خبر باقون في الفيفا: العقل والدبلوماسية نجحا- اسرائيل اليوم

الساعة 09:54 ص|31 مايو 2015

فلسطين اليوم

 بقلم: ايلي حزان

 118 سنة انقضت منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الذي استهدف تأمين اقامة دولة لليهود في ارض اسرائيل بموافقة دول العالم – والديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ما زالت تصارع من اجل أن تكون جزء من عائلة الشعوب. النهاية المؤقتة لقصة طرد اسرائيل من الفيفا هي حلقة اخرى في سلسلة احداث جرت في الماضي وستجري في المستقبل، التي كل هدفها كان خلق عدم شرعية وعدم انسانية لما تراه اغلبية من القادة العرب « الجريمة الكبرى في تاريخ الانسانية ». لا يهم على أي اساس اخلاقي يرتكز هذا، وكم سيفيد مواطنو اسرائيل الانسانية – إن هدف تصفية اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية هو هدف سام في نظرهم ولا يهم كم من المؤامرات والاكاذيب سيضطرون الى اختلاقها من اجل ذلك.

 دعونا لا ننسى: حتى قبل ادعاءات الفلسطينيين ضد السياسة العنصرية وهذا التمييز أو ذاك، التي يمكن تفنيدها، فاننا نقع جغرافيا في آسيا، لكننا ننتمي رياضيا الى اوروبا لأن العرب غير مستعدين للتسليم بوجودنا هنا، ومن المشكوك فيه أن يُسلموا بذلك في أي يوم. على هذه الكوميديا التاريخية علينا أن نقول لهم شكرا وحتى من أعماق القلب. لأنه في كل مرة يحاولون فيها مقاطعة اسرائيل فانهم يخلقون نتيجة معاكسة وهي جعلنا نسعى للتميز. هكذا ايضا في مجال الرياضة. المقاطعة الرياضية لاسرائيل أدت الى قبولنا في اتحاد كرة القدم الاوروبي « الأوفا »، والمشاركة في الدوريات الاوروبية – الامر الذي رفع بصورة واضحة مستوى انجازاتنا ومستوى أداءنا.

 

          القضية التي وصلت الى النهاية يوم الجمعة الماضي تبين الوضع الدولي لاسرائيل منذ اقامتها، والخطاب المشوه الذي تجذر في المنظمات الدولية المختلفة: لا يهم ازاء أي تهديدات وجودية تحارب وليس مهما ما هو الوضع في اماكن اخرى في العالم – ايضا في اماكن اخرى يدمرون فيها البشر – فانها تكون دائما في البؤرة.

 

          المقاطعة العربية في 1951 تحولت في 2011 الى تحذير من تسونامي سياسي، الذي سيتغير في المستقبل الى تهديد آخر. اذا واصلنا الامتياز والاخلاق في الظروف غير الممكنة التي نواجهها، فسنستطيع التغلب على كل أعدائنا. وعلينا ألا ننسى دعم اصدقائنا في العالم وفي الاساس دعم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

 

          من هذه الناحية فقد كان ممتعا الاصغاء الى خطاب مهندس الطرد الفاشل، جبريل الرجوب. فقد تحدث عن العنصرية الاسرائيلية وعن التهديدات على حياته، وطرح دعاوى باطلة. لكن يجدر به النظر الى نفسه والى معسكره الذي ينتمي اليه: من يصرح باللغة العربية بأنه يجب الاضرار باليهود، من ينوي ذلك ومن يقوم بذلك هم اصدقاءه في الجانب الفلسطيني - ليصغِ الى اصوات الادانة والتحقير والاهانة لمعظم مشجعي كرة القدم في البلاد، لتصرفات عنصرية للمشجعين، للتعاون بين اليهود والعرب ولمشاركة لاعبي كرة قدم من الوسط العربي في منتخب اسرائيل. وليس أقل من ذلك، ليتابع العنصرية في الجانب الفلسطيني. في النهاية، أبو مازن والفلسطينيون يتوقون الى يودنراين في يهودا والسامرة بعد أن تحقق الامر في غزة.

 

          في نهاية المطاف، العقل السليم والنشاط الدبلوماسي انتصرا، الامر الذي يجبرنا على أن نكون مستعدين للمعركة القادمة التي لم تبدأ بعد. توجد لدينا الأدوات لذلك وعلينا الحفاظ على الايمان بعدالة طريقنا.