خبر الفيفا هو مجرد نبذة مسبقة لما سيأتي- معاريف

الساعة 09:47 ص|31 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

تخيلوا أن بنيامين نتنياهو نفذ وعده وأعطى اسرائيل كاتس (ستحصل على واحدة من الحقائب الثلاثة الهامة)، وعينه وزيرا للخارجية. تخيلوا أنه عشية التصويت المصيري (الذي لم يحدث) في الفيفا حول ابعاد اسرائيل ، كان وزير الخارجية كاتس يقول إنه « يجب حبس الرجوب في المقاطعة وليلعب هناك مع رفاقه ». هل وضع اسرائيل كان سيتحسن في أعقاب قول كهذا من قبل الدبلوماسي رقم واحد؟ هل كان قول كهذا سيساعد في الجهد الكبير الذي استثمرته اسرائيل من اجل النجاة من عمود التشهير الدولي؟.

 من الواضح أن لا. هذا التصريح لكاتس يحظى بشعبية كبيرة في الايام الاخيرة. لقد لعبها كاتس. كثير من « اللايكات » من قبل اعضاء الليكود والوسط. لقد خرج كرجل. لقد بين للرجوب من يكون ووضعه في مكانه. تصفيق، ولكن في الطريق أثبت كاتس الادعاء الاساسي للرجوب لطرد اسرائيل. للتذكير، الرجوب ادعى أن اسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين بعنصرية وبتعالي وبظلم. كاتس أثبت أن الرجوب صادق، هذا الرجل أراد أن يكون وزيرا للخارجية وأوشك أن يكون.

          في الملعب الدبلوماسي يجب أن تكون في البداية حكيما وفقط بعد ذلك على حق. نحن نعيش في عالم منافق. يوجد للفلسطينيين اغلبية تلقائية في كل المحافل. من حسن حظنا أنه يوجد في مجلس الامن فيتو امريكي تلقائي، بوتيرة كهذه ايضا هذا سنخسره. ولهذا عندما نناضل ضد مبادرة مثل مبادرة الرجوب، يجب التصرف بحكمة وبهدوء وبتواضع وبسرية، وخلق روافع ضغط وتجنيد الدعم. كل ما قام به عوفر عيني ورجاله بنجاح. في الوقت الذي فيه كل الدبلوماسيين الاسرائيليين بمن فيهم رئيس الحكومة ورئيس الدولة السابق، يحاولون اثبات أن اسرائيل ليست عنصرية، وأننا لا نميز ضد لاعبي كرة القدم الفلسطينيين، وأننا لا نخرق القانون الدولي، وأننا لا ننغص حياة جيراننا الرياضيين، وأننا في النهاية نريد العودة الى البيت بسلام – قام كاتس وأسلمنا الى العالم المتنور. هذا هو وجهنا الذي يظهر داخل صفحته في الفيس بوك.

          يبدو لي أن كاتس قد تشوش قليلا. هذه القصة مع الفيفا جاءت له في منتصف الصراع ضد لجان العمال في الموانيء. في هذا الصراع كاتس محق تماما وإن كان عنيفا وفظا كما هي طريقته. يمكن أنه قد اختلط عليه الامر بين جبريل الرجوب وبين ألون حسان. المشكلة هي أنه في الرد المعربد والصبياني له حولنا كاتس جميعنا الى ألون حسان.

          في يوم الجمعة في زيوريخ حققنا انتصارا دبلوماسيا تكتيكيا في المعركة، لكننا بعيدون عن الانتصار في الحرب. في نهاية الامر سحب الرجوب اقتراحه ليس قبل أن يحرج اسرائيل ويتسبب في تعرقها، ووضعها على عمود التشهير وحولها الى مرشحة للاقصاء من محفل دولي هام. هذه سابقة خطيرة يمكن أن تشكل احلالا لسفك دم اسرائيل في محافل اخرى. إن مجرد حقيقة أنهم ناقشوا الاقتراح، وكانوا على وشك التصويت عليه، وجعلوا اسرائيل تستخدم كل الوسائل وقدرات الاقناع من اجل انقاذ نفسها من الطرد، هي انتصار للرجوب.

          الفيفا هو فقط النبذة المسبقة لما سيأتي. بوادر المقاطعة والتأشير على المنتجات بدأت منذ فترة الحكومة السابقة. وبالوتيرة الحالية فان الرذاذ سيتحول قريبا الى طوفان. اسرائيل تسير فوق جليد دقيق، كل خطوة غير محسوبة يمكن أن تتسبب بكارثة، محظور ارتكاب الاخطاء ويجب أن نكون حكماء أكثر ومحقين أقل.

          في يوم الجمعة تم الاثبات في الفيفا مرة اخرى أننا نفهم فقط لغة القوة. فجأة اسرائيل مستعدة لتنفيذ الاربعة بنود من التسهيلات الهامة للفلسطينيين، فجأة يتعهدون ويتوسلون ويعيدون بطاقات الشخصيات الهامة ويُقسمون بأننا سنتصرف بصورة جيدة. من المؤسف أننا وصلنا الى وضع كهذا، والمؤسف أكثر أننا نتصرف الآن وكأننا الآن انتصرنا من جديد في حرب الايام الستة. إن خبرتنا في تحويل كل انتصار مبكر الى هزيمة متأخرة، لا يستطيع أحد قبولها.