بلدية غزة: نحاول المنع بطرقٍ عدة

بالصور « الحمير » يُنَغِصون مَزاج المصطافين في بحرِ غزةَ.. أين المسؤولين؟

الساعة 03:51 م|01 يونيو 2015

فلسطين اليوم

تجهزت عائلة أبو محمد للرحلة البحرية الصيفية التي أعدت لها منذ أسابيع عدة؛ وذلك للاستجمام في بحر غزة، حيث الشمس بازغة في كبد السماء، والأمواج تداعب بهدوء حبات رمال الشاطئ الصفراء؛ إلا أنهم وفور نزولهم للشاطئ اصطدموا بواقعٍ مرير، حيث سبقهم للمياه "الحمير والحصن" من كل الأحجام والأنواع.

مشهد "الحمير والحصن" وأحيانا الكلاب في أجمل وأرقى مناطق القطاع، "يُعَكِرُ مزاج" الغزيين المُعَكَر أصلاً، والذين وجدوا في ذلك المكان الوحيد والأخير فسحة للتنفيس عن الهموم التي ضاقت بها صدورهم؛ والألعن من ذلك أنها قد تتسبب -البهائم- بإيذاء المصطفين وتصيبهم بجروح؛ خاصة من الخيول التي تسير بسرعة البرق على الشاطئ.

"فلسطين اليوم" رصدت بالصورة والقلم نزول عشرات "البهائم" من الحمير والحصن إلى شواطئ ومياه بحر قطاع غزة، الأمر الذي وصفه المصطافون بالغير لائق من جميع النواحي خاصة المنظر العام والخشية من انتقال أمراض لأبنائهم، أو حدوث إصابات جراء السير بالقرب من العائلات على الشاطئ.

المواطن مصطفى البلعاوي (23 عاماً) أكثر ما يخشاه عند استجمامه انتشار الحيوانات على شاطئ البحر وداخل مياهه، الأمر الذي أعتبره "إن لم يكن يجرح المزاج العام فهو يدمر المنظر الحضاري للبحر".

ويقول البلعاوي:" ألحْظ زيادة كبيرة في انتشاء الحمير والحصن على شواطئ بحر غزة، الأمر الذي يتسبب بشعور سيئ عام لدى كل مصطاف، بالنسبة لي في كثير من الأحيان اعزف عن النزول للمياه أو للذهاب للبحر".

ويضيف:"عندما تقرر العائلة الذهاب للبحر، والنزول في المياه، نحاول جاهدين البحث عن منطقة خالية من الحيوانات؛ لتفادي سلبية المشهد والمخاطر التي قد تنجم عن تلك المشكلة خاصة أننا نصطحب أطفالنا الصغار".

مصطافون: المظهر غير حضاري ويعكر المزاج العام ويسبب إصابات في صفوفنا

وما يخشاه البلعاوي إصابة عائلته بأمراض جلدية جراء نزول الحيوانات في البحر.

الشعور السيئ لدى المواطن عائد الحلبي (20 عاماً) لا يختلف عن سابقه إن لم يكن أسوأ والذي عبر عن خشيته من الذهاب لبعض المناطق في بحر غزة بسبب تواجد "البهائم" التي أصبحت تشارك المواطنين في السباحة.

ولفت إلى أن الظاهرة بدأت تزداد في الآونة الأخيرة, مشيراً أنها تعكر الجو العام والحضاري لبحر غزة.

ودعا الحلبي البلديات إلى تحمل مسؤولياتها و"الضرب بيد من حديد على من يشوه المنظر الحضاري لبحر غزة, خاصة أنه المتنفس الوحيد لسكان القطاع".

اما الشاب إيهاب حمودة (25 عاماً) فيوضح أن المطلوب من البلديات وشرطة الخيالة منع الظاهرة بالقوة القانونية.

ويقول حمودة:"من غير المقبول في القرن 21 أن يكون البحر مسبحاً ومرتعاً للحمير وفضلاتها، وعامل إزعاج للمصطافين (..) أين البلديات والجهات المسؤولة من الوقوف عند مسؤولياتهم".

محمد . ج (30 عاماً) -تتحفظ الوكالة على اسم العائلة- والذي نزل بحماره إلى مياه البحر يوضح صراحة أن فعلته تأتي من باب "تغسيل الحمار".

ولا يعلم المواطن محمد مخاطر النزول بحماره في البحر، أو إضراره بالمزاج العام حيث يقول :"بالعكس الأولاد ينبسطوا وما بأذي احد".

