دون تحرك رسمي أو عربي

تقرير الاحتلال يشن حربا علنية على المقدسيين

الساعة 11:01 ص|26 مايو 2015

فلسطين اليوم

قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية والاجتماعية زياد الحموري إن سلطات الاحتلال لم توقف انتهاكاتها بحق المقدسيين منذ احتلال كامل مدينة القدس في العام 1967 وحتى الآن، مع تصعيد لهذه الانتهاكات في السنوات العشرة الأخيرة.

وفي حديث مع وكالة « فلسطين اليوم » قال الحموري: « إن هذه الانتهاكات أصبحت في المرحلة الأخيرة أوضح للعالم كله، وباتت مكشوفة لمن هم خارج المدينة وبات الصراع علنيا ».

وفي تعليقه على اعتقال سلطات الاحتلال الصهيوني خلال ال24 ساعة الأخيرة 20 طفلا مقدسيا تتراوح أعمارهم فقط ما بين 14-16 عاما، قال الحموري إن هذه الاعتقالات لم تتوقف يوما، العام الفائت 2014 سجلت أكثر من 1200 حاله اعتقال لأطفال مقدسيين، بالإضافة إلى تسجيل حالات اعتقال لأطفال أقل من عشر سنوات وهي السابقة التي لم تتكرر يوما في كل العالم.

وتابع الحموري:« قائمة الانتهاكات لا تنتهي، فهذه الاعتقالات على سبيل المثال لأطفال دون سن السابقة والسادسة كانت تجري على مسمع ومرأي كل العالم دون أن يتحرك أحدا لحماية حقوق الأطفال أو التصدي لهذه الظاهرة، فالمؤسسات الدولية تكتب تقاريرها ولكن لا تتدخل بشكل عملي ».

وتحدث الحموري عما يجري يوميا في المسجد الأقصى من دخول المستوطنين لساحاته ومحاولة الصلاة فيه وقال إن ما تقوم به الجماعات الاستيطانية المتطرفة ليست اقتحامات، وإنما دوام رسمي لهؤلاء المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى بساعات معينة وحتى ساعات معينة، وبرعاية رسمية شرطية ورعاية وزارية وحكومية من أعلى المستويات.

وبحسب الحموري فإن كل هذه الانتهاكات يخفي وراءه خطورة أكبر من مجرد اقتحامات وتدنيس للمسجد الأقصى، بل أن هناك محاولة لتثبيت حق للمستوطنين بالدخول بشكل يومي للأقصى، وتقسيم المسجد الأقصى، وقال إنهم حاولوا فتح أبواب أخرى غير باب المغاربة الذي يدخلون بالعادة منه، لتسهيل عمليات الدخول للأقصى والسيطرة عليه، تمهيدا لهدفهم الكبير بإقامة الهيكل بدلا من الأقصى.

وقال الحموري إن حربا ديمغرافية معلنة على المقدسيين في مدينة القدس، واضحة المعالم، فالإعلانات الرسمية وغير الرسمية على حد سواء في دولة الاحتلال تشير إلى نيتهم بإبقاء أقل نسبة مقدسيين في المدينة المحتلة، وتعزيز التواجد الاستيطاني في المدينة.

ولتحقيق هذا الهدف، يقول الحموري إن سلطات الاحتلال أدوات عديدة أهمها العاملين الاقتصادي والسكن، فالمقدسي حاليا يعاني من أزمة سكن خانقة في ظل عدم السماح له بالبناء ومصادرة أراضيه وهدم المباني، يضاف لذلك الوضع الاقتصادي السيء والبطالة العالية وارتفاع مستويات الفقر نتيجة سياسات التمييز ضده، كل ذلك يضاف إلى الملاحقة الدائمة واعتقال الأطفال وتهديد حياه المقدسيين الدائم.

وأشار الحموري إلى أن معاناة القدس والمقدسيين القانطين فيها يعرفها الجميع في الداخل والخارج، فالألاف التقارير ومئات المؤتمرات التي عقدت في الدول العربية والإسلامية وحتى العالمية، والتي شرح فيها كل هذه الظروف وما هو مطلوب من دعم وجود الفلسطيني في القدس.

وتابع الحموري:« دعم وجود المقدسي في القدس هو المطلوب، إذا أنتهى المقدسي منها كما تخطط إسرائيل انتهت القدس، فالوجود الفلسطيني فيها اليوم محمي بجهود ذاتية من أبنائها، فالمقدسي بجهوده ودمه ومعاناته يحافظ على حقه بالقدس، والمطلوب هو دعمه للصمود حتى النهاية ».

على المستوى الرسمي الفلسطيني قال الحموري إن دور السلطة معدوم في القدس لسببين الأول محاربة سلطات الاحتلال لأي تواجد رسمي لها في القدس، والثاني عدم الاهتمام بالقدس فالميزانية التي تحظى بها القدس أقل من 1% من ميزانية السلطة، بالمقابل تصرف المليارات الشواكل مخصصة للاستيطان.