خبر وصل الشتاء... معاريف

الساعة 10:21 ص|29 مايو 2015

بقلم

الكثير من الاشخاص يضطرون الى الدخول الى فترة بيات شتوي، في خماسين الصيف، ويأملون أنه الى حين يتم ايقاظهم سيموت السيد، كلاميا، أو سيموت الكلب، رمزيا، أو كلنا نصمت ونجتاز الاضطرابات.

بيات شتوي في الصيف. رئيسا المعارضة الحالمة، هرتسوغ ولبيد، ينامان وفي أحلامهما يعملون معروفا مع من فاز عليهما وينضمان الى حكومته، ومسروران لأنه لم يغريهما الانضمام معا الى البديل المقاتل، الكبير والمجتهد. لا تصدقوا نفيهما.

في هذه الاثناء، الاثنان اللذان يمثلان 49 بالمئة من الشعب، ينامان معا ظهرا الى ظهر في تابوت الموتى المؤقت الذي وضعهما فيه رئيس حكومة الـ 61، مع نصف عين مفتوحة كي لا يفوتا لا سمح الله فرصة من غمز لهما، ويسارعا الى الانضمام الى حكومته في حال أن نفتالي وشكيد سينسحبان، كما يقولون، أو أن تبدأ الثقة الذاتية الزائدة للكاتسيين (نسبة الى كاتس) في التضاؤل.

بالله عليكما، بوجي ويئير، أيها الضعفاء، هل لهذا تم انتخابكما كزوج مؤدب ومتعاون كهذا؟ اليوم حيث رئيس الحكومة مشغول في ارباك العالم بدولتين وتحديد حدود؟ اليوم حيث يُقيل موظفات معاديات حسب رأيه ويعين اشخاص مطيعين؟ اليوم حيث يمثل احتكار الغاز، في الاتفاق الذي من المتوقع أن يمثلنا فيه؟ أين أنتم؟ اليوم حيث الحكومة كلها تقف على قائمة واحدة ونصف وزرائها انتهازيين بما فيهم ليكوديين.

هناك فقط 25 بالمئة من الشعب انتخب الليكود، الثلاثة ارباع الباقين فقدوا الارادة والأمل، مثلكما وبسببكما، أمام المناورات والمخاوف والاكاذيب والتحريضات والتصريحات مزودوجة المعنى لنتنياهو. اصنعوا شيئا ملموسا أو عودوا الى بيوتكم. وليبق في السلطة فقط الساحر والسيدة وممولهما.

في كتب التاريخ (بعد أن يُبدل ايضا المؤرخين وينتقم لكرامة والده) سيسجل الساحر بأنه المنتصر. سيسجل أنه باحتياله فاز بعشرة مقاعد احتياط، بعد أن تبقى اسرائيل في وضع مروع من الخوف الوجودي، وبعد أن لعب على مسرحي الصناعات الكيميائية وعلى كل المضطهدين والمضللين، المقتنعين بأن مباي والاشكناز ما زالوا يسيطرون على الدولة وأنه حان الوقت لاعطاء بيبي الفرصة.

سيسجل أنه شكل حكومة نشيطة، ترتكز على 61 مقعدا من خلال الفصل والتخويف والتجزئة والاغراء، اقصاء وارجاع الوزراء المحتملين، الباحثين عن القوة والمكانة. لقد نجح بسحره بأن يشل ايضا كحلون، الحامي الاخير في الحكومة لحقوق الجمهور والديمقراطية. كحلون تنازل قبل المعركة، انقلب على نفسه بشأن شركات الغاز ونقل ديونه وحقوقه في هذا الموضوع الحاسم لرئيس حكومته، الذي يفكر بطريقة معاكسة له. السهم الاخير الموجه ضد هذا الاضطراب ينهار، بما في ذلك صمت كحلون بشأن السيطرة الفظة لبيبي على الاعلام. مخلص آخر مزعوم يخيب الآمال.

ولهذا سيسجل في كتب التاريخ، تبارك اسمه (بالهام اردوغان وبوتين؟)، أنه أخاف الاعلام وأنهى التحقيقات المتعلقة به وبزوجته، عزل معارضيه من الخدمة العامة، خصى المعارضة المحتملة لهرتسوغ، لبيد وميرتس والعرب، أهان رئيس الولايات المتحدة دون أن يتضرر. إنه يستصغر أعداءه من بينيت الى ليبرمان، يشل ورثته ساعر وأردان وخصى سلفان وبيغن، لقد ضلل حتى هذه اللحظة اثنان، كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي وغير اسمه. كل ذلك سيسجل في التاريخ.

لكن، ينهي مراسلنا، لن يسجل لصالحه اتفاقات سلام، رأب الصدع الاجتماعي الاقتصادي، الحفاظ على القانون والقضاء والديمقراطية وحرية التعبير. نتنياهو بهذا الذي وريثه في الموسم القادم في لعبة الكراسي سيؤلمنا بالعقارب ولكنه سيخفض قليلا اسعار الشقق والميلكي. آمين.