كما ويظهر من حديثه أنه لم يتعرض للمنع من البلديات والجهات المسؤولة، ولا يعرف عقوبة تلك الفعلة.

كما ورصدت وكالة "فلسطين اليوم" إرشادات عامة لبلدية غزة بالقرب من "شارع الكورنيش" تظهر تحذيرات وتنبيهات عامة تمنع من نزول الحيوانات إلى شواطئ ومياه بحر غزة؛ لكن الاستجابة كانت ضعيفة من أصحاب الحيوانات الذين لا يعرفون في أغلبهم القراءة، الأمر الذي قد أعاق تحذيرهم وتوجيههم؛ علاوة على أن الإرشادات غير واضحة بالطريقة التي تناسبهم، والأصل ان توضع لافتات تحذيرية كبيرة ومدعمة بالصور.

 الوكالة رصدت إرشادات عامة لبلدية غزة تظهر تحذيرات وتنبيهات عامة تمنع من نزول الحيوانات إلى شواطئ ومياه بحر غزة؛ لكن الاستجابة كانت ضعيفة من أصحاب الحيوانات الذين لا يعرفون في أغلبهم القراءة

وتبلع الثروة الحيوانية في قطاع غزة من فصيلة الحمير حوالي 4 آلاف حمار وهو أكبر تجمع في العالم ضمن مساحة ضيقة لهذا الحيوان، الذي يستخدم كوسيلة نقل رئيسية بالمدينة وقراها.

 

بلدية غزة

مدير عام الصحة والبيئة في البلدية عبد الرحيم أبو القمبز أكد وجود بعض حالات نزول الحيوانات للبحر، رافضا توصيف المشكلة على أنها وصلت لحد الظاهرة.

ويوضح أبو القمبز في تصريح لـ"فلسطين اليوم" ان البلديات العامة بالتعاون مع جهات عدة أبرزها الشرطة الفلسطينية تعمل على إنهاء الإشكالية، مشيراً إلى حجم تداعياتها على المصطافين في شواطئ بحر غزة.

 

بلدية غزة: نحاول المنع بطرقٍ عدة

ولفت إلى ان القانون يمنع نزول الحيوانات على الشاطئ، والتي قد تصل فيه العقوبة لمرتكب تلك الفعلة إلى حد الحجز والتحويل للجهات المسؤولة.

وأشار إلى أن البلدية تتخذ سلسلة من الإجراءات لمنع ومحاصرة نزول الحيوانات للبحر، من أهمها المنع بالقانون، والمنع عبر الجهات التنفيذية كالشرطة والبلديات، والعمل على نشر توعية عامة في جميع أماكن الاستجمام.

ودعا الغزيين إلى ضرورة الحفاظ على المرافق البحرية، من خلال النظافة العامة، وإتباع السلوكيات الحميدة التي تترك أثراً إيجابياً عند الجميع.

وكانت بلدية غزة قد أعلنت في وقت سابق أن المنطقة الواقعة بين حدود ميناء غزة ومنطقة الشيخ عجلين جنوب المدينة، مسموح السباحة فيها، نظرًا لعدم تصريف مياه الصرف الصحي فيها وخلوها من أي ملوثات.

إحصائية: تبلع الثروة الحيوانية من فصيلة الحمير حوالي 4 آلاف حمار وهو أكبر تجمع في العالم ضمن مساحة ضيقة لهذا الحيوان

وأكدت في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه أن نتائج الفحوصات الأخيرة التي أجرتها بلدية غزة، بالتعاون مع وزارة الصحة، على مياه البحر في المناطق المذكورة، أظهرت خلوها من المياه العادمة وأي ملوثات أخرى.

وأوضح أن إدارته تجري فحوصات دورية على مياه البحر، بالتعاون مع وزارة الصحة، عبر الكشف الظاهري وأخذ عينات من مياه البحر، للاطمئنان على سلامة المياه، وتحديد الأماكن الآمنة للسباحة، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها البلدية لتوفير بيئة مناسبة للمصطافين خلال موسم الاصطياف.

 

 



240A9713

240A9693



240A9635

240A9621

240A9624

240A9576



c8513b62f3ce7928e6493f7a9c846381



63ba31f9673c1becdfa2dd837d830fab

240A9547

240A9529

240A9514

240A9510

240A9507

240A9499

240A9490