خبر التعادل في الدقيقة التسعين- هآرتس

الساعة 09:46 ص|31 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي دان

كل من احتفل بفوز اسرائيل أو كرة القدم الاسرائيلية في أعقاب القرار الفلسطيني سحب طلب تعليق العضوية من الفيفا، مخطيء في فهم الواقع. فاسرائيل، في افضل الاحوال، انتزعت أول أمس التعادل، او اسوأ من ذلك – الفلسطينيون سجلوا فوزا حين كان الدوري يقترب من نهايته.

جبريل الرجوب، ولا يهم اذا اعتبر ارهابيا أو مقاتل حرية، أقام مدرسة لاسرائيل وحصل على كل ما يريده تقريبا. فقد عرف بان المشروع الفلسطيني لن يمر بالتصويت، ولكن حتى هكذا حقق انتصارا سياسيا كبيرا. فهو لم يضغط ويحشر كرة القدم الاسرائيلية فقط – وطريق اسرائيل باسرها – حتى اللحظة الاخيرة، بل ان مطالبه، وليس فقط من حيث العبور الحر للرياضيين، ستعالجها لجنة تشكيلتها ستكون اغلب الظن مؤيدة للفلسطينيين. في كل الاحوال، فانه اذا كان حتى الان اعتقد العالم – أو 209 اعضاء الفيفا – بان هذه فقط ادعاءات تتعلق بقيود حركة رياضيين فانه على وعي الان بوجود مجموعة أولاد بيتار ارئيل.

في كل سيناريو، اسرائيل ما كانت لتجمد من الفيفا. وصرخات النجدة التي انطلقت من زيوريخ كانت مناورة. ما حصل هو أن أربعة من خمسة مطالب الفلسطينيين ستفحصها لجنة. واذا لم يكن هذا تدويلا للنزاع، فليس واضحا ما هو التدويل. وسيقول المتشددون ان اسرائيل لم تنتزع التعادل بل خسرت، حتى وان كان بالتمديد او بالضربات الترجيحية.

المصافحة بين الرجوب وعيني والاحاديث عن ترك السياسة جانبا لم تكن سوى عرض عابث. فما الذي فعلتماه، إن لم يكن خلط الرياضة بالسياسة، السياسة بالرياضة.

          عيني، الذي لم رجاله عمل بكد شديد ولكنه يتبوأ منصبا اكبر منه، سيعود الى الديار كمنتصر رغم أنه لم يكن كذلك. غير أن عيني ليس هو المشكلة، وهو في كل الاحوال فعل افضل ما يستطيع. المشكلة هي السياسة الخارجية الاسرائيلية – تجاهل رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق امكانية المقاطعة الدولية. هذا ليس موضوعا ينبغي لاتحاد كرة القدم ان يعالجه، بل الدبلوماسيون، وكان هنا فشلا ذريعا وطويلا.

          من سيعود الى الديار كالمنتصر الحقيقي هو الرجوب. حتى لو لم يحلموا في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية بانتصار ساحق وخاب أملهم قليلا من الحل الوسط، فان من عيناه في رأسه يعرف أنه انتصر – فقد أنزل اسرائيل على ركبتيها، وحظي بدقائق من المجد الدولي، طرح على جدول الاعمال القضية الفلسطينية وتسبب بتشكيل لجنة نتائجها لا يحمد عقباها. الرجل الذي أقاله عرفات في حينه، يشق طريقه الى القمة، وهذه ارادته. لاعب كرة القدم من غزة الذي لا يمكنه أن ينتقل الى الضفة الغربية يهمه اقل.

          حتى بدون تصويت، فمجرد البحث يمس باسرائيل. هذه المرة يبدو ظاهرا أن الامر لم ينتهِ بالمصيبة، اما في المرات القادمة – فمن شأن هذا ان يكون في اتحادات الرياضة، في منظمات الثقافة، العلوم، الصحة، إن لم نقل الامم المتحدة نفسها – الامور قد تتدهور. الاتجاه الذي تسير فيه اسرائيل واحد – المقاطعات، العزل، القيود وما شابه. بدون تغيير في السياسة الخارجة، سنشتاق للتعادل المحشور الذي انتزعناه في زيوريخ.