خبر « إسرائيل » قلقة: كل الجهات البرية قابلة للاختراق

الساعة 05:45 ص|27 مايو 2015

فلسطين اليوم

لا خلاف في « تل أبيب » على أن قابلية الجهات البرية للاختراق باتت أحد أخطر التهديدات التي تواجه « إسرائيل » في ظل التحوّلات الدراماتيكية التي تعصف بالمنطقة.

وقد أفضى الإحساس بتعاظم فرص تحقق هذا السيناريو على نطاق واسع، إلى شروع الجيش « الإسرائيلي » في بلورة استراتيجية شاملة لمواجهة هذا الخطر، الذي سيفضي إلى المسّ بشكل غير مسبوق بالعمق الاستراتيجي لـ« إسرائيل » وسيهدد الحواضر المدنية التي تقع بعيداً عن الحدود.

وترصد أوساط أمنية « إسرائيلية » نوعين من التهديدات، أحدهما اختراق الحدود عبر عمليات اقتحام بشكل مباشر، والثاني اختراق الحدود عبر الأنفاق.

ولئن كانت « إسرائيل » تتحدث حتى الآن عن الأنفاق التي يحفرها مقاومو « كتائب عز الدين القسام »، الجناح العسكري لحركة « حماس »، وتشير إلى إمكانية قيام « حزب الله » بحفر أنفاق مماثلة، فإن الخبراء الأمنيين « الإسرائيليين » يؤكدون أن الحدود البرية للكيان الصهيوني مع جميع الدول العربية قابلة للاختراق بواسطة الأنفاق.

وكشفت مجلة « إسرائيل ديفنس » أن الجيش « الإسرائيلي » دعا شركات تقنية متقدمة إلى المساعدة في تطوير حلول تكنولوجية تساعد على وضع عوائق مادية تقلّص من القدرة على اختراق الحدود البرية بشكل مباشر أو عبر الأنفاق.

ونقلت المجلة عن حاجي كاتس، مدير التسويق في شركة « مجال » التي تُعتبر المزود الرئيس للجيش الإسرائيلي بـ« الجدران الذكية »، أن التحوّلات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة فرضت على إسرائيل توفير حلول تكنولوجية لمواجهة احتمالات الاختراق.

وحسب كاتس، فإن الجيش وضمن استراتيجيته الجديدة، كلّف « مجال » بتطوير « جدران ذكية » مزودة بوسائل استشعار بالغة الحساسية والدقة لمواجهة خطر الاقتحامات المباشرة للحدود. وأشار كاتس إلى أن شركته عندما تصمم حلولاً لمواجهة اختراق الحدود، تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في طابع الحدود مع كل دولة عربية. وأوضح أنه بناءً على طلب الجيش، فقد طوّرت « مجال » وسائل استشعار إلكترونية تقوم بإرسال معلومات بشكل فوري حول كل ما يجري في محيط الحدود وعلى طولها إلى هيئة تحكّم مركزية، وذلك لمواجهة أي محاولة للاختراق.

لكن التحدي الأكبر الذي يثير قلق المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين هو تعاظم إمكانية اختراق الحدود عبر الأنفاق، على اعتبار أن كل الحلول التقنية التي بُلورت حتى الآن لاكتشاف الأنفاق لم تثبت نجاعتها. وكشفت صحيفة « ميكور ريشون » أن الخبراء التقنيين يرون أن توظيف انتشار الموجات الصوتية، التي تُعدّ أهم آلية عمل معتمدة حتى الآن، لاكتشاف الأنفاق، لا يضمن نجاعة كبيرة، إذ يتأثر عملها بطابع طبقات التربة والرطوبة وغيرها من عوامل.

وأجمع المشاركون في مؤتمر « القتال البري » الذي نظّمته إسرائيل أخيراً في « اللطرون » غرب القدس، على أن الأنفاق تحوّلت إلى تهديد استراتيجي لأن حرب غزة الأخيرة أثبتت أن الأنفاق نجحت عملياً في تحييد تأثير التفوّق النوعي لإسرائيل في مجال سلاحي الطيران والمدرعات، ناهيك عن أنها تمنح الطرف الاخر القدرة على مفاجأة الجيش الإسرائيلي وتهديد العمق المدني.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن الأنفاق يمكن، ولو نظرياً، أن تساعد في تحقيق سيناريو الرعب الذي تفزع منه القيادة الإسرائيلية، وهو تمكّن مجموعة من المقاومين على احتلال منطقة أو مدينة صهيونية بعد التسلل عبر نفق، مع كل ما سيكون لذلك من انعكاسات.

ويرى يوسي لنجوتسكي، الذي سبق له أن أسس وقاد الوحدة التكنولوجية في سلاح الاستخبارات الإسرائيلي، أن حدود إسرائيل مع كل الدول العربية قابلة للاختراق عبر الأنفاق، وهو بذلك ينسف الانطباع الذي حاول تكريسه قادة الجيش الإسرائيلي من أن خطر الأنفاق ينحصر في الحدود مع غزة وبشكل أقل مع لبنان.

وفي كلمته أمام المؤتمر، قال لنجوتسكي إنه حذر قيادة الجيش منذ عشر سنوات من أن هناك دلائل تؤكد أن « حزب الله » يقوم بحفر أنفاق باتجاه المدن الشمالية لإسرائيل. وأشار إلى أنه بإمكان « الأعداء » التسلّل عبر الأنفاق من حدود سورية والأردن ومصر أيضاً، محذراً من أن بإمكان المهاجمين في أقل الأحوال سوءاً أن يقوموا بخطف جنود أو مستوطنين من أجل مبادلتهم بأسرى فلسطينيين. ولفت لنجوتسكي إلى أنه « بخلاف إمكانات حركة حماس المحدودة، فإن الأطراف الأخرى بإمكانها أن تحفر أنفاق أكثر تطوراً تسمح بنقل مئات المقاتلين إلى داخل الحدود من أجل احتلال مناطق بعينها ».