خبر نتنياهو فتح جبهة ضد « بي.دي.اس » وقوّى المقاطعين- هآرتس

الساعة 09:30 ص|02 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حامي شيلو

 (المضمون: إن وضع شخصية مختلفا فيها مثل شلدون ادلسون في مقدمة الصراع ضد الـ « بي.دي.اس » يعطي هذا الصراع بُعدا يمينيا محافظا وجمهوريا - المصدر).

 

          حظيت حركة المقاطعة ضد اسرائيل المسماة « بي.دي.اس » في الايام الاخيرة بفوز كبير. نشر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القدس ميثاق مفصل ضد « تسويد وجه اسرائيل » وأعلن عن الحاجة الى فتح « جبهة واسعة » ضد المقاطعة. وقد تبين خلال 24 ساعة أن المقرب منه شلدون ادلسون يعقد قمة طارئة في لاس فيغاس من اجل محاربة ظاهرة المقاطعة في الجامعات، كما تم الاعلان أول أمس في صحيفة « بورفورد ». مقاطعو اسرائيل يستطيعون تسجيل التالي: من مجرد قلق أو خطر، تحولوا مثل ايران وحزب الله الى تهديد وجودي حقيقي.

 

          اطلاق صافرات الطواريء – يشكل الى حد كبير تحول في الوعي. حتى الان كان اليسار هو الذي يُحذر من الاستنكارات والمقاطعة في الساحة الدولية. استطلاع مقياس السلام لمركز غوتمان، الذي أجري في بداية 2014 وجد أن 71 بالمئة من مصوتي اليسار يعتقدون أن المقاطعة تشكل خطرا حقيقيا، في مقابل 42 بالمئة فقط من مصوتي اليمين.

 

          الآن يقوم اليمين بتحضير نفسه لما بعد الاتفاق النووي مع ايران، بتحويل الـ « بي.دي.اس » الى نداء معركة جديد لاثبات أن العالم كله ضدنا. واليسار في المقابل سيعتبر ذلك خدعة تهدف الى حرف الانظار عن سياسة اليمين، لا سيما تجاه الفلسطينيين التي هي السبب الحقيقي لمكانة اسرائيل المنخفضة في العالم.

 

          الحقيقة، مثلما هي الحال دائما، موجودة في الوسط. « بي.دي.اس » لم تسجل لنفسها حتى الآن نجاحا عمليا واحدا، باستثناء بضعة سوبرماركتات أو مراكز تجارية تتم فيها مقاطعة رمزية. في 29 جامعة صوت الطلاب مع وضد سحب الاستثمارات من اسرائيل، وفي بعضها، بالذات في كاليفورنيا، انتصرت المقاطعة، لكن أي من الجامعات لم تقرر بعد ولا تفكر بالاستجابة للطلب. في بضع ولايات ومنها انديانا، الينوي وتنيسي تم سن قوانين تمنع المقاطعة ضد اسرائيل، وولايات اخرى يتوقع أن تسير في أعقابها.

 

          الامر الذي يقلق الكثير من اليهود، لا سيما اولئك الذين يتعلم أبناءهم في المؤسسات الاكاديمية، هو المواجهة المتقدة في أحرام الجامعات حيث تجاوز الامر الانتقاد وتحول الى كراهية في بعض الحالات، من معاداة اسرائيل الى اللاسامية. وبدأ طلاب يهود ايضا بالخشية من عداء المحاضرين ولا سيما في العلوم الاجتماعية والانسانية حيث تهتم لجانهم أكثر فأكثر بتبني أو رفض قرارات لااسرائيلية. ومع ذلك فان اغلبية أولياء الامور غير معنيين بانتصار اسرائيل أو خسارة الفلسطينيين. فهم يريدون أن يتم ترك أبنائهم لانهاء دراستهم بهدوء.

 

 

          صحيح أنه من وراء حركة « بي.دي.اس » تقف جهات لا تعارض اعمال اسرائيل وانما وجودها، كما قال نتنياهو في جلسة الحكومة في يوم الاحد. لكن القول إن سياسة اسرائيل لا تغذي حركة المقاطعة لا يُقلل من تجنيد المؤيدين، ولا يحول الدفاع عن اسرائيل الى أصعب – هذا ذر للرماد في العيون، اذا لم نقل صبيانية. وقف عملية السلام، القتل والتدمير في غزة، التصادم مع طالبي اللجوء من افريقيا، خطاب نتنياهو في الكونغرس وكلامه ضد العرب في يوم الانتخابات – كل ذلك وفر الوقود للدعاية المناهضة لاسرائيل من قبل مؤيدي « بي.دي.اس » في السنة الاخيرة فقط.

 

          كل ذلك قبل أن نذكر الاحتلال الذي « سيحتفل » قريبا باليوبيل. كثير من الاسرائيليين تعلموا التغاضي عن سلب حقوق سكان المناطق، ولا يفهمون تأثير نظرة الشباب الذين ينظرون إلينا من الخارج.

 

          هناك حق للحكومة ومؤيديها، بل واجب، لمحاربة « بي.دي.اس » قبل أن تتحول الى خطر حقيقي – السؤال هل هذه هي الطريقة. وضع شخصية مختلفا فيها مثل ادلسون في مقدمة الصراع، يجعل من الجهد يميني، محافظ وجمهوري. حسب التقرير الذي ورد في الاسبوع الماضي في موقع « بازفيد » فان ادلسون وزوجته مريم يريدان تعيين اقربائهما، الحاخام شمولي بوتح رئيسا لحركة الطلاب ضد « بي.دي.اس ». وتمويل سخي من قبل ادلسون يضمن أن منظمة كهذه ستحظى بوسائل متقدمة وأدوات تكتيكية جديدة.          هذا الادعاء أثبته يوم استقلال ضخم قامت به الجالية الاسرائيلية التي يؤيدها ادلسون بمشاركة نحو 10 آلاف اسرائيلي في نيويورك. مع ذلك، فان تأييد صاحب المال اليميني قد يمنع طلاب ذوي افكار معتدلة أكثر من التجند للصراع. في كثير من الجامعات تحققت النجاحات ضد « بي.دي.اس » بفضل مساعدة اعضاء « جي ستريت »، الذين يتحفظون من أدلسون.

 

          في مقالة نشرت مؤخرا من قبل رئيس الاتحاد ضد التشهير، آيف فوكسمان، حذر من التفكير في امكانية حل موضوع الـ « بي.دي.اس » من خلال التشريع أو المواجهة المباشرة. فهذا سيُمكن رؤساء المقاطعة من اظهار أنفسهم كملاحقين وسيحظون بتأييد وتعاطف الطلاب. فوكسمان يوصي بتعميق العلاقات الثقافية والعلمية والاكاديمية الاسرائيلية مع مؤسسات اكاديمية في الولايات المتحدة وحث الجامعات على رفض سحب استثماراتها من اسرائيل. لا يتطرق فوكسمان الى مساهمة حكومة اسرائيل أو الخطوات السياسية التي كان يمكنها أن تتخذها من اجل تغيير الوضع تماما وبشكل سريع: إما أنه غير مقتنع بذلك أو أنه ينتظر الشهر القادم، حتى انتهاء ولايته للجنة التي استمرت 28 عاما.