خبر إنه ليس بيبي وانما المواطنون -هآرتس

الساعة 09:43 ص|01 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: طل نيف

(المضمون: ما يقوم به نتنياهو لا يتحمل هو نفسه المسؤولية عنه وانما الجمهور الذي أعاد انتخابه - المصدر).

النبأ حول إقالة نسيم بن شتريت من منصب مدير عام وزارة الخارجية وتعيين دوري غولد بدلا منه، لا يجب أن يقض مضجع أحد. مصوتو الليكود الذين منحوا الحزب 30 مقعدا فعلوا ذلك من اجل أن يقوم بنيامين نتنياهو باقالة مدراء الوزارات الحكومية الذين تم تعيينهم من قبل خصومه السياسيين. هذا هو مغزى سلطته.

          وما هو التعليل الحقيقي للاقالة؟ ليس فجوات ايديولوجية. فمن يؤيدون حل الدولتين بين البحر والنهر بينهم علاقة متبادلة وليس من المفترض أن يقفوا وراء بن شتريت، الذي عينه افيغدور ليبرمان ليقوم بالمشاركة في حروبه.

          هل يحاول نتنياهو تحويل اسرائيل الى دكتاتورية؟ لا. الاسرائيليون – المواطنون الذين يستهزئون بمواطنتهم – يريدون ذلك. أي أن التنازل عن الحرية هو رغبة المواطنين أنفسهم. الحرية أمر مثقل. ورغم القوى السرية الكبيرة والخلاقة المنسوبة لنتنياهو – الذي يفعل ما يريد وكل ما يريد – فانه ليس القيصر نيرون. هذا لا يعني أن قوته السياسية والشخصية ليست كبيرة، لكن حدود الطاعة لفكرة « نتنياهو » موجودة في قلب كل مواطن. رغم أنه حدث اهتزاز لدى مواطني اسرائيل في السنة الاخيرة، وحدثت الضربة القاتلة وراء الحدود، إلا أنهم طلبوا لأنفسهم حكومة يمينية. لا يمكن في هذه المرحلة القول إن تعيين غولد سقط على الناخبين كالبرق في يوم مشمس، والمفاجأة هي أنه يوجد ساذجين يعتقدون أن التغيير الحقيقي سيحدث قبل استكمال عملية السيطرة الكُلية.

          التفاصيل تتداخل في الصورة العامة. التنقل المثير للشفقة لجلعاد أردان، على سبيل المثال، الذي غضب عندما بدأ نتنياهو بحملة الاقالات والتطهي، عاد مثل الشاه الى القطيع عندما أُخرجت العنزة التي هي بني بيغن. هذه الامور الخاطئة لا يجب أن تُذكر في كتب التاريخ. لن يتذكر أحد اذا أصدر أردان بلاغا لوسائل الاعلام أو لا، واذا أكل دوري غولد وجبة العشاء في مطبخ عائلة نتنياهو. والسؤال هو الى أي حد سيسمح اعضاء الائتلاف اليميني لنتنياهو أن يُنكل بهم. من دوري غولد حتى أردان فان التفاصيل غير مهمة.

          لن تكون لجان مصالحة، تعديلات حدودية معقولة، علاقات اقتصادية سوى استغلال قوة العمل الرخيصة، وبداية صياغة للغة جديدة من اجل الحوار مع العرب قبل انهاء عملية سيطرة اسرائيل. بكلمات اخرى، عندما يقول شخص من الحاضرة في وجبة المساء الاسبوع الماضي في الكيبوتس في الشمال، إنه من المؤسف أن المهمة لم تُستكمل في 1948، فيمكن الفهم أن تطبيق النهضة اليهودية والعمل العبري تحولا الآن الى نوع من السجن الذهني والتفوق العنصري.

          نتنياهو هو زعيم قمعي، يقيم عليه مؤيديه، لكنه ليس أكبر أو أصغر من دافيد بن غوريون. المواطنون هم الذين أصبحوا صغارا.