خبر الدراما في الفيفا..للكرة أسنان- يديعوت

الساعة 09:57 ص|31 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سمدار بيري

بالتوازي مع انزال الايدي بين عوفر عيني وجبريل الرجوب، جرت دراما غير صغيرة في قيادة الفيفا: شخصيات عامة وصحفيون كبار من الاردن بكوا في نهاية الاسبوع خسارة الامير علي بن الحسين في المنافسة على رئاسة اتحاد كرة القدم العالمي (الخسارة التي كانت معروفة مسبقا، كما ينبغي الاعتراف). وكان الامير من عمان وظف جهودا لا بأس بها لالحاق الهزيمة برئيس الفيفا القديم (17 سنة) سب بلاتر، الذي ارتبط اسمه بعدد لا يحصى من الفضائح. الامير الهاشمي، الاخ غير الشقيق للملك عبدالله، تعهد مسبقا بعدم البقاء في كرسي الرئاسة لاكثر من ولاية واحدة، وان يدير الاتحاد بشفافية مالية كاملة وان ينظف مؤسساته من قضايا الرشوة ومن الاشتباه بتلقي الامتيازات بعشرات ملايين الدولارات.

واضح أن هذا لم يجديه نفعا. فبلاتر ابن الـ 79 حصل على 133 صوتا من اعضاء الاتحاد وانتخب لولاية خامسة. وهكذا فان روسيا في 2018 وقطر في 2022 يمكنهما أن يزيلا القلق من رأسيهما: فرغم الانتقاد على الملايين التي تدحرجت من يد الى يد ومئات العمال الاجانب الذين توفوا (في قطر) في اثناء البناء الحثيث تحت القيظ، فانهما ستستضيفان مباريات كأس العالم. واذا كانت تمت تحويلات مالية من تحت الطاولة، فلا توجد اثباتات قاطعة لدى أحد. بلاتر ينفي نفيا باتا، وما كان هو ما سيكون، بعيدا عن العيون المدققة. لقد ظهر بلاتر كسياسي محنك، ومنافسه، الامير علي، الذي نال 73 صوتا فقط، مطالب بان يسحب خططه الطموحة.

 

          عندنا، بالطبع، ارادوا للامير الاردني أن يفوز. فهو شاب اكثر من بلاتر بـ 40 سنة. طيار قتالي خدم في الوحدات المختارة في الجيش، وفي الشارع الاردني  يعد شخصية محبوبة على نحو خاص منذ قتلت امه، الاميرة عالية (طوقان، من مواليد نابلس) في حادثة تحطم غريب لمروحية فخلفت رضيعين – ابن وابنة. شقيقته هيا تزوجت حاكم إمارة دبي، أما علي فتزوج مراسلة  « سي.ان.ان » في بغداد وفي عمان ريم الابراهيمي، والتي هي نفسها ابنة دبلوماسي نشيط ووسيط من الامم المتحدة للشؤون السورية.

 

          لم نسمع أبدا من الامير تصريحا مناهضا لاسرائيل. ولو كان فاز برئاسة الفيفا لكان مشوقا ان نتابع سلومه في قضية الرجوب ضد اسرائيل. للرجوب، الذي حصل من رئيس المخابرات السابق يعقوب بيري على الاسم السري « جبريئيل ريغف » توجد بطن مليئة علينا. 17 سنة في السجن الاسرائيلي، عبرية طليقة، خصومة ومصالحة مع عرفات وابو مازن، وبالاساس فم كبير ضد رئيس الوزراء نتنياهو، حتى قبل أن يتبوأ منصب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني.

 

          بسبب التشهير والسلوك اللذي أثارا اعصاب رؤساء الاجهزة عندنا، أخذوا منه قبل سنتين بطاقة الشخصية الهامة. وهذا يعني أنه في كل مرة يخطط فيها « ابو رامي » للخروج من الضفة، فانه ملزم بالحصول على تصاريح، الوقوف في طابور طويل في الحواجز، ترتيب مرافقة خاصة عند دعوته الى تل أبيب وان يكون متعلقا بمزاج اصحاب القرار في القدس.

 

          خرجنا بسلام مؤقت من القضية، ولكن الرجوب لا يعتزم التراجع. صحيح أنه تراجع عن طلب تعليق عضوية اسرائيل في الفيفا، ولكن مبادرته لتشكيل لجنة دولية تكون آلية رقابة على معاملتنا مع لاعبي كرة القدم من الضفة وقطاع غزة تبقى على الطاولة. وهذا يعني انه في كل مرة تمنع فيها اسرائيل عبور لاعبي كرة القدم، سيرفع الرجوب هاتفا الى سويسرا. كما يعني هذا ان موضوع العنصرية المقلق عندنا ضد لاعبي كرة القدم العرب الاسرائيليين سيصدح في الاذان. وفي الاساس هذا يعني ان قضية الرجوب – عيني – نتنياهو (مع غمزة تشجيع من أبو مازن) وضعت امام عيوننا: عندما لا تكون مسيرة سياسية، عندما نصر على البناء في المستوطنات ولا توجد أصوات سلام، فان المباراة السياسية تنزل، لطالحنا، الى ملاعب كرة القدم.