهتزت، نتيجة التباين، في تفسير وتبرير، تعليق الطلب الفلسطيني، بين المؤيدين والمعارضين، الأمر الذي يتطلب من اتحاد اللعبة، راهناً ومستقبلاً، العمل على مواصلة كفاحه لنيل حقوقنا المشروعة، مع توضيح المطلوب من المساعي الفلسطينية، حتى يتلاشى أي أخطاء محتملة، ولا يُعطي الفرصة، أمام أي متربص، يريد الاصطياد في المياه العكرة.