خبر كيف يوازن الدماغ آلية السمع بين الأذنين

الساعة 08:41 م|31 مايو 2015

فلسطين اليوم

تبعاً لنتائج البحث الذي تم نشره في مجلة (Nature Communications)، فقد استطاع باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز الإجابة عن السؤال الذي كان مطروحاً منذ فترة عن الكيفية التي يقوم بها الدماغ بموازنة السمع بين آذاننا، وهو أمر ضروري لتحديد مصدر الصوت والاستماع في الأماكن الصاخبة وللحماية من أضرار الضوضاء.

يمكن لهذه الدراسة الجديدة التي تم إجراؤها على الحيوانات أن توفر أيضاً نظرة جديدة عن فقدان السمع، ومن المرجح أن تحسن من نوعية عمليات زراعة القوقعة وجودة المعدات المساعدة على السمع.

أشار البروفيسور (غاري هوسلي)، وهو المؤلف الرئيسي لهذا البحث، إلى أن فريقه كان يسعى لفهم العملية البيولوجية التي تقف وراء “الزيتونية القوقعية” (olivocochlear) التي تسيطر على المنعكس السمعي، حيث أن التوازن السمعي بين الأذنين، والكيفية التي يمكننا من خلالها التمييز بين الأصوات المختلفة في الضجيج، تعتمد على هذا المنعكس العصبي الذي يربط القوقعة التي توجد في كل أذن بمركز التحكم السمعي في الدماغ، ولكنه أضاف أنه حتى الآن لم نفهم تماماً ما الذي يدفع منعكس الزيتونية القوقعية للعمل.

تبعاً لـ(هوسلي)، فإن حاسة السمع لدى الإنسان حساسة لدرجة أنه يمكنه معها سماع دبيب النمل، وهذا بسبب القوقعة التي توجد في الأذن الداخلية و تعمل كمكبر للصوت، وهذا التكبير الصوتي يأتي من الخلايا الشعرية الخارجية التي توجد في القوقعة والتي تضخم الذبذبات الصوتية.

عندما تزداد شدة الصوت، يقوم المنعكس الزيتوني القوقعي بإيقاف عمل مكبر الصوت في القوقعة من أجل تحقيق الموازنة الديناميكية بين مدخلات كل أذن كي يكون السمع في حالته المثلى، بالإضافة إلى تحديد مكان ورود الصوت وحماية السمع.

ووجدت الدراسة أن الخلايا الشعرية الخارجية للقوقعة، والتي تضخم الذبذبات الصوتية، تعمل أيضاً على توصيل الإشارة الحسية إلى الدماغ لمراقبة ردود الفعل الديناميكية الناتجة عن هذا التضخيم الصوتي، وذلك عبر مجموعة صغيرة من الألياف العصبية السمعية التي لم تكن وظيفتها معروفة في السابق.

في التجربة التي أجراها الباحثون على الفئران، تبين بأن الفئران التي تفتقر إلى الاتصال بين الألياف الحسية والخلايا الشعرية الخارجية، لم يؤد تعريض إحدى أذنيها للصوت أي تأثير على الحساسية السمعية في الأذن الأخرى، في حين كان القيام بذلك على الفئران العادية في المجموعة الضابطة يؤدي لإحداث منعكس قمع لحظي تقريباً للسمع، وبالمثل، فإن رد الفعل الزيتوني القوقعي الذي عادة ما يؤدي إلى انخفاض سريع في السمع في الأذن التي يتم تعريضها للصوت المرتفع، كان غائباً في الفئران التي تفتقر إلى اتصال الألياف الحسية أيضاً.

يعتقد الباحثون أن بعض حالات فقدان السمع التي يصاب بها البشر جراء تقدمهم في عمر قد تكون ذات صلة بالانهيار التدريجي في الاتصال بين الألياف الحسية وخلايا الشعرية الخارجية.

تبعاً للبروفيسور (هوسلي)، فإن إحدى المعوقات الكبيرة التي تواجه أجهزة السمع وزراعة القوقعة لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم قدرة على السمع بشكل جيد، هي أنها لا تستطيع العمل بشكل جيد ولا تستطيع دعم السمع بالطريقة المطلوبة في المحيطات التي تحتوي على الكثير من الضوضاء، ولكن من خلال هذه الدراسة يمكن للعلماء أن يتمكنوا من إيجاد طريقة يستطيعون معها جعل كل من القوقعتين اللتان يتم زراعتهما في كلتا الأذنين تتصلان مع بعضهما البعض بحيث يمكن للدماغ فهم الأصوات بأكثر قدر ممكن من الدقة.