وصلت الحرارة داخلها 60 درجة مئوية

خبر الكرافانات في غزة.. أفران حارقة

الساعة 06:55 ص|28 مايو 2015

فلسطين اليوم

« اللهم أخرجنا من الكرافانات كما أخرجت يونس من بطن الحوت »، دعاء يردده سكان الكرافانات على الشريط الحدودي لقطاع غزة، بعد أن وصلت درجة الحرارة داخلها إلى 60 درجة مئوية، وسط تهميش من المسؤولين والبلدية التي لم تزرهم وتطلع على أوضاعهم المزرية. بحسب سكان منطقة خزاعة شرق خان يونس.

وتتميز منطقة خزاعة المنكوبة بانتشار الكرافانات نظراً لتعرضها للدمار الشامل من قبل آلة الاحتلال خلال العدوان الماضي، كحل مؤقت لحين إعمار منازلهم، إلا أن هذه الوعود لم تنفذ بعد، كما لا توجد معطيات تلوح في الأفق لبدء الإعمار. إضافة إلى انها تفتر للبنية التحتية بعد أن غيرت الحرب ملامحها الجغرافية.

ويصف سكان منطقة خزاعة لـ « الحياة الجديدة » السكن في الكرافانات في فصل الصيف بالجحيم نظراً لارتفاع درجة الحرارة، كما وصفوها من قبل في فصل الشتاء بالقاسية حينما شردتهم مياه الأمطار.

وأجبرت الحرارة المرتفعة داخل الكرافانات الأطفال إلى اللجوء إلى الانبطاح أسفل الكرافانات في مسافة 40 سم ، تلك المسافة التي تفصل الكرفان عن سطح الأرض هرباً من شدة الحرارة علهم يجدون تحتها نسمة هواء. فيما اضطر رجال المنطقة ونساؤها إلى الهرب إلى أرض مجاورة مزروعة بالأشجار للاحتماء بها من حرارة الشمس الحارقة.

ويقول عمار أبو روك مسؤول لجنة كرفانات حي خزاعة مجمع « ب » حي أبو ريدة لـ « الحياة الجديدة »: « عشرات العائلات من أطفال وشيوخ ونساء لم يحتملوا العيش داخل الكرفانات فاضطروا إلى إخلائها منتشرين ما بين الأراضي الزراعية والمسافة التي تفصل الكرفان عن الأرض، فيما اضطرت النساء للجوء إلى منازل أقاربهن لحين غروب الشمس.

وناشد أبو روك عبر »الحياة الجديدة« المسؤولين والرئيس عباس أن يوفروا لهم حياة جديدة مستقرة بلا معاناة، خاصة وأنهم ذاقوا الأمرين في رحلتي الشتاء والصيف.

وأكد أن طفلين أغمي عليهما نتيجة الحرارة المرتفعة، فيما فتح بعض المواطنين خراطيم المياه فوق أسطح الكرافانات المصنوعة من الصفيح علها تلطف الحرارة. فيما البعض الآخر اشترى مياها جاهزة لرش كرفانه بالمياه الباردة.

ويقول المواطن أحمد عميش »35 عاما« ، الذي لم يعرف طعمًا للنوم وأطفاله الصغار من شدة الحرارة، لـ »الحياة الجديدة« ، »نفسي أنام مش قادر"، والمراوح الكهربائية تجلب الهواء الساخن بدلاً من تلطيف درجة الحرارة داخل الكرفان. مطالباً الجهات المختصة التي تركتهم لمصيرهم مع أمطار الشتاء وحرارة الصيف، بأن يتحركوا وينقذوهم من معاناتهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وتساءل كيف سنعيش هذه الأجواء في شهر رمضان في أكثر شهور العام حرارة؟!

وهربت الحاجة فاطمة قديح في السبعين من عمرها، والمريضة بالقلب، من الكرفان ولجأت تحت شجرة كثيفة لتتنسم الهواء وتتخلص من حرارة الكرفان، واصفة وضع الكرفان بالفرن الذي يصلح للشواء.

معاناة سكان الكرفانات في خزاعة هي نفسها معاناة سكان منطقتي الشجاعية وبيت حانون ، وتتطلب تضافر الجهود لتخليص هؤلاء الذين تقدر أعدادهم بالآلاف للبدء بإعادة إعمار منازلهم لينتقلوا من حياة البؤس والقساوة إلى حياة جديدة تقيهم قيظ الصيف وقرّ الشتاء.